مقال| سعيد والمهمة الصعبة

بقلم:  حمدان بن علي البادي |   

نشأ على تخوم رمال بدية وحلمه أن يمتلك وثيقة رسمية تخوّله لاستثمار مساحة من تلك الرمال، ولأن نيل المطالب لا يأتي بالتمني فقد ذهب في وقت مبكر من عمره نحو شغفه يراقب السياح والرمال وفي ذهنه تقفز الأفكار وتحفزه للمضي نحو حلمه.    بعد الثانوية شد أصدقاؤه رحالهم  إلى العاصمة مسقط للبحث عن عمل رافضا تلك الدعوة لتكون رمال الشرقية وجهته فحلمه هنا وكل هذه الأعداد الهائلة من السياح بحاجة لمن يكون بينهم وهم يبحثون عن منفذ يستطيعون من خلاله عبور الرمال وتحدي كثبانها، كان دليلهم وملهمهم ليريهم ما يرى من سحر  الرمال ويساعدهم على صنع تجاربهم الخاصة بين كثبانها.  هو سعيد بن سالم العمري إبن بدية في محافظة شمال الشرقية واحد مستثمري السياحة الرملية بخبرة تصل لأكثر من 16 عاماً وهو في العقد الثالث من عمره يقصده السياح من مختلف دول العالم ويوصون به لرفاقهم، لديه أكثر من شيء يسعد به السياح والراغبين بتجربة استثنائية على رمال الشرقية، وكيف له أن لا يقوم بذلك وهو العارف بدروب الرمال وخباياها لدرجة أن يثق به سائح فرنسي ليكون دليله وصاحبه في رحلة مجنونة كما قال عنها ليعبر الكثبان الرملية من بدية حتى البحر وهم يسيرون على الأقدام برفقة “البوش” استعانا بها لحمل الزاد وسنداً لهم في مسيرة استغرقت خمسة أيام وقد أدى سعيد المهمة بكل إتقان ونال على ثقة السائح.     ولأنه يريد أن يتوج تجربته الطويلة في السياحة بإنشاء مخيمه الخاص الذي يتخذه كنقطة انطلاق وعلامة يستدل السياح بها عليه، بدأت رحلت البحث بين بدية ومسقط عن تصريح يمنحه الصفة الرسمية ليمارس نشاطه، وبين الوعود والطلبات واختلاف الوعود والجهات المعنية بالسياحة ضاعت جهوده في الحصول على تصريح لإنشاء مخيمه الخاص. ولأنه أراد أن يدعم تلك المطالب بما يثبت حسن نواياه بادر بإنشاء مخيم من أدوات غير ثابتة لتؤكد جديته ورغبته الأكيدة في الاستثمار في هذا الجانب، لكن يبدو أن صوته لم يصل وتجربته التي تمتد لـ 16 عاما غير كافيه ليحصل على ثقة المسؤولين في أحقيته بأن  يدعم جهودهم في تنشيط الحركة السياحية في السلطنة، ومع ذلك “سعيد” متفائل خيرا وثقته بالمسؤولين كبيرة وأن تلك الجهود في النهاية ستكلل بمنح المخيم القائم من 4 سنوات صفة رسمية تمكنه من تعزيزه بالمرافق والخدمات واحتياطات الأمن والسلامة.  سعيد، حاله من الحالات الكثيرة التي تبحث عن التوجيه وعن من يأخذ بيدههم ويدعم خططهم للاستثمار في السياحة ويقدم  التسهيلات التي تمكنهم من الاستثمار في هذا القطاع وفق الضوابط والتشريعات المعمول بها في السلطنة.  

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*