سعيد المشرفي: التنمية المستدامة أداة ناجحة تكفل سلامة المقومات البيئية وتوفر عائدا اقتصاديا للمجتمع
بدر الذهلي: الاستراتيجية السياحية تركز وبشكل كبير على تطوير المقومات السياحية البيئية
مسقط- يوسف بن احمد البلوشي | أكد مشاركون في حلقة عمل عن تطبيق مؤشرات السياحة المستدامة والتي نظمتها وزارة السياحة مؤخرا لمدة ثلاثة ايام، أكدوا على اهمية مثل هذه ورش العمل في دراسة العوامل التي تؤثر في التنمية المستدامة وتحديد المؤشرات ومنهجيات القياس وتقييم المؤشرات وفقا لجدوى تطبيقها، بجانب التعرف على التحديات التي تواجه السياحة المستدامة.
فيقول سعيد بن خلفان بن سالم المشرفي، مدير دائرة تطوير المنتج السياحي بوزارة السياحة، نائب رئيس اللجنة المنظمة لحلقة العمل: ان هذه الحلقة تأتي ضمن المنهجيات المستحدثة من قبل منظمة السياحة العالمية، والتي استفادت من النماذج التي اخرجها عدد من الباحثين والعلماء في مجال الاقتصاد، وعلى وجه الخصوص في السياحة، وان هذه المنهجية تأتي لتطبيق مؤشرات السياحة المستدامة.
وقال، اننا حينما نتطرق الى تطبيق المؤشرات المستدامة، فإنه يجب ان يكون هناك مسح للموارد البيئية والثقافة والاجتماعية، ليوفر دلائل ومؤشرات، وعلى ضوء ذلك، يستطيع المطورون والمخططون سواء قطاع عام او خاص او حتى رواد اعمال اوطلبة، التخطيط للمشروع السياحي، وهل سيكون مشروعا صغيرا او متوسط او استراتيجي، وان هذه المؤشرات عادة ما تخرج بعدد من التحديات.
فعندما نتطرق الى التنمية المستدامة، باعتبار انها الاداة الناجحة التي تكفل سلامة المقومات البيئية، وتوفر العائد الاقتصادي للمجتمع المحلي، فعند تطبيق مفهوم التنمية المستدامة في السياحة، فإنها افضل وسيلة ناجحة للتوازن في عملية المحافظة على التراث والبيئة واستغلال تلك المقومات في صناعة السياحة.
ويضيف المشرفي قائلا، ان منطقة الخيران تعتبر منظومة متكاملة من المؤثرات الاقتصادية والاجتماعية، وتم الاستفادة من خبرات وزارة البيئة والشؤون المناخية وكلية جامعة السلطان قابوس وكلية عمان للسياحة، فتم التعرف على كافة الاراء، من اجل الاستفادة منها في استدامة القطاع السياحي في منطقة الخيران.
واشار الى اننا ننطلع الى الاستفادة من منظمة السياحة العالمية، لتطبيق تقرير المؤشرات للسياحة المستدامة على منطقة الخيران مثلا او غيرها من المناطق السياحية في السلطنة، كون كل منطقة لها مميزات طبيعية وثقافية.
تبادل الأفكار
من جانبه، قال بدر الذهلي محاضر في كلية عمان للسياحة، إن حلقة العمل هذه تسعى لان تكثف الجهود المعنية سواء بالتعليم السياحي، او حتى التطوير السياحي من اجل تبادل الافكار ووجهات النظر المتعلقة بالمواقع السياحية وفق احدث البحوث والوسائل المتاحة لهكذا مشاريع.
واضاف: تم توضيح عدد من الافكار من القطاعات المشاركة، لدراسة موقع منطقة الخيران كمثال عملي لحلقة العمل، من أجل الاطلاع على الفرص والتحديات والامكانات لتطوير هذه المواقع السياحية. مشيرا الى ان “الخيران” من المواقع البيئية السياحية، وتعد هذه النوعية من السياحية من اكثر العوامل التي يمكن ان تؤخذ بعين الاعتبار في كيف يمكن الحفاظ على الموقع وادارته سياحيا، سواء من حيث الموقع ذاته او الانشطة التي يمكن ان تقام في الموقع وإفادة الاهالي من المنظومة السياحية في منطقة الخيران.
