أجنحة |سبتمبر البدايات والحكايا


  بقلم: حمدان بن علي البادي |  لسبتمبر رائحة ليس بوسعها ألا تفوح، كما قال نزار قباني عن الحب رائحة تطل من الذاكرة ودهشة البدايات العالقة في حياتنا منذ أول خطوة باتجاه مدارسنا في بداية كل عام دراسي يطل سنويا مع بدايات سبتمبر  – إلا هذا العام – الذي جاء على غير المعتاد ومع ذلك لم يفقد سبتمبر حضوره ليعلن عن بداية عام نعيد فيه جدولة أيامنا وترتيب أولوياتنا.
لصباحات شهر  سبتمبر رائحة ندركها بقلوبنا مع كل نسمة هواء تهب لتنعش القلب وتزيل ما تبقى من روائح الصيف العالقة في المكان والروائح التي تشكلت من مفردات القيظ والساهوب ودرجات الحرارة وما صاحبها من رطوبة.   سبتمبر شهر البدايات، حيث تبدأ كل الحكايا حتى وإن لم يكن هناك ورق أصفر يتناثر تحت الشبابيك كالذهب، كما تقول فيروز  شهر يعلن عن بدء موسم سياحي تكون فيه كل الخيارات متاحة أمام السياح ليعيدوا اكتشاف عُمان ونصب خيامهم في الهواء الطلق وتعود الأماكن إلى وهجها وبريقها.     في سبتمبر يتفتق الرمان بين أيدي السياح على الجبل الأخضر  ويبدأ صرب ظفار في إطلالته المشرقة ليعلن نهاية دورة حياة وبداية أخرى وتشتعل ميادين سباق الخيل والإبل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب بتحديات الناموس وأشواط التنافس  ومن لم يجد فرصته سيجدها في ميادين العرضة والمزاينة والمحالبة.  في سبتمبر تهدأ أمواج بحر العرب التي تلامس سواحل السلطنة ويجد محبو البحر ضالتهم على الشواطئ والغوص في أعماقها، بينما يعود محبو الهايكينج إلى المسارات الجبلية في رحلات التحدي والمغامرة لاكتشاف الدروب القديمة ومن مر بها.. وينشغل محبو الرمال بتجهيز  مركباتهم لاكتشاف الربع الخالي وعبور رمال الشرقية وتحدي كثبانها بحثا عن مسارات جديدة تصل بهم إلى قمم رملية يقضون فيها ليلهم وهم يتسامرون مع النجوم.  وقد حال “كورونا” هذا العام دون العودة المبكرة للكثير من الأنشطة التي تطل مع سبتمبر كالأنشطة الرياضية والثقافية حتى وإن كانت الأخيرة اتجهت إلى الفضاء الرقمي، إلا أنها لن تعوض غياب المعارض الفنية ولا موسم دار الأوبرا ولا العروض الفنية المسرحية التي تقام بين الحين والآخر.  hamdan.badi@omantel.om

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*