د. رجب بن علي العويسي |
تؤدي منصات التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في التسويق السياحي الرقمي سواء من خلال التعريف بالبيئات الطبيعية القائمة والفرص السياحية المتوفرة، أو من خلال تسليط الضوء على بيئات سياحية غير معروفة للكثير من السياح وأبناء المجتمع، ووصولها إلى السائح المحلي والعالمي.
وفي ظل عالمية المنصات التواصلية والخصوصيات والميزات التي تكتسبها، ومعطيات الواقع الدولي الجديد الذي فرضته جائحة “كوفيد 19″، وتأثيراتها على القطاعات المجتمعية المختلفة ومنها قطاع السياحية؛ تصبح هذه المنصات خيار السياحة الوطنية لبناء علاقة تواصلية مع البيئات السياحية بالسلطنة لوضعها في خطة السياحة الوافدة، أو كأحد الوجهات السياحية الداخلية.
على أن قدرة مستخدمي المنصات التواصلية عامة ومشاهير “السوشل ميديا” بشكل خاص في التسويق السياحي الرقمي المتفرد، وتوفير منتج سياحي يمتلك فرص الجذب والاهتمام والمتابعة، ويحقق للسياحة الوطنية العالمية والريادة والمنافسة؛ يرتبط بالثقافة السياحية عامة، ومستوى المرونة والتفاعلية في المبادئ وقواعد العمل والقوانين والتشريعات، لتؤسس لمنتج سياحي راق ولمسات جمالية تستثير دافعية السياح.
ويبقى عنصر التحدي والمنافسة في الخروج عن المألوف المتكرر، بمعنى أن لا تمثل هذه المنصات مجرد صور متداولة لبيئات سياحية معروفة فقط؛ بل في استكشاف بيئات سياحية جديدة غير مدركة، وانتزاع عقدة الفتور السياحي لدى المواطن حول السياحة الداخلية، والنظرة الضيقة التي مازالت تقرأ تدني جودة الخدمات السياحية، عقدة أمام تجديد الهاجس السياحي وتغيير القناعات.
وبالتالي مستوى المكاشفة السياحية من حيث كفاءة وجاهزية وأصالة المعلومات المتوفرة التي تتيح لمستخدمي المنصات التواصلية تقديم محتوى سياحي ناضج يعبر عن المدلولات والمفردات النوعية المرتبطة بالقاموس السياحي الوطني، ويعكس هوية السياحة العمانية، لتوقع بأن يمارس هذا الدور مهتمين بالسياحة العمانية من غير العمانيين.
وأخيرا فإن ما تصنعه المنصات التواصلية اليوم من فرص للسياحة الوطنية أكثر من اختصاره في كلمات، والشواهد الحية التي أبرزتها بعض صفحات المشاهير في الفترة السابقة خير دليل يعكس الحاجة إلى نقل السياحة الوطنية وتعظيم حضورها عبر الفضاءات المفتوحة، وفتح الأعين وإنصات الآذان والمتابعة الجادة لما يجري في تفاصيل الحدث السياحي ومستجداته.