وقال: ان منظمة السياحة العالمية قامت بدور كبير في عملية تطوير السياحة البيئية في بلدان عديدة في العالم، وبلا شك وجودها له دور في هكذا تفاعل وحضور وناقشات. وقامت المحاضرين من المنظمة بطرح الافكار وما تم دراسته في مناطق عالمية اخرى وما توجهه تلك المناطق من تحديات، وبالتالي كانت استفادة طيبة بما تم طرحه، لتطوير مثل هذه المناطق لايجاد حلول، . مؤكدا ان هذه الحلقة هي خليط بين تجارب علمية وعملية، وأيضا خبرات من جهات مختلفة سواء في التنفيذ او التخطيط.
واضاف الذهلي، اننا نعتقد ان الاستراتيجية السياحية التي ستكشف عنها الوزارة قريبا، انها ركزت وبشكل كبير في تطوير المقومات السياحية البيئية، ولم تغفل مسألة الحفاظ على الجانب البيئي، من خلال تطبيق افضل الممارسات السياحية في المواقع البيئية. وان وجود الاستراتيجية السياحية البيئية، مع تجربة حديثة لمنطقة الخيران، سيجعل من الخيران منطقة جذب السياحي لجذب الاستثماري وزوار من السياح.
مثال عملي
أما سالم المعمري من وزارة السياحة فيقول، هذه الورشة والخاصة بالسياحة المستدامة، واختيار منطقة الخيران كمثال عملي للمشاركين، كونها من أهم المناطق السياحية في السلطنة، وهي تستهدف خريجي الكليات والجامعات، كما انها تساهم في تطوير المنطقة والسياحة في السلطنة، من اجل اكتشاف تضاريس والجذب السياحي في المنطقة. وان هذه الورشة هي اول ورشة عمل تعقد في الشرق الأوسط، ويعتبر انجاز للسلطنة، واننا نتطلع ان نخرج بنتائج والعمل بها مستقبلا.
من جانبه قال المشارك، عبدالله بن حسن الرئيسي من الجامعة الالمانية للتكنولوجيا، ان مشاركتنا مهمة جدا للتعرف على التجربة العالمية، وكيفية تطبيقها لدينا في مجال السياحة العمانية، سواء للطلاب او على ارض الواقع.
وقال، ان السلطنة دائما ما تبحث عن السياحة ذات القيمة او التي تحقق الفوائد للسائح او للبلد، وبالتالي، نحن نهدف من السياحة ان يتعرف السياح على ثقافتنا وطبيعة بلادنا، وكما يقول الاوروبيين ان عمان جنة الجيولوجيين.
وان المشاركة مفيدة، حيث تمت الاستفادة منها بشكل كبير، خاصة لنا كاكاديميين، من حيث الاستفادة من الخبرات الدولية، كما اطلعنا على المخاطر المستقبلية لهكذا قطاع، كيفية التعرف على ما يهدد القطاع حينما نفكر ان يكون في هذه المنطقة او تلك حراك سياحي، اننا في الجامعة الالمانية نركز ايضا على البيئة كوننا الجامعة الوحيدة في الخليج، الجامعة الصديقة للبيئة، لذا نركز باهتمام كبير على جوانب البيئة، واستثمارها من اجل مصلحة البلد.
وعن ابرز ما تمت مناقشته من حيث المهددات التي تقف عائقا امام القطاع السياحي البيئي في السلطنة، قال عبدالله الرئيسي، انه من ابرز التحديات التي تواجه منطقة الخيران من خلال وقوفنا عليها على ارض الواقع، الطبيعة الجبلية، بجانب وجود المد والجزر، وانها تعرضت بالانواء المناخية سابقا، وانه قد تتعرض في اي لحظة ايضا من هكذا نوع من اثار الطبيعة، التي بالامكان ان تغير من معالمها، لذلك على الحكومة الاهتمام بها ووضع خطة لها من اجل المحافظة عليها.
