بقلم – يوسف بن أحمد البلوشي |
كان أول خطاب لجلالة السلطان قابوس المعظم، حفظه الله ورعاه، لشعب عُمان، فيه وعد بأن غدا ستشرق شمس جديدة على عُمان.
ومنذ ذلك التاريخ وجلالته يواصل الإنجازات على هذه الأرض الغالية وها نحن اليوم نحتفل بذكرى يوم النهضة المباركة لتولي جلالته مقاليد الحكم، وقد تحقق الوعد الذي عاهد به جلالته نفسه وشعبه.
إن مسيرة التنمية والبناء التي خطاها جلالة السلطان قابوس المعظم، أعزه الله، شهدت مراحل عديدة وسنوات كفاح من العمل المضني ليتحقق الوعد من أجل اللحاق بركب الدول المتقدمة وحتى تصبح عُمان دولة مؤسسات وقانون.
كانت الحياة ما قبل عام 1970 تكاد تكون صفر تنمية، لتنطلق منذ ذلك التاريخ روزنامة العمل الوطني ويعلو البناء يوما بعد يوم كل شبر من هذه الأرض التي أحبها السلطان قابوس وأحبته وأحبه شعبه الوفي بصدق وبكل ما تحمله معاني الوفاء والعرفان لأب عمل بتفانٍ وبروح القائد الحكيم بنظرته الثاقبة وبصيرته التي خاضت معركة بناء طويلة إذا ما قيست اليوم بعمل السنين، لكانت فترة 48 عاما لا تكفي في بلد نهض من الصفر، وفِي وضع جغرافي يشابه تضاريس عُمان بطولها وعرضها.
كانت الظروف الاقتصادية صعبة في بداية النهضة نظرا لقلة الموارد المادية مع شُح الدخل في تلك الفترة من الزمن. ولكن مسيرة الخير سارت في طريقها وكان العمل بذات التحدي وهكذا تولد الدول وتنجح في مسيرة نهضتها من رحم الأزمات، وعمان بقيادة سلطانها المفدى، ولدت من جديد منذ الثالث والعشرين من يوليو المجيد.
مع إشراقة كل يوم يكون هناك حجر يبنى به وطن، وطرق تشق ومستشفيات ومراكز صحية تنشأ ومدارس تنهض لبناء عقول الشباب العُماني الذي فقد العلم والصحة في فترة زمنية صاحبت تاريخ ما قبل عام 1970.
ومع بناء المباني والصروح كانت هناك جهود لبناء العقول لجيل عُمان الجديد الذي يجب ان يتعلم لان بالعلم تبنى الأوطان وبسواعد الأبناء تنهض الأمم، وهكذا عمل جلالة السلطان قابوس المعظم، حفظه الله ورعاه، فقد كان البناء الأساس هو الإنسان الذي يعتمد على ذاته ليبني دولة المؤسسات بفكره، الأمر فهمه المواطن العُماني رغم انه قاسى الظروف طويلا، لكن يحصد اليوم ثمار ذلك البناء والصبر والكفاح.
وقد تكون تحديات الماضي، سهلة رغم شُح الموارد، ولكن تحديات اليوم اكبر مع تعاظم المسؤوليات الملقاة على عاتق كل إنسان على هذا الوطن، لانه وطننا جميعا ليس وطن الوزير أو المسؤول، ولكن وطن إنسان عُمان، الذي يجب أن يحرص على صون المكتسبات التي تحققت لانها ما كان ان تتحقق لولا الكفاح الوطني والبناء بدافع بناء عُمان العظيمة.
السنوات المقبلة، أمامها تحديات أكبر، والفطن من إنسان هذا الوطن هو من يعمل بإخلاص وتفانٍ لان المسيرة لا تتوقف، بل هي ميراث يتوارثه جيل بعد جيل من أبناء عُمان حتى تكون شمس عُمان مشرقة أبد الدهر، وهذا لن يتأتى إلا من خلال، حرصنا على تنشئة جيل من أبناء عُمان يكون الوفاء والاخلاص الهم الأول، وأن نرى عُمان هي مقدمة كل مصلحة لان شعار الفداء للأوطان لا يكون فقط وقت الحروب العسكرية بل حتى في التنمية والعمل المخلص يكون الفداء للمحافظة على منجزات عهد وسنوات.
نحتفل اليوم بذكرى 23 يوليو المجيد، نحتفل لنجني بفرح ما زرعه قائد عظيم أوفى بوعده وحقق الرخاء والتنمية والأمان والسلام لإنسان عُمان والعالم.
حفظ الله، جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وأمد في عمره ومتعه بالصحة والعافية.
وكل عام وعمان بخير