مقال إشكاليات عاملات المنازل.. وصرخة مواطنة عمانية

بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي |
بالأمس القريب رحلت عنا فجأة عاملة المنزل، التي لم تكمل عاما واحدا بعد، منذ وصلوها، بسبب أن والدتها مصابة بالسرطان، حسب قولها، ولذلك يجب ان تسافر اليوم قبل باكر، فقطعت لنفسها تذكرة العودة الى بلادها، لتبقى لدينا في منزل الوالد عاملة واحدة.
هنا نقول من يعوضنا نحن بعد دفع مبالغ جلبها ومصاريف المأذونية والفحص الطبي والبطاقة.
وبالأمس أيضا كانت صرخة تلك المواطنة العمانية حسب ما تنقالته وسائل التواصل الاجتماعي عن مناشدتها لوزارة القوى العاملة بإيجاد حل لمشكلة عاملات المنازل، يأتي ذلك من باب أن هذه مشكلة باتت تؤرق الأسر العمانية خاصة مع الغلاء الذي وصل اليه لجلب عاملة منزل، من قبل مكاتب جلب أيدي عاملة للعمل كعاملات منازل او مساعدة منزل، بجانب المشكلات التي يعاني من صاحب المنزل قبل وبعد جلب العاملة. فمنهن من يأتي لمدة أسبوع وبعدها لا تريد العمل، أو من منهن يجلسن أول ثلاثة او ستة أشهر وبعدها تقول أنها لا تريد ان تشتغل ويجب أرجاعها الى المكتب او بعضهن يتعللن بمرض ما او يكتشف فيها مرض ويجب ان تسافر وغيرها من الحجج التي نشاهدها يوميا والشكاوى اليومية من هذا الموضوع خاصة مع تكاليف استخراج مأذونية لكل مرة ( 141 ريالا) ويذهب المبلغ مع جلب عاملة واذا أردت جلب اخرى بديلة.
هذه المشكلات يجب ان تضع لها وزارة القوى العاملة حلولا من أجل ضمان حقوق رب الأسرة المتضرر الأساس من الموضوع، فلا هو بالعاملة ولا هو بفلوسه التي يصرفها كل مرة على القوى العاملة او مكاتب جلب العمالة.
ونرى أنه يجب إلزام مكتب جلب العمالة بعقد توريد عاملة المنزل بحيث تكون تحت ضمانته لمدة العقد وهو سنتين، ويجدد العقد سنويا بين الطرفين وفق ضوابط مشتركة، واذا اخل اي طرف بالعقد يتحمل التكاليف، بحيث يكون التجديد الثاني اقل كلفة من اول مرة، مثلا دفع 300 ريال مع التجديد لمدة سنتين أخرتين حتى يكون مكتب جلب العمالة مسؤول عن العاملة منذ وصولها وحتى انتهاء عقدها، أما اذا أخلت العاملة بالعقد يتحمل المكتب باستبدالها بعاملة اخرى لرب المنزل حتى يضمن حقوقه، أو ارجاع المبالغ التي دفعها للمكتب.
كما أن على وزارة القوى العاملة، أن تصرف مأذونية واحدة لجلب عاملة وليس في كل مرة يتم دفع مبلغ 141 ريالا حتى لو لم تكمل مدتها، بحيث ان رب المنزل عليه مأذونية واحدة لجلب عاملة وحتى لو لم تكمل العاملة الأولى بقية سنواتها حسب العقد فإنه لا يتحمل هو ذلك لدفع مبالغ اخرى، وأن تجدد المأذونية كل سنتين فقط حسب العقد او ان يستخرج مأذونية جديدة في حالة لم يجدد العقد السابق بين الطرفين.
كما أنه يجب ان توضع اشتراطات في العقد بين الطرفين، وهو العمل حسب ساعات معينة واستخدام الهاتف في اوقات محددة مع إعطاء اجازة يوم في الأسبوع للعاملة أو تعوض بمبلغ مثلا 5 ريالات للعمل في يوم إجازتها حسب رضا الطرفين مثلا.
إن اشكاليات عاملات المنازل كثيرة ومزعجة للكثيرين، سواء لرب الأسرة أو مكتب جلب العمالة او للحكومة والسفارات. وهذه الجهات يجب ان تجلس على طاولة واحدة لحل المشكلة وتكون الأمور واضحة ولا تترك هكذا في مشكلات وكأنها قضية لا حلول لها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*