تحديات
وتقول: نوف بنت حمد بن ناصر الجهورية، من وزارة الزراعة والثروة السمكية، لقد خرجنا بعدة اشياء من هذه الورشة، ومنها تبادل الخبرات مع الخبراء والتعرف على مؤشرات السياحة، وكيف نخطط للمواقع السياحية حتى تكون ذات استدامة. والتعرف على عدد من التحديات في منطقة الخيران التي تم التركيز عليها، ومنها عدم وجود مرسى في المنطقة، بجانب تأثير المد والجزر، وعدم تفهم الصياد، لايجابيات وسلبيات عمليات الصيد كيف تؤثر على البيئة خاصة والسياحة عامة.
وتقول رؤى بنت علي البلوشية من كلية عمان للسياحة، ان حلقة العمل هذه كانت مفيدة للغاية وحققنا الاهداف منها خاصة لنا كطلبة، فكانت فرصة كبيرة للتعرف على منطقة الخيران كمثال لبيئة السياحة المستدامة في السلطنة، وتدخل في صميم دراستنا، لتنمية منطقة سياحية ما بعد دراسة مقوماتها ومفرداتها.
وتشارك في الحوار ايضا، الطالبة سميرة المرزوقية من كلية عمان للسياحة، فتقول عن مشاركتها، اننا تعرفنا على كيفية الاستفادة من تطبيق الاستدامة، وكيف يستفيد السكان في تلك المنطقة من الفرص التي تتيحها لهم اهمية وجود منطقة او بيئة سياحية مستدامة، سواء من حيث توفير وظائف لهم او اعمال تسهم في تعزيز دورهم في المنطقة والاستفادة منها.
ايجاد الحلول
ويقول شاكر البلوشي من كلية عمان للسياحة وهو احد المشاركين في حلقة العمل، ان حلقة العمل تتحدث عن السياحة المستدامة في السلطنة، وكما هو معروف، ان عمان بلد سياحي، ومقبل على مشاريع سياحية كبيرة واحد الوجهات السياحية المشهورة، بسبب العوامل الطبيعية والناس والثقافة والتراث.
وان هدف الورشة ايجاد الحلول لمنطقة الخيران، وكيفية التعامل معها، كمنطقة سياحية بحيث تكون احد المقومات السياحية في السلطنة.
ويقول ان السياحة المستدامة تهدف الى تطوير السياحة بطريقة تحافظ على البيئة والمناطق التي تملك من المقومات العديدة، وان هذه الورشة التي تأتي بالتعاون مع الامم المتحدة، ومنظمة السياحة العالمية، من اجل كيفية ايجاد حلول لتطوير هذه المنطقة بطريقة مستدامة، حتى نركز على التأثير على البيئة في منطقة الخيران والثقافة والتراث.
تحليل الواقع
وتشاركنا في الحوار الاستطلاعي، السهاد البوسعيدية من وزارة الاعلام، فتقول، ان حلقة العمل هذه تأتي بهدف تطبيق مؤشرات السياحة المستدامة، وهي عبارة عن تطبيق عملي ونظري، من خلال زيارة لمنطقة الخيران لقياس مؤشرات التحديات التي تواجه المنطقة في المجال السياحي، وتحليها نظريا في الورشة.
وتم التعرف على نقاط القوة والضعف والتحديات التي تواجه المنطقة، من جانب التخطيط الاستراتيجي، ورسم الخطوط العريضة للتطور في هذا المجال.
وحول كيفية الاستفادة من منطقة الخيران، كمنطقة سياحية ذات بعد بيئي، تقول السهاد، ان منطقة الخيران تعد منطقة سياحية، الى جانب انها منطقة اثرية قديمة، فبالتالي، كل منطقة عليها اقبال سياحي خاصة من خارج السلطنة، لذا نتمنى ان توضع نقاط وخطوط عريضة لتحليل واقع هذه البيئات بمختلف ثقافتها، بالنسبة للمجتمع، ورسم خارطة للسياحة، بحيث تتوافق مع ما يشهده العالم، حتى يتم التمازج بين الاصالة بالمعاصرة.
وتقول ان ابرز التحديات التي تواجه المنطقة ان السكان هناك يبدو انهم غير متقبلين للتغييرات الجارية في المنطقة، وهو شيء طبيعي مع بداية اية تغيرات، تجد تحديات من المجتمع المحلي، ولكن هناك امور يجب ان نسعى للتغلب عليها من خلال تثقيف وتوعية السكان، بأهمية استغلال المنطقة سياحيا، بحيث يستفيد السكان من المنطقة سياحيا.