مسقط – وجهات- العمانية|
وقعت وزارة التراث والثقافة اليوم مع الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) اتفاقية لإنشاء “مشروع بوابة المخطوطات الإلكترونية” لنشر نسخ رقمية للمخطوطات بواسطة الخدمات الإلكترونية وذلك بمقر الوزارة في الخوير.
وقع الاتفاقية من جانب وزارة التراث والثقافة حسن بن محمد اللواتي مستشار الوزير لشؤون التراث ومن جانب الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل)، طلال بن سعيد المعمري الرئيس التنفيذي للشركة.
وتعمل وزارة التراث والثقافة والشركة العمانية للاتصالات “عمانتل” على توسيع تعاونهما المشترك للتحول الرقمي والنهوض بالحكومة الإلكترونية من خلال تنفيذ مشروع لإنشاء واستضافة موقع إلكتروني على الشبكة المعلوماتية (الإنترنت) يتعلق بعرض ونشر المخطوطات التاريخية للسلطنة وتطوير الموقع ليشمل كل ما من شأنه توثيق وأرشفة هذه المخطوطات بواسطة الخدمات الإلكترونية المتعددة التي توفرها عمانتل لشركائها الاستراتيجيين.
وبموجب هذا التعاون ستتولى عمانتل إنشاء واستضافة وتطوير موقع خاص بالمخطوطات التاريخية على شبكة الإنترنت ورفع أربعة آلاف مخطوطة تاريخية قابلة للزيادة على الموقع وإضافة معلومات وبيانات على كل مخطوطة، مع تدريب مجموعة من موظفي وزارة التراث والثقافة على إدارة الموقع الإلكتروني.
وجاءت هذه الخطوة استكمالا للتعاون الاستراتيجي المشترك القائم بين وزارة التراث والثقافة وعمانتل لتعزيز الجهود المبذولة في إطار تطوير منظومة الحكومة الإلكترونية بالسلطنة ودعم الرقمنة في ظل الثورة المعلوماتية بالعالم، وتعد هذه الشراكة إحدى الشراكات الناجحة بين القطاعين العام والخاص ونموذجا تمويليا لمشروع الخدمات الرقمية المتكاملة الحديثة التي تهدف إلى الاستمرارية في الاستثمارات على المدى الطويل وجودة العمل وزيادة انتاجه والاستفادة من الخبرات والتجارب المثرية التي يمتلكها القطاع الخاص.
وتُعد المخطوطات العُمانية وما تحويها خزانة دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة من أهم كنوز التراث الفكري التي تضم كثيراً مما كتبه أهل عُمان في مختلف القرون عبر التاريخ، مساهمين في سير الحضارة الإسلامية والعربية. وانطلاقا من إيمان حكومة السلطنة بأهمية حفظ التراث وصونه من التلف والضياع اُنشاُت بوزارة التراث والثقافة دائرة للمخطوطات بموجب المرسوم السلطاني رقم (12/ 76م) حيث عملت على جمع أكثر من خمسة آلاف مخطوط تم اقتناؤها من داخل السلطنة وخارجها، مع توفير بيئة مناسبة لحفظها وتعقيمها وترميمها وفهرستها وتحقيقها ونشرها. وقد أنشأت عدة أقسام مهمة تشكل الركائز الأساسية لعمل الدائرة وهي قسم التسجيل والاتصالات، وقسم التحقيق والحفظ، وقسم الدعم الفني ، وقسم الترميم والصيانة.
ومنذ عام 2009م تم الانتهاء من عملية تصوير ورقمنة أكثر من (4000) مخطوطة تشمل المصاحف وعلوم الحديث والفقه والتفسير والتاريخ والعلوم التطبيقية واللغة العربية والفلسفة والأدب، بالإضافة إلى تصوير أكثر من (490) عملا خارجيا يعود جزء كبير منها للمكتبات الأهلية. كما أصدرت وزارة التراث والثقافة العديد من الفهارس منها فهرس مخطوطات الطب والكيمياء وعلوم البحار والتاريخ والفلك والرياضيات وفهرس خاص لمخطوطات كتاب قاموس الشريعة، ومجلدان لفهرس مخطوطات بيان الشرع، ومجلد آخر لفهرس مخطوطات “المصنف” وغيرها من الفهارس.
ويعود عمر أقدم مخطوط عماني لدى الوزارة إلى حوالي 900 عام، وهو مخطوط في السير، ومن بين المخطوطات النادرة التي تضمها الدار مصحف القراءات السبع ويعد من نوادر المخطوطات العمانية ويضم النص الكامل للقرآن الكريم مع القراءات السبع في حواشيه وهو بخط العُماني المعروف عبدالله بن بشير الحضرمي أحد علماء صحار في القرن الثاني عشر للهجرة.
ويأتي هذا المشروع استكمالا لمسيرة الوزارة بالشراكة مع عمانتل لنشر وتسهيل إتاحة التراث الفكري للجميع من خلال عرض المخطوطات على الموقع الإلكتروني وتسهيل تصفحها والحصول على نسخ إلكترونية منها ليصبح هذا المشروع مشروعا رائدا والأول من نوعه في السلطنة.
وقال حمير المحروقي مستشار أول بوحدة تقنية المعلومات والاتصالات بعمانتل إن هذا المشروع يُعد من المشاريع الوطنية التاريخية من خلال الاستعانة بتقنيات غير تقليدية لنسخ المخطوطات العمانية بواسطة الخدمات الإلكترونية المتوفرة لدى الشركة وتحويلها إلى مخطوطات رقمية تكون متاحة للعامة على شبكة الانترنت، وقطعت الشركة شوطا كبيرا في تقنية المعلومات والاتصالات والحلول المبتكرة المقدمة لشركائها وذلك بفضل استقطاب لخدمات ذكية ونظم إلكترونية مبنية على أحدث الممارسات العالمية وبفضل كذلك إبرام لاتفاقيات مع كبرى الشركات العالمية للاستعانة بهم والاستفادة من تقنياتهم المتطورة وخبراتهم الواسعة.
جدير بالذكر أن وزارة التراث والثقافة وعمانتل أبرما عقد شراكة عام 2016م لتطوير البنية الرئيسية لتقنية المعلومات والاتصالات بالوزارة وتوفير مجموعة من الحلول المتقدمة وخدمات الاتصالات المبتكرة التي تلبي متطلبات واحتياجات وزارة التراث والثقافة من وحدات تخزين بنظام الحوسبة السحابية الافتراضية بسعات عالية وكذلك إعادة تصميم البوابة الإلكترونية الخاصة بالوزارة وفق معايير أمنية عالمية. وستؤمن هذه الحلول المتطورة استضافة كافة الأنظمة الخاصة بالوزارة في بيئة سحابية آمنة.