بتكليف من جلالة السلطان.. السيد هيثم بن طارق يفتتح مكتبة أبي الريحان البيروني في طشقند

طشقند – العمانية |

بناءً على التكليف السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، شارك صاحب
السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد والوفد المرافق له في حفل افتتاح المبنى  الجديد لمكتبة “أبي الريحان البيروني” الذي أقيم صباح اليوم في العاصمة  الأوزبكية طشقند برعاية دولة عبد الله اريبوف رئيس وزراء جمهورية أوزبكستان.
وشُيّد مبنى المكتبة بأوامر سامية من لدن جلالة السلطان المعظم، أيده الله، تقديرًا من جلالته، أعزه الله، للاسهامات العلمية وللعلم والعلماء الذين قاموا  بدور كبير في خدمة علوم الدين والفقه والتاريخ والفلك والحساب والجبر والعلوم
الأخرى وما تحتويه هذه المكتبة من كنوز ثقافية وحضارية عريقة ومخطوطات  ووثائق تاريخية وإسلامية.

 

وأزاح سموه برفقة رئيس وزراء أوزبكستان الستار عن اللوحة التذكارية  إيذانًا بافتتاح المبنى ثم قاما بجولة تفقدية شملت قاعة المحفوظات الكبرى ومكتبة  القراء وغرفة التصوير والنسخ وغرفة المختبر والترميم واطلعا على محتويات  المعهد الثقافية والعلمية القيمة وما يقدمه من خدمات تعليمية وبحثية للباحثين
والدارسين والزوار.
بعد ذلك توجه صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد إلى المتحف وجال بين  أقسامه المختلفة ثم شاهد والحضور عرضًا مرئيًا جسد الإمكانيات التي يتميز بها المبنى الجديد للمكتبة والتقنيات الحديثة المزودة به .

وأكد صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد في تصريح له عقب الافتتاح  على أن النظرة الشاملة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، بإنشاء هذا الصرح هي نظرة شاملة تهدف الى تحقيق التقارب  العلمي وخدمة العلوم الاسلامية وأن لهذا المشروع أهمية ثقافية كبيرة ويعتبر رمزًا  للتقارب بين الأمم كما انه يخدم الباحثين في مجال الثراث الاسلامي .

من جانبه أكد الشيخ عبد الله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون  الدينية أن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، أولى اهتمامه ولأكثر من أربعة عقود على نشر رسالة السلام والتعارف  عبر القيام بمبادرات كبيرة وكثيرة في الشرق والغرب كي تكون رسالة النهضة العمانية رسالة للتقدم العلمي والإنساني والانتشار في حواضر العالم الكبرى الغربية  والشرقية والكراسي العلمية ومراكز البحوث الحوارية والحضارية التي أقامها
جلالته، أعزه الله.

وقال في كلمة له خلال افتتاح مكتبة أبو ريحان البيروني بطشقند إن الصلات  القائمة بين السلطنة وجمهورية أوزبكستان متعددة الأوجه والأبعاد الثقافية منها  والفكرية والدينية والتاريخية والحضارية تدل على عمق العلاقات الطيبة والوثيقة  بين البلدين .
وأضاف أن أبو ريحان دفعه وعيه المبكر بضروريات التقدم ومتطلباته إلى إتقان  العلوم التي نهضت في البيئات الإسلامية وسمت به همته إلى استكشاف آفاق  وميادين الحضارات الآسيوية والهندية والصينية.

واوضح السالمي أن البيروني ألف في العلوم الكلاسيكية التي أخذت عن اليونان شأنه في ذلك شأن صديقه ابن سينا كما جاءت كتبه في الحضارة الهندية وجوانبها العلمية رائدة لم يسبق إليها في المجال الحضاري الإسلامي وصارت مرجعا لعلماء عصره والازمنة المعاصرة بالإضافة إلى ملاحظاته واستطلاعاته في سائر الحضارات الشرقية .
وأكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية أن التعارف هو الأساس الذي يقوم عليه حوار الحضارات وتحالفها وائتلافها، مضيفا أن الحضارة العالمية التي نتحدث اليوم عن إحدى ثمراتها الكبرى والمتمثلة بالعلامة الكبير أبي الريحان البيروني وأسلافه وأحفاده مطالبة اليوم ان تشارك في صنع حضارة العالم وان
تسهم في ائتلاف الحضارات والذي لايكون إلا متعدد الأركان .
واكد أن الواجب اليوم وغدا تجاه ديننا واممنا وشعوبنا يقتضي ان ننهض باتجاه العالم وان تكون رسالتنا اننا لانريد ان نخاف من العالم ولا ان نخيفه وان نكون جزءا منه ونشارك في تقدمه وأمنه و مستقبله.

