يوسف بن أحمد البلوشي |
تتفرد محافظات وولايات السلطنة بمفردات سياحية متميزة عن بعضها البعض بمقومات تاريخية وأثرية وجبال وأودية وشواطىء وقلاع وحصون وغيرها حتى رمال ولاية مال غير عن الأخرى.
ومع التوزيع الإداري والجغرافي للمحافظات في الهيكل الجديد للتشكيل الحكومي تم منح المحافظات شؤونها الإدارية التي تتبع وزارة الداخلية وهذا يعطي فرصة كبيرة لكل محافظة أن تضع مخططها السياحي بما يتوافق مع ما تزخر به. والمطلوب اليوم أن نسرّع الخطى نحو وضع مخطط سياحي ممنهج يتوافق مع رؤية استراتيجية السياحة 2040 ورؤية عُمان 2040.
كثير من البلدان تعول على السياحة وتعمل على بناء قطاع يسهم في دفع عجلة اقتصادها من خلال وجود مركز بلدي يضع التخطيط والرؤية الخاصة للمحافظة أو الولاية. ففي دول أوروبا مثلا نجد أن البلدية هي المنظم للسوق السياحي ورئيس البلدية مثلا هو الحاكم.
واليوم لدينا محافظ ووالٍ ورئيس بلدية ومجلس بلدي وأعضاء الشورى والمشايخ كل هذه التوليفة يجب أن تجلس لتضع مخططا سياحياً واقتصادياً يحرك المحافظة ويجعلها في سباق مع الزمن من حيث التطوير والتنمية بعد انتهاء زمن المركزية الذي تأسس لمدة 50 عاماً وهي فترة كانت تحتاج “يمكن” لكل تلك المركزية، ولكن اليوم مع العهد الجديد نرى من الأهمية بمكان أن نعمل بشكل أفضل ومنهجية تطور أكبر وتخطيط أوسع وأشمل لبناء عُمان الجديدة التي نريدها لمستقبل أجيال قادمة.
فلا داعي لتخطيط عشوائي ولا نريد أن نخطط اليوم ونهدم غداً أو نمد شارعاً وجسراً ونستبدلهما بعد خمس سنوات، لان هذا يعتبر هدراً كبيراً للمال ولجهود التنمية والبناء في ظل محدودية الدخل.