الرياض – وجهات ووكالات |
قررت وزارة السياحة السعودية ترميم منزل “لورانس العرب” في ينبع لاستقبال السائحين، وذلك بهدف تنشيط حركة السياحة في تلك المنطقة.
وكان ضابط المخابرات البريطاني توماس إدورار لورانس الشهير باسم “لورانس العرب” قد أقام بهذا المنزل عشية حملته في الصحراء عام 1916، حيث تمركزت قواته لفترة قصيرة في ميناء ينبع المطل على البحر الأحمر خلال فترة الثورة العربية الكبرى خلال القتال ضد الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
المنزل مكون من طابقين، وأصبح مهجوراً لسنوات طويلة لدرجة انتشار قصص مرعبة بشأنه حول أنه مسكوناً بالأشباح، غير أن أحمد المحطوت رئيس بلدية ينبع قد أعلن بشكل رسمي أن المنزل سيكون جاهزاً لاستقبال السائحين بنهاية العام الجاري بعد انتهاء عمليات الترميم، وذلك في إطار خطة المملكة لجذب السائحين من جديد مع أخذ التدابير والاجراءات الاحترازية الضرورية لمنع تفشي مرض عدوى فيروس كورونا المستجد.
توماس إدوارد لورنس هو ضابط بريطاني اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد الدولة العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب وعُرف وقتها بلورنس العرب، وقد صُور عن حياته فيلم شهير حمل اسم لورنس العرب عام 1962، وقال عنه ونستون تشرشل: “لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجة ماسّه له”.
في عام 2014 تم العثور على بقايا مخيم لورانس العرب السري في منطقة نائية بصحراء الأردن على مقربة من الحدود مع المملكة العربية السعودية، تمت عملية الاكتشاف بفضل خريطة كانت بحوزة طيار سابق في سلاح الجو الملكي البريطاني كان قد رسمها عام 1918م الذي أشار فيها إلى موقع مخيم لورنس.
لورنس كان يستخدم المخيم السري الذي عاش فيه ما بين 1917 و1918 كقاعدة انطلاق لحرب العصابات ضد القوات العثمانية وقطع إمدادها وهي التي قادت إلى نصر قوات الثورة العربية الكبرى.
عاد لورنس إلى إنجلترا بعد نهاية الحرب. وفي عام 1920 بدأ في كتابة كتابه الشهير “أعمدة الحكمة السبعة” حتى أنهاه في عام 1925.
التحق لورنس بعد ذلك تحت اسم مستعار بسلاح الجو الملكي. والواقع أنه عانى كثيرا من الضغط العصبي جراء الحياة الصعبة التي عاشها وخصوصا بعد أن أصبح مطلوبا من العرب المعارضين لثورة الشريف حسين وانكشاف أنه عميل للمخابرات البريطانية، وفي عام 1934 تلقّى إنذار بقرب إعفائه من سلاح الجو الملكي مما أصابه بانهيار عصبي.
قضى لورنس بقية حياته في كوخ في شمال “بوفينجتون”. في عام 1935 توفي عن ستة وأربعين عاما بعد سقوطه من دراجته النارية التي كان يقودها بسرعة كبيرة في محيط مدينة اكسفورد وهو عائد إلى البيت من مكتب البريد بحادث قيل أنه كان مفتعلا.