“اوغسبورغ” الألمانية.. مدينة التراث العالمي

لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو تعلن عن اختيار “نظام إدارة المياه في آوغسبورغ” بألمانيا كموقع جديد في قائمة اليونسكو للتراث العالمي

نظام فريد لإدارة المياه من دون ثغرات لأكثر من 8 قرون في أوغسبورغ

آوغسبورغ “ألمانيا” – وجهات|

أدرجت لجنة التراث العالمي، خلال دورتها الثالثة والأربعين التي عقدت مؤخرا في مدينة باكو بأذربيجان، موقعا جديداً بألمانيا في قائمة التراث العالمي وهو “نظام إدارة المياه في آوغسبورغ” كما ناقشت اللجنة في اجتماعها أكثر من 36 اقتراح من جميع أنحاء العالم لإدراج مواقع جديدة من بينها 3 مواقع بألمانيا. عمت الفرحة أنحاء مدينة “آوغسبورغ” كما أقامت المدينة باحتفال خاص بالمياه بوسط المدينة يوم 20 يوليو.

وعلق رئيس البلدية د. كورت غريبل على هذا الحدث الهام قائلا: إن إدراج “نظام إدارة المياه في آوغسبورغ” لقائمة اليونسكو للتراث العالمي هو حدثا في غاية الأهمية للمدينة وذلك منذ تأسيسها، فموقع المدينة عند التقاء نهري “ليخ” و “فيرتاخ” ليس محض صدفة وإنما نابع عن استراتيجية مدروسة. و قد ساهم نظام إدارة المياه في آوغسبورغ في التنمية الاقتصادية والثقافية للمدينة فضلا عن توفير موارد مياه الشرب للمنطقة. كما كان يتم استخدام الطاقة المائية من نهر “ليخ” لقرون عده بطريقة مبتكرة و ذلك لدفع عجلات ومحطات الضخ. وازدهر الجانب الحرفي لمدينة أوغسبورغ وجعل المدينة غنية بفضل نظام إدارة المياه الصحي المتطور والذي وفر أفضل مياه للشرب لمواطنيها. إن عوامل نجاح “نظام إدارة المياه” الفريد من نوعه تعود إلى التفاعل بين الإبداع البشري و بين الهندسة الرائدة و هي العوامل التي نجحت على مدار ثمانية قرون من الزمن و حتى يومنا هذا. و اليوم، نعلن عن فخرنا بهذا التراث العالمي و عن سعادتنا لهذا التكريم المميز.

وفي هذا الاطار، قال المسؤول الثقافي توماس ويتزل في باكو، أذربيجان: إن نظام إدارة المياه أوغسبورغ يحيط المدينة كقوس ربط وتتميز المدينة بمعالمها الثقافية العديدة فتضم أقدم أبراج المياه في أوروبا وأهم النوافير التاريخية إضافة المعالم البارزة والخاصة بالثقافة الصناعية بجانب طريق الزورق في الموقع الأولمبي السابق. إن محتوى طلب أوغسبورغ للتراث العالمي يمثَل حالة خاصة فريدة من نوعها في مزيج من الأهمية التاريخية والفنية: فهي جميعها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالإنجازات التكنولوجية للهندسة الهيدروليكية، وبالاستخدام المستدام للهندسة الهيدروليكية وبالطاقة الكهرومائية وفصل توفير الموارد من مياه الشرب والمياه ذات الاستخدامات الأخرى. إن لقب اليونسكو يتطلب منا الحفاظ الممتاز للآثار كما ندرك أنه مع اللقب العالمي نقبل أمر الوساطة من خلال تبادل التقاليد والمعرفة و ذلك بالاستخدام المستدام للمياه كمورد حيوي والتواصل مع المجتمع الدولي.

أما منسق التراث العالمي أولريش موليجير في باكو بأذربيجان فلقد علق قائلا: “أنا متأكد من أن أكثر الناس في أوغسبورغ سعداء بلقب التراث العالمي وفخورون به. فالمياه هي الرمز الوراثي لمدينتنا و التي شكلت الحياة بين ‘ليخ’ و ‘فيرتاخ’ لأكثر من ألفي عام، وهي متاحة للجميع دون اعتبار للنوع أو الجنس أو العمر أو العرق. إن التراث العالمي يعطي لمدينة أوغسبورغ سمة خاصّة والتي سيتم ملاحظتها بوضوح سواء من داخل المدينة أو من خارجها و لكن يمكنا القول أننا سوف نكون ملتزمون بغرس تراثنا الثقافي والحفاظ عليه بعناية للبشرية جمعاء.

قال ألفريد مولنر الرئيس التنفيذي لمرافق بلدية أوغسبورغ: تلعب مرافق بلدية أوغسبورغ دورا مهمّا عندما يتعلّق الأمر بإمدادات مياه الشرب في أوغسبورغ. فهو يرى في القرار الإيجابي أيضًا جائزة لمدة 800 عام من إمدادات مياه الشرب المستدامة لمواطني أوغسبورغ وذلك عبر القرون باستخدام أحدث الأساليب والتقنيات. قد علق قائلاً: في وقت لا يستطيع فيه ملايين الأشخاص حول العالم من الحصول على مياه الشرب النظيفة يمكن أن يكون الاستخدام المستدام لمياه الشرب مثالا ممتازا و ذلك من الاستخراج وحتى الوصول للصنبور. كما تعتبر الجائزة بمثابه دعوة من اليونسكو بضرورة توفير مياه الشرب للجميع و عدم ربطها بالمصالح التجارية للشركات العالمية. إن مرافق بلدية أوغسبورغ تدرك مسؤوليتها عن الاستدامة في الوقت الحاضر كما للأجيال القادمة لتأمين إمدادات مياه الشرب.

كما صرح الرئيس التنفيذي للسياحة الإقليمية غوتز بيك بقوله: تعتبر مواقع التراث العالمي لليونسكو من أهم عوامل الجذب للسائحين وتمثل جائزة أوغسبورغ لنظام إدارة المياه فرصة عظيمة لتوفير حوافز مميزة لتطوير السياحة في أوغسبورغ و في المنطقة وذلك على الصعيدين الوطني والدولي.

تضم مواقع التراث العالمي لليونسكو نماذج بارزة من التاريخ البشري والتاريخ الطبيعي، ففي عام 1978، تم تدشين قائمة التراث العالمي و ذلك بعدد 12 موقعًا. وبمرور الوقت، تمت إضافة مواقع ومعالم رائعة إلى القائمة منها موقع “أنغكور وات” في كمبوديا و “سور الصين العظيم” إضافة إلى مواقع ثنائية فريدة مثل “مدينة بامبرغ القديمة” بخلاف الكاتدرائيات الخلابة مثل “كاتدرائية آخن” و”كاتدرائية كولونيا”. كما أصبحت بعضا من المنشآت الصناعية الهامة مثل “منجم تسولفيراين” في مدينة “إيسن” جزء من القائمة الحصرية لمواقع التراث العالمي. وتضمنت القائمة الأخيرة (اعتبارًا من مايو 2019) عدد 1092 منشأة في جميع أنحاء العالم في 167 دولة حول العالم – منها 44 في ألمانيا أو جزئيًا في ألمانيا، ومع نظام إدارة المياه في أوغسبورغ ، ارتفع عدد مواقع التراث العالمي في بافاريا بألمانيا إلى ثمانية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*