“عاصمة السلام” لقب استحقته جنيف عن جدارة

جنيف – وجهات |

تشتهر العديد من المدن حول العالم بعروض التسوق الخاصة بها، بينما يتميز بعضها الآخر بتاريخها الغني، مناظرها الطبيعية الخضراء، أنشطتها أو هندستها المعمارية، ومع ذلك، فإن القليل منها فقط يجمع بين كل ما سبق، بينما يشتهر عدد أقل بإضافة لمسة دولية لصناعة السلام. من بين جميع المدن حول العالم، تجمع واحدة منها فقط عروضا لا تعد ولا تحصى تحت عنوان “عاصمة السلام”، وهي جنيف.
تقع جنيف على شاطئ أكبر بحيرة في وسط أوروبا مع تواجد جبال الألب كخلفية لها، وتجمع بين أفضل الأنشطة الجبلية والمائية بطريقة فريدة. إضافة إلى ذلك؛ لطالما كان التسوق في هذه المدينة السويسرية تجربة جذابة للعديد من المتسوقين المحليين والدوليين الذين يتمتعون بأذواق فاخرة. يتم الجمع بين المتاحف، المعارض الفنية، العروض الثقافية وغيرها لخلق جو عالمي للمقيمين والزائرين ليغمروا أنفسهم فيه. ومع ذلك، يمثل الدور الذي لعبته جنيف على مر السنين كمنصة لنشر السلام أكثر أوجهها جاذبية.

شهدت جنيف التقاء ثقافات مختلفة منذ أيامها الأولى. في القرن الخامس، لعبت دوراً رئيسياً في حل النزاعات داخل الإمبراطورية الرومانية. أما في العصر الحديث، فقد ذاع صيت جنيف في السلام باعتبارها مهدا للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في عام 1863 والذي يعد الآن أكبر شبكة إنسانية في العالم. كما شهدت جنيف في عام 1919 تشكيل عصبة الأمم التي أرست الاعتقاد بأن الحرب تمثل فعلا ضد الإنسانية، وضرورة دعم السلام بأي ثمن. في وقت لاحق، مهّد هذا الكيان الطريق لتشكيل الأمم المتحدة التي اعتمدت بيان مهمة عصبة الأمم.

في الوقت الحاضر؛ تعتبر جنيف موطنا لمجتمع مزدهر يتكون من مجموعة من المنظمات غير الحكومية ومقرا لـ 34 منظمة دولية، مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية. كما أنها موطن المتحف الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهو الوحيد من نوعه في العالم، ويقدم تجربة فريدة من نوعها عبر عرض أوائل الجهود الإنسانية لبلوغ السلام. من بين المعالم الأخرى للسلام في جنيف، يرتفع تمثال الكرسي المكسور في ساحة بلاس دي ناسيون لبعث رسالة واضحة تدعو لتذكر ضحايا الألغام الأرضية وحثّ الحكومات في جميع أنحاء العالم على تعزيز حظر الألغام.

لا تقتصر تجربة السلام في جنيف على زيارة المعالم المادية، إنما تتجلى كذلك عبر تأثيرها في الثقافة المحلية. يتم تنظيم العديد من الأحداث حول هذا الموضوع بشكل متكرر مثل أسبوع السلام في جنيف الذي يؤكد على أن لكل شخص دوراً يلعبه في بناء السلام. سيشعر المسافرون وكأنهم في وطنهم عندما يكونون في جنيف بفضل الأجواء الترحيبية والهادئة التي تحيط بالمدينة. كما ستضمن الخدمات المخصصة في الفنادق وإجراءات السلامة المطبقة في جميع أنحاء المدينة زيارة آمنة وممتعة لجميع الضيوف.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*