مقال | “اهتموا بخلفان وعويشة”

* بقلم: هيثم بن علي تبوك |
 
عندما عصفت جائحة كورونا بالعالم وأغلقت البلدان حدودها البرّية والجوّية والبحرية خشية إنتشار هذا الوباء في أراضيها، وعندما إنهارت اقتصادات أغلب البلدان جراء عمليات الإغلاق وتحاول الآن التدارك والتعافي بشتى الوسائل.

وعندما خسر قطاع السّياحة ماخسر وتم الاعتماد الكلي والمباشر على المواطنين المحليين لإنعاش الحركة السياحية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في سبيل البقاء والاستمرار في السوق والتواجد في هذا القطاع وتعويض الخسائر الكبيرة، كان السائح المحلي وكانت السياحة الداخلية هي السند لهذه المنتجعات والفنادق والنزل الفندقية لإنقاذهم بشكل أو بآخر وهم المحرّك لهم والمُدرّ الوحيد لتسديد المترتبات التشغيلية.

فقد انهالت العروض التي لا حصر لها على المواطنين من كافة الفئات الفندقية ومزايا وتخفيضات وسحوبات وغيرها، لجذب هذا السائح المحلي الذي تذكرنا مدى أهميته الآن عندما اشتد الأمر بِنَا وعصفت بِنَا هذه الجائحة. في الوقت الذي كنّا نهتم فيه ” بطوني، وجوني، وجوليت، وكاترينا، وتناسينا وتغافلنا عن سلطان وخلفان وعبود وحمّود .. وعويشة وعزّة ” ولم نلقِ لهم بالاً.

واستناداً لبيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، فإن إنفاق السياحة الوافدة بنهاية عام 2015 بلغ 288 مليوناً و230 ألف ريال عماني مقارنة بـ 250 مليونا و913 ألف ريال عماني بنهاية عام 2014 .كما ذكرت الإحصائيات أن إنفاق السياحة المحلية خلال العام نفسه بلغ 976 مليوناً و376 ألف ريال عماني.

من خلال هذه الأرقام ندرك حجم الإيراد الذي تُدرّه السّياحة المحلية في هذا القطاع الحيوي. اليوم نأمل من المنتجعات والفنادق الكبيرة والمتوسطة كذلك والصغيرة منها وكذا النزل السياحية والفندقية، أن يكون اهتمامكم الأسمى والأولى المواطن والسائح المحلّي قبل السائح الأجنبي في كل شي، ويجب أن تكون عروضها للسياحة الداخلية مغرية على الدوام للمواطنين وليس فقط في ظروف معينة عندما تفتقد هذه الفنادق السّائح الأجنبي.

التطور وصناعة السياحة الحقيقية لن تتأتّى إلا عندما نهتم الاهتمام الحقيقي والمباشر بالسّياحة الداخلية، بعدها يأتي كل شي تباعاً من مرافق وخدمات وتسهيلات وأسعار واقعية بعيداً عن التشدّق بالغلاء الواهي، وعندها ستصبح بلادنا وجهة حقيقية جاهزة ومستعدّة على المستوى الإقليمي والعالمي لما بها من مقومات فريدة ونادرة تتميز بها عن الكثير من البلدان، خصوصاً في التنوع الجغرافي والمواسم الاستثنائية التي حبا الله بها عُمان عن بقيّة البلدان.

@HaithamTabook

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*