محافظة كلستان في إيران.. خصوبة الأرض وجمال الطبيعة

طهران – العمانية |

محافظة “كلستان” أو “جلستان” من المحافظات ذات الطبيعة الجميلة الواقعة شمال إيران، وتعتبر إحدى السلات الغذائية بها وفيها مزارع شاسعة للأرز والشاي والحمضيات الى جانب توفر كميات كبيرة من انواع الحبوب وذلك بسبب خصوبة أراضيها.

وتقع المحافظة شمال إيران وتبلغ مساحتها أكثر من 22000 كيلومتر مربع، وتعتبر قارة مصغرة تجمع شتى أنواع التضاريس الأرضية، ومحافظه على الإنتاج الزراعي والغذائي والتي تعتبر ايضا من المحافظات السياحية ومركزاً للاصطياف، حيث ان مناخها معتدل طيلة ايام السنة.

ومدينة كركان او جرجان بالعربية مركز محافظة “كلستان” كانت تسمى قديماً مدينة «استارآباد» التي طالها الدمار في عصور سابقة، غير أن المدينة شهدت ازدهارًا في عصور لاحقة حتى تحوّلت اليوم الى مركز المحافظة، ويدلّ وجود هضاب وتلال تاريخية كتلّ «قلعة خندان» و«تل نرجس» وباقي التلال القديمة خارج هذه المدينة، على تمتع تلك المنطقة بحضارة راقية تعود جذورها الى آلاف السنين.

ومدينة “جرجان” تعتبر إحدى المدن الطبيعية والتراثية في إيران حيث سكنها “الآريون” قبل سبعة آلاف عام وهي تقع على مسافة 3 كم غرب مدينة “كنبد كاووس”، وقد أثبتت الحفريات التاريخية أنها كانت تمتلك منظومة شوارع مبلطة بالحجر فضلاً عن شبكة مياه للشرب فريدة من نوعها.

وتضم المحافظة خاصة في أطرافها الكثير من القرى التي لازال منها يحافظ على نمط الحياة القديمة التي تعود الى قرون مضت وبعض هذه القرى تحولت الى منتجعات سياحية يقطن فيها السياح الأجانب والإيرانيون ويعيشون فيها الحياة القروية البسيطة والقاسية أحيانا.

ويتضمن النسيج المعماري البارز في المحافظة معالم أثرية متبقية من العصور القديمة وقد أسهمت في نشر العلم والطب والأدب والثقافة عبر الكثير من العلماء والشعراء والأطباء المعروفين باسمهم ولقبهم الذي هو آخره (الجرجاني) أي انه من منطقة جرجان او كركان.

وفي عام 1700م تم إنشاء جدار طوله حوالي 200كيلومتر من «بحر قزوين» شمالا الى الجبال الواقعة شرقي المحافظة، ليكون جدار حماية لمدينة “كركان” مركز محافظة كلستان في مختلف العصور من هجمات الغزاة والمحتلين، ويعتبر الجدار هو أطول جدار بني بالطوب ويحتل المرتبة الثالثة بين أطول الجدران في أرجاء إيران.

ويوجد بمحافظة كلستان عدد من الآثار بلغ 1000 أثر تأريخي وثقافي، على هيئة أبنية وآثار ومقابر وأبراج وجسور وقلاع ومدارس دينية ومساجد، وقد اعتبرها البعض بأنها لوحة فنية تعكس واقع إيران بمناظرها البديعة.

ومدينة “جرجان” تعتبر اليوم واحدة من أجمل المناطق السياحية في إيران حيث تجمع بين الماضي العريق والطبيعة الخلابة، وتنتشر في مختلف نواحيها الأبنية التاريخية والدينية كالمساجد القديمة مثل المسجد الجامع ومدرسة “عمادية” إضافة إلى البيوت والأماكن التراثية والقلاع والتلال الأثرية.

ونظراً للمعالم الطبيعية الفريدة من نوعها في محافظة كلستان التي تتمثل في الجبال والغابات والسهول الخضراء الشاسعة، فقد اصبحت مأوى لأصناف كثيرة من الحيوانات البرية، فغاباتها التي تبلغ مساحتها أكثر من 380 هكتاراً زادت من أهميتها الطبيعية، لذلك تم إنشاء محميات طبيعية ومنتجعات وطنية أبرزها منتجع (النك دره) و(قرق) و(دلند) و(كبودوال وناهارخوران)، حيث تم تزويدها بمختلف الخدمات الرفاهية والسياحية بغية تسهيل إقامة السياح.