بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | لا شك أن دعوة ” إجازتي في بلادي عُمان” التي أطلقها مغردون على شبكات التواصل الاجتماعي خلال فترة إجازة العيد الوطني التاسع والأربعون، جاءت بفوائد جمة على الحراك السياحي المحلي.وهكذا نشاط وتأثير على النشاط السياحي يمثل أهمية كبيرة لمعرفة توجهات السائح المحلي وتلبية احتياجاته من البنية الأساسية في المزارات السياحية حتى يستطيع أن يقضي فترة من الزمن متجولا في ربوع عُمان التي تشكل متحفا مفتوحا ومتنوعا من الثراء السياحي قلما تجده في بلدان العالم.السياحة المحلية رغم تقدمها خلال السنوات الماضية الأخيرة لكنها لا تزال تحتاج إلى جهد جهيد ونهضة تنموية في قطاعها السياحي حتى تواكب النهضة التنموية للسلطنة التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي. وزارة السياحة رغم جهودها الكبيرة لكن لا تزال عاجزة عن توفير كل متطلبات البنية الأساسية للقطاع السياحي، لانها غير مسؤولة عن هذا القطاع بمفردها، لأن هناك جهات أخرى تشاركها في هموم هذا القطاع، وهي “تلك الجهات” للأسف غير متعاونة ككتلة حكومية واحدة هدفها تنمية عُمان سياحيا. عُمان لا تزال في بداية مشوارها في بناء قطاع سياحي رغم أهمية هذا القطاع في التنويع الاقتصادي الذي تنشده الحكومة حسب رؤية 2040، فمن خلال السياحة الداخلية “المهملة” لكن لا يزال كل همنا منصب على الجذب السياحي الأجنبي وكأنه السلة التي تدر ذهبا عَلِينا، في حين أن السائح الأجنبي يأتي إلينا بأبخس الأثمان ولا يصرف كما يصرف السائح المحلي أو الخليجي. إن هذه المرحلة تتطلب اهتماما أكبر بالسائح المحلي وكذلك الخليجي اللذان يصرفان أكثر على السياحة، والسلطنة غنية بثرائها السياحي المتنوع والمتفرد بين دول العالم، فكل الجوائز التي تمنح للسياحة العمانية تؤكد أن عُمان خصبة سياحية لكن غير مستغلة هذا الخصب، الذي يدر ذهبا من جوانب عدة أولا تدوير المال المحلي في داخل البلاد، تنشيط اقتصادي محلي، تشغيل قوى عاملة محلية، جذب المستثمرين إلى السلطنة.إن عملية تهيأة البنية الأساسية شيء أساس حتى يقتنع السائح المحلي أن بلاده أولى بالسفر بين محافظاتها وولاياتها بدلا من الهجرة إلى دول الجوار وإلى دول أخرى تتوفر فيها خيارات متنوعة خاصة للطفل الذي هو هم الأسرة الأول عند قرار السفر للسياحة في الخارج.
yahmedom@hotmail.com