بقلم- عمرو بكري عزالدين
إذا ما تأملنا إلى حال بلدان العالم، سنجد أن معظم أسماء بلدان العالم مرتبطة داخل أذهاننا بسبب وصول معلومة عن تلك البلد، مما دفعنا إلى إكتشاف المزيد عنها ومن ثم زيارتها.
الأمثلة على ذلك كثيرة فعندما نسمع عن دولة مثل البرازيل فأول ما يتبادر إلى ذهننا كرة القدم، نظرا لعشق معظم سكان المنطقة العربية لكرة القدم، ولكننا لو سألنا سكان أستراليا قد يخبروك عن جمال البن البرازيلي وعندما نسمع إسم دولة مثل اليابان سيتبادر الى ذهنك التكنولوجيا اليابانية، وقد يتبادر الى ذهنك الحرب العالمية الثانية.
أي إنسان لديه غريزة الفضول بداخله و ةهذا الفضول هو من دفع البشر لخلق نظام تعليم لجمع خبرات البشر المختلفة ونقلها للأفراد لجعلهم يعيشون فى حال أفضل وأصبح التعليم والمعرفة السبب الرئيس لرفعة الأوطان وأنه كلما زاد العلم والمعرفة لدى الشعوب إزداد لديهم الرقي.
الفضول المعرفي هو من يدفع معظم البشر إلى إكتشاف وزيارة الأماكن التي تتميز بشيء مختلف عن الآخرين، هذا الفضول دفع طلاب العالم لزيارة أماكن مثل الأهرامات و برج إيفل وسور الصين لمعرفة المزيد عنهم بعد ما درسوها بالكتب.
هذا الفضول المعرفي هو ما دفع بلد مثل البوسنة والهرسك بعد أن علم بقصتها العالم أن تستغل قصتها في جلب الإستثمارات بداخلها ونفس هذا الفضول دفع العالم يتطلع لزيارة دبي عندما علموا بالتطور الذي حدث بها والتكنولوجيا المعمارية والروح العصرية الموجودة بها.
بل أن في بعض الأحيان يتسبب فيلم أو مسلسل في زيادة أعداد السياح وهو ما حدث في تركيا بسبب مسلسل أو ما حدث في ليبيا بعد ترويجها بفيلم عالمي.
نستنبط مما سبق أن التميز في عامل واحد أو التركيز على ميزة واحدة لدى أي دولة يدفع الفضول المعرفي للأشخاص لإكتشاف الدولة مما يحرك الإقتصاد لدى الدولة وهذا الإكتشاف إما أن يكون تجربة رائعة تدفع الأفراد بأن يحبون مشاركتها مع ذويهم ومجتمعهم أو تجربة سيئة ينصحون غيرهم بعدم تجربتها.
سلطنة عمان، أو ما تم تسميتها مؤخرا بسويسرا الشرق، بلد تتمتع بكل الخواص التى تجعلها محط أنظار العالم وتدفع العديد من الناس لزيارتها فإذا بدأنا بالحكم والحالة السياسية فيحكمها جلالة السلطان قابوس المعظم، حاكم عادل، لا يدخل في أية نزاعات مع أحد ويعيش شعبه في سلام وتآلف وليس بغريب على شعب معروف بين العرب بالخلق الحسن وإذا ما نظرنا إلى الطقس الذي يعد عامل جذب للكثير فطقس سلطنة عمان معتدل طوال السنة فحتى في حرارة الصيف يمكنك زيارة مدينة صلالة التي تعد من أكثر المدن جمالا من حيث تناغم الطبيعة الجبلية مع اللون الأخضر للسهول واللون الأزرق للبحر ولا يختلف كثيرا عن سياحة الشواطىء في باقي مدن السلطنة والتى صنف البعض منها من الأمم المتحدة على أنها محميات طبيعية، بالإضافة إلى سحر الصحراء العربية التى تم مؤخرا محاكاة طبيعة كوكب المريخ بها، كما أن سلطنة عمان دولة عريقة لها تاريخ كبير ولا يخفى عن الكثير أنها أقدم دولة في منطقة الخليج العربي مع المملكة العربية السعودية.
رغم كل هذه المقومات لا تحصل سلطنة عمان على حصتها من السياحة رغم أن المقومات السياحية الموجودة بها تدفع أي شخص لإكتشافها ولكن يبقى السؤال الأهم كيف يعلم أكبر قدر من الناس عن هذا البلد الجميل ليقوم بزيارته علما بأن حكومة جلالة السلطان قابوس، تعمل فى الوقت الحالي على توفير كافة المقومات التي تعمل على تسهيل السياحة من توسيع وبناء مطارات وإمداد بنية أساسية مما يشجع أي سائح على خوض التجربة بمجرد وصول المعلومة.