مقال| للجمال عنوان

يكتبه: حمدان بن علي البادي  |

في ظل أزمة كورونا والحياة شبه المتوقفة، كانت هناك بعض الدول التي تضخ مبالغ ضخمة لتسويق بلدانها وتذكير العالم بمناطق الجذب السياحي في دعوة لزيارة تلك البلدان في أول فرصة تتاح للسفر والعمل على تعزيز المحتوى الرقمي الموجه والمتجدد ليتولى الذكاء الصناعي وخوارزميات الإنترنت إيصاله إلى المهتمين ومن يفكرون بالسفر والبحث عن وجهات جديدة. 

وقد اشتغلت السلطنة في السابق على تسويق هويتها للسائح الأجنبي تحت شعار ” عُمان للجمال عنوان” وتوظيف مختلف المقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة وتسويقها تحت هوية الجمال. ومع ذلك نقابل في سفرنا أشخاصاً كُثر لم يسبق لهم إن سمعوا باسم عُمان ويجهلون موقعها الجغرافي ويطرحون علينا أسئلة كثيرة تعتبر من البديهيات بغية تكوين هوية عن هذا البلد المجهول بالنسبة لهم وهذا الأمر طبيعي لأن الناس فيما  يعشقون مذاهب ولديهم اهتماماتهم وحياتهم الخاصة  المشغولين بها.
لكن ما أراه غير طبيعي، أن يأتي هذا الجهل من أبناء الشعوب العربية، شعوب نشترك معها في العروبة والدين واللغة وتلتقي دولنا في الكثير من اللجان والمشاريع والمنظمات، أشخاص منا وفينا يفترض أن يكونوا ذوو علم وعلى إطلاع بأبسط أبجديات الحياة في البلدان العربية وأن سلطنة عُمان ليست عمّان عاصمة الأردن.
ولأن من يريد أن يصل إلى وجهته سيعرف الطريق إليها حتما حتى وإن كان يجهل أي تفاصيل عن تلك الوجهة فإن الاشتغال  على الهوية التسويقية أمر مهم وتحديد الأسواق السياحية المستهدفة والوصول إليهم عبر مختلف القنوات بثيمة محددة  ومتجددة أمر أكثر أهمية، والسياحة صناعة ومنتج إقتصادي وقوة المنتج بقوة هويته ومن المهم أن ندرك الهوية التي نريد أن نقدمها للآخرين والوصول إلى أسواق سياحية جديدة خاصة مع فتح باب التأشيرة السياحية لأكثر من 103 دول حول العالم، وسلطنة عُمان ليست خنجرا ولا حلوى، ليست قلاعاً صماء وبيوتاً أثرية قديمة كما يختزلها البعض، عُمان تاريخ وحضارة حاضر ومستقبل ومقومات طبيعية استثنائية وهي الصورة التي يجب تقديمها للآخرين .

وفي الأخير، هل سبق وأن صادفت شخصاً يجهل عُمان وموقعها الجغرافي؟. وكيف قمت بتعريفه بها؟.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*