بقلم: حمدان بن علي البادي | النظافة من الإيمان ومع ذلك هناك من يترك مخلفاته وراءه من دون أي إحساس بالمسؤولية تجاه الوطن والحفاظ على نظافته، وهناك من يجمع مخلفاته في كيس ويتركها في نفس المكان لتأتي الريح أو الحيوانات السائبة وتتولى أمرها قبل أن يصل إليها عمال النظافة. البعض يبرر لنفسه ذلك بتوفير فرصة عمل لوافد يأتي من خلف البحار ليعيد تنظيف حياتنا فهل ستمنحه هذه الفرصة؟، أم ستفوت عليه ذلك؟، والبعض يحاول أن ينفس عن غضبه تجاه تقصير المؤسسات الرسمية والمستثمرين في تعزيز الخدمات المقدمة في الوجهة المقصودة!. ومع ذلك هم قلة لكن أثرهم واضح ومهما كانت الأسباب فهي ممارسات ترفضها النفس البشرية، ويجب ألا تصدر من إنسان عاقل بكامل وعيه تجاه وطنه في الوقت الذي يجب منه أن يميط الأذى عنه وأن يتركه مثلما كان إن لم يكن بالإمكان تركه أفضل مما كان. كمؤخرا نشر أحدهم صورته وهو يجلس بجانب كومة من الأوساخ في أحد الأماكن السياحية وأرفق معها تعليق يقول: “إنها ليست أوساخي لكنه وطني”، رسالة بعثها للعابثين بالبيئة لعلها تلامس قلوبهم وتصحح من سلوكهم حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، خاصة أن بعض المشاهد تؤلم القلب وعلى كثر ما قيل وبمختلف الأساليب والحملات التوعوية، إلا أن المشهد لايزال قائم وغالباً ما تتحول طلعات الاستجمام والتخييم إلى فعاليات تنظيف للفوضى التي تركها بعض من مروا بالمكان لأن أحدهم جمع كل أغراضه الشخصية قبل أن يترك المكان وتجاهل أوساخه وسمح للريح أن تنثرها في المكان. وحتى لا نكون كمن رمي حجرا في البئر التي شرب منها فالحلول بسيطة وهي مسؤولية شخصية وليست شأنا شخصيا ولا مزاجيا، وله تداعياته وتأثيراته على البيئة وأفراد المجتمع والذوق العام. لذا نقول هناك الكثير من الحلول السهلة التي لا تنتقص من قيمة الفرد شيئاً لعل أبسطها إعادة استخدام الأكياس البلاستيكية التي تجود بها محلات التسوق لمشتريات الرحلة واختيار أحدها وتخصيصه لوضع المخلفات وحملها إلى أقرب حاوية قمامة أثناء مغادرة المكان لتتولى شركة بيئة تدبر أمرها بعد ذلك، وبذلك وبدون أن نشعر سنكون سوينا خيراً في البيئة وزوارها.
Hamdan.badi@omantel.om