وأشار الى أن من رسائل البيروني أيضا ان هذه العوالم الحضارية الآسيوية الشاسعة كما امتلكت ماضيا بالغ الازدهار في بناء المدن والحواضر الكبرى بوسعها ان تشارك من مراكز قيادية في مستقبل البشرية.
واوضح أن المكتبة التي افتتحت اليوم تحتوي على آلاف الذخائر المخطوطات والآثار الحضارية الكبرى وتمثل استمرارًا متجددًا لتواصل حضاري وتآلف وتقدم وان النظام الرقمي سيمكن ان تكون بيئة للعلم والعلماء في ازمنة الحداثة وما بعدها. مؤكدًا على أن السلطنة تسعد ان تسهم في صروح العلم والمعرفة التي تتعدد وتتزايد في جمهورية أوزبكستان والتي ستبقى نافعة للناس والأجيال.

كما ألقى بهزاد يولداشون رئيس أكاديمية العلوم الأوزبكية كلمة عبر فيها عن شكر الحكومة الأوزبكية والشعب الأوزبكي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، على مكرمته السامية بإنشاء هذا الصرح لما يقدمه للعالم من إسهامات كبيرة في حماية الثراث الاسلامي .
وأضاف ان المكرمة السامية من جلالة السلطان قابوس بن سعيد، حفظة الله ورعاه، بإنشاء مبني مكتبة ” أبي الريحان البيروني ” ساهمت في حفظ العديد من  المخطوطات النادرة من القرنين 8 و 9 م .

وأكد ان هذه المكتبة سوف تخدم العلماء في مختلف دول العالم والباحثين في  الثراث الاسلامي .
من جانبه قال مدير اليونسكو في طشقند إن المكتبة تم ادراجها في قائمة الثراث  العالمي في اليونسكو حيث تقوم بدور مهم في الحضارة الاسلامية ومكسب بالغ  الأهمية في دراسة الحضارة الاسلامية. وأكد مدير اليونسكو في طشقند على أنه يوجد تعاون كبير بين اليونسكو والجانب الأوزبكي في مجال المخطوطات والمنمنمات الشرقية .


من جانبه ثمن الدكتور برهام عبد الحليموف نائب رئيس أكاديمية العلوم  بجمهورية اوزبكستان المكرمة السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان
قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، بإنشاء مبنى مكتبة ابي الريحان  البيروني للدراسات الشرقية .

وقال في تصريح له ان المكرمة السامية ساهمت بشكل كبير في حفظ  المخطوطات الثمينة التى تضمها المكتبة التي تحتوي على 80 الف مخطوطة مما  له الأثر الكبير في خدمة العلم والعلماء و الباحثين في الثراث الاسلامي.

وأوضح أن المرحلة القادمة سوف تركز على نشر هذه المخطوطات بالتعاون مع  المختصين في جميع أنحاء العالم مشيرا إلى انه يوجد العديد من المخطوطات  النادرة منها “غريب الحديث “والتي تعود إلى القرن 9 م كما توجد بعض النسخ  النادرة من القرآن الكريم ومخطوطات مرتبطة بعلم الفلك والطب والرياضيات والهندسة. وأضاف أن اليونسكو قامت بإدراج هذه المخطوطات ضمن ذاكرة الاعلام باليونسكو
عام 2000 م .

وفِي نهاية حفل الافتتاح منحت أكاديمية طشقند للعلوم والدراسات الاسلامية  الدكتوراه الفخرية لصاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد تقديرًا لسموه في  دعم الثقافة والمثقفين وإثراء الحركة الثقافية على المستوى العالمي .
ويحتضن المبنى الجديد لمكتبة معهد أبي الريحان البيروني للدراسات الشرقية ما  يزيد على ٨٠ ألف مجلد من المخطوطات والنقوش الحجرية والمطبوعات الإسلامية التاريخية.

وتبلغ مساحة المبنى 7227 متراً مربعاً من القاعات الداخلية الموزعة على ثلاثة طوابق، ويشتمل المبنى على مختبرات للأبحاث وغرف لحفظ المحفوظات وأخرى لترميمها وحمايتها من التلف ومكاتب للتوثيق وأجهزة للتحول إلى النظام الرقمي،
بالإضافة إلى مكاتب الادارة والخدمات الأخرى.


ويعدُّ افتتاح مبنى مكتبة ” أبي الريحان البيروني ” بالعاصمة طشقند إضافة كبيرة للمشهد الثقافي والعلمي على المستوى الدولي في المجالين التاريخي والثقافي ، وسيساهم المبنى الجديد في مساعدة الباحثين العمانيين والأوزبكيين، وتوسيع
مداركهم الثقافية والعلمية وإثراء دراساتهم البحثية ، كما سيساهم في توثيق وحفظ المئات من الوثائق التي تعكس العلاقات التاريخية العريقة بين البلدين.


جدير بالذكر انه قد اختير اسم المكتبة نسبة إلى العالم الموسوعي ” أبي الريحان البيروني” الذي برع في العديد من العلوم كالفلسفة والفيزياء والكيمياء والفلك والتاريخ والرياضيات وغيرها وله العديد من المؤلفات والاسهامات العلمية في شتى المجالات.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*