صلالة – وجهات|
توفّر صلالة وجهةً لا يعلى عليها لتمضية فصل الربيع، والتنعّم بالطقس الرائع، والاسترخاء على الشاطئ الأخاذ، والتنزّه بين أحضان الجبال الساحرة وتأمّل النجوم في الصحراء. ومع حلول فصل الربيع، ينطلق موسم اللبّان في هذه البلدة الساحلية التاريخية التي أنعم عليها الخالق بجمال آسر في جنوب عمان.
فلطالما عُرِفَت صلالة الملقّبة بعاصمة العطور العربية، بإنتاج اللبّان، وهو صمغ مستخرج من شجرة اللبّان. وتماماً مثل حبيبات الألماس، يأتي اللبّان بأصناف مختلفة. ترتكز الجودة على النقاء، والرائحة، والعمر، والشكل واللون ويبقى اللون الفضّي النقي الذي تشتهر به صلالة الصنفَ الأفضل ففي الأزمان الغابرة، كان أغلى من الذهب.
يحمل اللبّان معنى تاريخياً هاماً بالنسبة إلى هذه المنطقة العُمانية، حتى أنّه شكّل واحداً من أهمّ الصادرات القادمة من صلالة في القرون الماضية. كما أنّ آثار الموانئ التجارية القديمة المدرجة على لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، إلى جانب بقايا المسارات المختلفة عبر الأراضي الوعرة والصحراء القاحلة تروي بوضوح قصة اللبّان في صلالة. ومن هنا يمكنك تصوّر قافلات الجمال والتجّار يبيعون هذه السلعة الثمينة إلى بلدان الشرق الأوسط المجاورة من أجل توزيعها.
في هذا الإطار، صرّح حسين بلهاف، المرشد المحلي السياحي في منتجع البليد صلالة بإدارة أنانتارا قائلاً: يعتبر اللبّان أحد أهم الرموز التي تشتهر بها عُمان. وبصفتي المرشد السياحي في صلالة، أصطحب ضيوفنا في رحلات استكشافية مصممة بحسب متطلّباتهم، وفي كل رحلة يطلبون شراء اللبّان والتعرّف إلى تاريخه واستخداماته الفريدة.
ومن أبرز المواقع التي ينمو فيها اللبّان نذكر وادي دوكة الذي يأوي آلاف أشجار اللبّان بحيث يُعتبر أكبر موقع يحتضن هذا المنتج في محافظة ظفار الجنوبية. بيد أنّ الأشجار تنمو في كافة أنحاء صلالة وتندمج تماماً مع المناظر الساحرة.
ووأوضح بلهاف أنّ الفترة المثالية لحصاد اللبّان تبدأ في أبريل وتنتهي في يونيو مع بدء فترة الرياح الموسمية. وبواسطة أداة قطْع خاصة، يتمّ إزالة الطبقة الخارجية من لحاء الشجر بدقة عالية ممّا يسمح بتدفق الصمغ الشبيه بالنسغ. وبعد أسابيع قليلة، يتصلّب النسغ ويصبح جاهزاً للجمْع على شكل أحجار صغيرة. تُغسَل الأحجار، ثمّ تُستخدَم للحرق أو لصناعة منتجات مختلفة ذات فوائد مذهلة للصحة والجمال على حد سواء.
حرق اللبّان
تفوح من اللبان رائحة حلوة مصحوبة بنفحات خشبية عذبة تمنح فوراً شعوراً بالاسترخاء لدى حرقه. وفي منتجع البليد صلالة بإدارة أنانتارا، يُحرَق اللبّان في الردهة لاستقبال الضيوف الذين أضناهم التعب بعد يوم طويل، وفي السبا خلال علاجات مختلفة لإراحة الجسم وتصفية الذهن.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ أشخاصاً كثيرين يربطون عملية حرق اللبّان (أي التبخير) بالاحتفالات الدينية بما أنّ هذه الممارسة عبارة عن تقاليد قديمة ترمز إلى الصلاة وتطهير الروح. في عُمان، يحرق السكّان المحليّون اللبّان لإنعاش أجواء منازلهم ولطرد البعوض.
تطبيق اللبّان
يُعتَبر اللبّان مادة شافية فعّالة ويدخل في تركيبة مجموعة كبيرة من مستحضرات العناية بالصحة والتجميل كالزيوت، والصابون، والبلسم، واللوشن والكريمات. من هذا المنطلق، يقدّم السبا التابع لمنتجع البليد صلالة بإدارة أنانتارا جلسة مساج باللبّان حيث يُستخدم زيت اللبّان لتغذية البشرة وتخفيف التوتّر والحد من الأوجاع والالتهابات. تتميّز منتجات اللبّان بخصائص طبيعية مضادة للبكتيريا وتُستخدَم أيضاً لمعالجة مشاكل البشرة وتسريع التئام الجروح، وحب الشباب، والحروق والتقرّحات.
وعلاوةً على ذلك، يُستخدَم هذا المكوّن الطبيعي العجيب لتركيب أرقى العطور العمانية، وصنع كريمات البشرة لمكافحة ظهور علامات تمدّد الجلد، والندوب، والبقع العمرية والتجاعيد. حتى أنّه مستخدَم في مستحضرات الشامبو لتقوية الجذور وتحسين نمو الشعر. وقد يكون العلاج بالروائح العطرية مع زيت اللبّان مفيداً لمشاكل التنفس والالتهاب الرئوي، وداء الربو، والتهاب الجيوب الأنفية المزمن، والزكام والحساسيات.
تناول اللبّان
لطالما استُخدِم اللبّان للعناية بصحة الفم باعتباره مطهّراً طبيعياً. في الماضي، كان السكّان المحليون يمضغون الصمغ لتحسين صحة أسنانهم ولثّتهم والوقاية من الالتهابات. واليوم يمكنك شراء علكة، ومعجون أسنان وغسول فمّ بتركيبة قائمة على اللبّان. حتى أنّ بعض أنواع اللبّان قابلة للأكل وتساعد على الهضم وتنظيم وظائف الجهاز الهضمي.
بعد شراء “حبيبات الألماس” العُمانية (اللبان) من البائعين المحليين واكتشاف تاريخها، يمكن للضيوف الاسترخاء في منتجع البليد صلالة بإدارة أنانتارا حيث تتواصل تجربة اللبّان مع علاج اللبّان الذي يشتهر به المنتجع. تشتمل هذه الجلسة التي تعيد التوازن إلى الجسم لمدة 90 دقيقةً، على تقنيات مساج متزامنة بأربع أيادٍ مع معالجَين متخصصَين، فتسخّر الفوائد الشافية الطبيعية للّبان، عطريةً كانت أو موضعية.
ففي ربوع المنتجع الأول والوحيد في المنطقة الذي يحتضن فللاً مزودةً بمسبح خاص، يستطيع الضيوف الاسترخاء وسط أجواء من الفخامة والخصوصية التامة. يعكس تصميم المنتجع العمارة العمانية الأصيلة، المستوحاة من قرى ظفار التقليدية، ويجمع في حناياه أيضًا عناصر حديثة ومعاصرة تُتوَّج في ملاذ خلّاب يعانق البحر. تنزّه على طول الشواطئ الخالية المكسوّة بالرمل الأبيض، أو استمتع بتذوّق أطايب شهية في أحد المطاعم الثلاثة المتوافرة، أو شارك في أحد النشاطات والرياضات المائية الكثيرة بين رحاب المنتجع.