مسقط – وجهات|
تحتفل السلطنة غدا الاثنين بيوم السياحة العربي الذي يصادف الرابع والعشرين من فبراير من كل عام، تحت شعار “السياحة والوظائف مستقبل واعد”، بهدف تعزيز دور القطاع السياحي في المنطقة العربية وزيادة السياحة البينية بين الدول العربية بما يسهم في رفد هذا القطاع، وتأتي مشاركة السلطنة بيوم السياحة العربي إيمانًا منها بأهمية زيادة التعاون بين الدول العربية في تسهيل سبل انتقال الزوار العرب بين الأقطار العربية والاستفادة من المقومات الطبيعية والحضارية التي يتمتع بها الوطن العربي.
العلاقات الطيبة
وبهذه المناسبة أكد أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، أن السلطنة تولي اهتمامًا بالغًا بالسياحة العربية، انطلاقًا من العلاقات الطيبة التي تربط الدول العربية والتي تترجم إلى علاقات اقتصادية في العديد من القطاعات من بينها القطاع السياحي في ظل تنامي أعداد السياح سنويًا، منوها بأن السلطنة تعمل على تعزيز التعاون المشترك بين الدول العربية بما يحقق المصالح المشتركة.
وقال المحرزي، أن الدول العربية تمتلك المقومات السياحية الطبيعية والحضارية المتميزة، ومن الأهمية بمكان الاستفادة منها في تعزيز السياحة البينية بين الدول العربية، مؤكداً على أهمية إضفاء التسهيلات لزيادة انسياب السياحة البينية بين الأقطار العربية.
وقال وزير السياحة، إن السلطنة تسعى إلى الاستفادة من السياحة العربية وتبذل جهودًا للترويج لها في المحافل العربية والمنصات الإلكترونية، مضيفًا، أن السلطنة ماضية في زيادة التسهيلات للسياح العرب لمضاعفة أعدادهم في السنوات المقبلة للإطلاع بما تزخر به السلطنة من مقومات سياحية طبيعية وتاريخية وتراثية متنوعة، وكذلك التعرف على ما تشهده السلطنة من تطورات في القطاع السياحي أبرزها تطور القطاع الفندقي والخدمات المتميزة التي يقدمها.
زيادة أطر التعاون
وقال وزير السياحة بأن المنظمة العربية للسياحة تبذل جهودًا كبيرةً في زيادة أطر التعاون والتنسيق بين الدول العربية لتشجيع السياحة البينية بين الدول الأعضاء، وإضفاء الميزة النسبية للسياحة العربية والترويج للسياحة في المنطقة العربية والتعريف بها كمنطقة جذب سياحي وتعزيز الجهود للارتقاء بالسياحة في الاقتصاديات العربية باعتبارها تمثل أحد أهم المرتكزات للتنويع الاقتصادي وزيادة العوائد منها والاستفادة من الإمكانيات السياحية وتوظيفها بما يعزز من الناتج المحلي في اقتصاديات الدول العربية من خلال زيادة القيمة المضافة للسياحة وتحفيز الكوادر العربية للإقبال على المهن السياحية وتشجيع المجتمعات المحلية للاستفادة من التنمية السياحية.
وأشار إلى أن السياحة في العالم تشهد تطورات كمية ونوعية متسارعة تتطلب مواكبتها باستمرار للاستفادة منها بشكل أفضل، وتعزز من الروابط الاجتماعية التي تربط بين الأشقاء العرب.
صناعة كبرى
من ناحيته، أكد رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد على أن السياحة أصبحت صناعة كبرى تعود بالنفع على اقتصاديات الدول بالعالم أجمع، داعياً العالم العربي لمشاركة في احتفال بيوم السياحة العربي الذي يتوافق مع مولد الرحالة العربي ابن بطوطة تحت شعار “السياحة والوظائف مستقبل واعد” بغرض زيادة الوعي حول أهمية صناعة السياحة لما تحققه من مردود اقتصادي واجتماعي وثقافي عربيا وعالمياً.
وأضاف: إن الاستثمار في مجال صناعة السياحة على مستوى العالم حقق بنهاية عام 2018 حوالي 925 مليار دولار وأن الحركة السياحية الوافدة على مستوى العالم حققت زيادة بنسبة 6 % بنهاية عام 2018م مقارنة بعام 2017.
وأوضح الدكتور بندر أن أعداد السائحين قد ارتفعت على مستوى العالم بنسبة زيادة تقترب من الـ 100 % مقارنة بين الفترة من العام 2000 والتي بلغ متوسط السائحين بها حوالي 792 مليون سائح محققة ارتفاعا بنهاية 2018، لتصل إلى مليار و 400 مليون سائح على مستوى العالم، وتسعى المنظمة العربية للسياحة لمتابعة التعاون مع كافة وزارات وهيئات السياحة على امتداد الوطن العربي لتنفيذ العديد من البرامج التأهيلية والتسويقية للمنطقة العربية حتى تحظى بما تستحقه من فوائد لتنمية وتطوير هذه الصناعة الكبرى حيث تتوقع المنظمة بأن يصل أعداد السياح الزائرين للمنطقة العربية في عام 2030 م لنحو 220 مليون سائح محققة ثلاثة أضعاف النسبة الحالية وأكثر.
التوظيف في القطاع السياحي
وأكد الدكتور بندر على أن قطاع السياحة والسفر من أهم القطاعات التي تساعد على التوظيف، حيث يدعم هذا القطاع عالميا بشكل مباشر ما يقارب من 112 مليون وظيفة بنهاية عام 2018م، وأما الدعم غير المباشر فيتمثل فيما يقارب 292 مليون شخص يستفيد من قطاع السياحة، أي وظيفة من كل 10 وظائف في العالم وفي الدول العربية يساهم القطاع السياحي في التوظيف المباشر بما يقارب 10 ملايين شخص، ويشكل ما نسبته 12% من إجمالي الوظائف في الدول العربية.
وأشار الدكتور بندر إلى أن المنظمة العربية للسياحة عندما وضعت استراتيجيتها العامة للسياحة للعالم العربي أكدت من خلال رؤيتها مدى أهمية تفعيل دور السياحة في تعظيم الميزة النسبية والتنافسية للدول العربية كمنطقة جذب سياحي تقديراً لدور صناعة السياحة كقاطرة للاقتصاد الوطني لتوفير العملات الصعبة وفرص العمل باعتبارهم من أهم عوامل التنمية المستدامة انطلاقا من دورها كحلقة الوصل بين القطاعين العام والخاص.
وأكد رئيس المنظمة العربية للسياحة بأن من أهم أهداف استراتيجية المنظمة هو الهدف الأول الذي يتعلق بتعظيم العوائد الاقتصادية للسياحة من خلال تشجيع الأيدي العاملة المحلية في إشغال الوظائف المتاحة في قطاع السياحة، والهدف الثاني يتعلق بتفعيل مشاركة المجتمعات المحلية ودمجها في عملية التنمية السياحية من خلال إشراك المجتمعات المحلية في عملية التنمية السياحية كشريك استراتيجي من خلال التوعية والتحفيز والتشجيع للانخراط بوظائف هذه الصناعة الكبرى، بالإضافة للهدف الثالث الذي يتعلق باعتماد قطاع السياحة كأداة فاعلة لتحسين دخل المواطن للحد من الفقر والبطالة وذلك من خلال زيادة فرص التدريب والتأهيل في كافة المجالات السياحية لجعل شباب الوطن العربي مستقبلا هم قادة هذه الصناعة الكبرى.