بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي|
تمثل السياحة الداخلية حالة خاصة في كثير من الدول، وتعتني تلك الدول بهكذا سياحة عبر تقديم تسهيلات وعروض خاصة بهدف انتعاش سياحي داخلي بجانب الاعتماد على جلب السياحة الخارجية.
واذا كان السياح الدوليون القادمون من الخارج يشكلون رقما مهما فإن السياح من الداخل ايضا يمثلون رقما مهما اذا ما عرفنا كيف نحرك المواطن في داخل بلاده. فنرى كثير من الفرنسيين يحبذون قضاء إجازاتهم في أنحاء فرنسا وكذلك الأمريكيين يسافرون بين ولاياتهم الامريكية وهناك نسبة جيدة من الالمان والبريطانيين والصينيين واليابانيين والروس يشكلون أرقاما هامة للسياحة الداخلية.
لذلك نحن اليوم علينا ان نقتفي أثر هذه البلدان من حيث تعزيز السياحة الداخلية. لذا جاءت عروض الصيف من شركة عمران وشركة العبارات لتدعم هذا التوجه بحيث جعل دوران الحركة السياحية في الداخل للمواطن العُماني مع العروض التي كشف عنها. ورغم أن كثيرين يتذمرون من قلة الترفيه في كثير من المزارات السياحية، فإننا نؤكد ان عُمان بلد سياحي قد يكون مختلفا عن الدول الأخرى، هنا سياحة التضاريس الجبلية والصحراء والبحر والهدوء والراحة، فكثير من الناس تبحث عن السكون عبر الابتعاد عن ضوضاء المدن، بينما هناك فئات تبحث عن صخب المدن والمولات وألعاب الترفيه. فكثير من الفنادق اليوم تتوفر فيها كثير من الترفيه للاطفال ولكن البعض من النزلاء لا يستغلون كل ما هو موجود من فعاليات وخدمات في الفنادق. فكثير من النزلاء لا يستخدمون احواض السباحة او صالة الألعاب او النادي الصحي او عمل برنامج لأطفالهم بالتعاون مع الفندق او القيام بجولة مشيا على الأقدام بين الجبال او الشواطىء للاستمتاع بالطبيعة.
إن انعاش السياحة الداخلية يشكل أهمية كبيرة لاقتصاديات الدول لذلك على المواطن أن يساهم في الحراك السياحي الداخلي رغم حالة الارتفاع للاسعار في بعض الأحيان خاصة في الموسم الذي تشهد فيه السياحة انتعاش من الخارج في فترة الشتاء وتتزايد الفعاليات والمؤتمرات. وكذلك على الجهات المعنية تنظيم فعاليات في المحافظات وليس الاقتصار على حالة محددة، فمثلا لماذا لا تقام حفلات فنية لفنانين خليجيين وعرب في ولاياتنا او مسرحيات أسبوعية وأهازيج شعبية، وكذلك فعاليات رياضية مثل سباقات القوارب ومسابقة الكرة الطائرة او كرة القدم الشاطئية مع جلب فرق محلية وخليجية احيانا.
لذلك فهل نحن اليوم بحاجة الى هيئة للترفيه تسهم في تحريك النشاط السياحي والترفيهي بدلا من أن كل جهة ترمي الدور على جهة اخرى وبالتالي يكون المواطن خاسرا وكذلك يفقد الاقتصاد الوطني موردا مهما يكون في النهاية الخروج الاسبوعي الى دول الجوار.