بقلم: د. رجب بن علي العويسي | اتخذت السلطنة في السنوات الخمس الأخيرة جملة من السياسات التطويرية لهذا القطاع والتي انعكست على مساهمته في الناتج المحلي.
فقد أشارت إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن مساهمة قطاع السياحة في عام 2015 بلغت 2.8 % من الناتج الإجمالي المحلي، وهي نسبة مرشحة للزيادة في ظل السياسات المتخذة والقناعة الوطنية بأن يبرز القطاع السياحي في مسيرة التحول الوطني في ظل الظروف التي تعيشها أسعار النفط، بما يضمن توظيف البيئة العمانية وبما تمتلكه من خصائص ومقومات داعمة لتحقيق هذا التوجه.
كما شكلت المراجعات الوطنية المتكاملة للنسق السياحي سواء في تطوير التشريعات والقوانين وترقيتها وتعزيز كفاءتها بما يخدم المشاريع السياحية ، أو عبر توجهات الحكومة الالكترونية والاضافات النوعية الداعمة لتسهيل عمليات التنقل والسفر والسياحة إلى السلطنة ( الفيزا الالكترونية، وتسهيل حركة نقل ودخول السياح)، والتوقعات الناتجة من افتتاح مطار مسقط الدولي الجديد وتشغيل مطار الدقم بتحولات كبيرة تضيف بعدا استراتيجيا للسياحة الوطنية، بالإضافة إلى الخطط والبرامج الوطنية ( برنامج تنفيذ) التي ركزت على إعطاء السياسات السياحية حضورا مهما في التنويع الاقتصادي واستثمار الفرص، أو عبر القراءة الوطنية المتكاملة لمفهوم المنظومة السياحية وإدخال مفردات بيئية وثقافية وتراثية متجددة ومتنوعة فيها كالسياحة التراثية والعلمية والاستكشافية والبحثية، وغيرها.
أن حصول السلطنة على جوائز عالمية وإقليمية كإحدى أفضل الوجهات السياحية في العالم، وما حققته السلطنة في تقرير التنافسية العالمية من مؤشرات إيجابية في مؤشر خلوها من الإرهاب وموثوقية الخدمات الشرطية والوقت المستقطع لإنجاز أو تخليص مشروع تجاري، مؤشرات داعمة لاستدامة السياحة الوطنية، عززتها عمليات الترويج السياحي والاستثمار في البرامج الترفيهية الموجهة لصالح تنشيط وتقوية السياحة الداخلية، وتعزيز دور شركات السفر والسياحة في نقل الصورة للعالم الخارجي، وتقريب الفرص المتوفرة في البيئة السياحية العمانية لأصحاب المشاريع والمستثمرين في الداخل والخارج.
وعليه فإن تحقيق الاستدامة يأتي عبر تكامل هذه الجهود وتناغم آليات العمل من حيث: تعظيم القيمة المضافة لهذه المنجزات والتحولات وتأكيد حضورها في السياسات والخطط والبرامج الموجهة للسياحة الوطنية، في المحافظة على هذه المنجزات والاكثار منها والتنويع والابتكارية فيها وإضافة ممكنات أخرى تضمن قدرة الأدوات والاليات ومكونات النسق السياحي تحقيق أعلى سقف التوقعات والإبهار، بحيث لا تقتصر عمليات الترويج فيها لهدف جذب الاستثمار الأجنبي فقط؛ بل أيضا في تمكين المواطن من المحافظة عليها والتزامه المعايير الداعمة لها، والتي تتميز بها الشخصية العمانية في رحابتها وقيمها وأخلاقياتها وتسامحها في التعامل مع كل القادمين إلى السلطنة، ليصبح المشهد السياحي شاهد اثبات على منجزات العهد الزاهر الميمون وتجليات العيد الوطني الثامن والأربعين المجيد لعمان: الامن والسلام.