بقلم: يعقوب بن يوسف البلوشي| لعلني أَجِد نفسي من المحظوظين لالتحاقي بقسم السياحة في جامعة السلطان قابوس قبل عشرة أعوام من الآن، حيث المنهج السياحي المختار بعناية في تهيئة الطالب في قسم السياحة على اكتساب معارف ومفاهيم وتجارب دولية في القطاع بجانب الطرق العلمية البحتة في التعامل مع بيئة العمل بشكل جيد من التطبيق المهني، بالإضافه إلى تمكين الطالب من الالمام بصفات العمل السياحي وإدارة المشاريع السياحية على نحو يشهد له سوق العمل حينما نجد العديد من زملائنا في مواقع عمل مهمة يديرون بها بعض جوانب القطاع السياحي.
ولكن هل إعداد المخرجات الأكاديمية كافية لإدارة القطاع السياحي مستقبلاً في ظل تناقص أعداد مخرجات قسم السياحة بجامعة السلطان قابوس وكلية عمان للسياحة والمعهد الوطني للضيافه؟. بطبيعة الحال لن تكفي هذه المخرجات لتغذية القطاع السياحي مستقبلاً في ظل أن نسبة كبيرة منها تتجة إلى العمل في قطاعات أخرى لا تمس السياحة بصلة بتاتاً. وهي تشكل معضلة حقيقية إذا ما نظرنا للتوجه الحكومي بالانفتاح على السياحة في مجال الفندقة والإرشاد السياحي وإدارة العلميات السياحية في مختلف مواقع القطاع، ناهيك قلة الوعي بأهمية هذا القطاع الحيوي والذي يشكل منظومة اقتصادية واسعة لدى بعض البلدان.
فاليوم نجد أن هناك العديد من الفنادق لا يتجاوز بها أعداد العاملين من العمانيين أكثر من 40٪ من مجموع الموظفين في تلك المنشأة وهو رقم متواضع جداً في ظل قضية الباحثين عن عمل في السلطنة مقابل توافد الاستثمارات الفندقية للسلطنة خصوصاً أن هناك كانت أهداف لرفع نسبة التعمين في القطاع الفندقي إلى 80٪ من عدد العاملين فيها، ولكن إلى الآن نجد ان العزوف حاضر من قبل مخرجات المؤسسات التعليمية نفسها عن الانخراط للعمل في قطاع السياحة بمختلف تخصصاته المهنية سواء في الفندق إو إدارة العمليات السياحية أو قطاع الإرشاد السياحي والذي يشكل حاجة ماسة للأكاديميين في وضع اللبنة الأساسية في قطاع الإرشاد واثراء هذا القطاع بمعلومات رصينة ودقيقة عن تفاصيل القلاع والأسواق التراث والحديث المفصل عن مكونات المتاحف العمانية.. الخ، حيث نجد انه من الواجب على الجهات المعنية بقطاع السياحة الوقوف على توجيه المؤسسات الاكاديمية بحرص واهتمام نحو إرشاد المخرجات الاكاديمية بالعمل في القطاع السياحي من منطلق وضع الكفاءات المناسبة في شواغر تلائمهم بغية النهوض بهذا القطاع على أسس صحيحة وعلمية إذا ما أردنا تحقيق جودة في الخدمات والمنشآت السياحية ولعل من الضروري في وقتنا الحاضر إنشاء أكاديمية للسياحة والضيافة تختص بمنهج علمي دولي متقدم نباهي بمخرجاتها في سوق العمل في ظل سعي الحكومة لرفع مساهمة قطاع السياحة في الدخل القومي للسلطنة.