جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
بقلم: حمدان بن علي البادي
فكرة شارع العرب المنتشرة في أغلب المدن الأجنبية تعود إلى الجاليات العربية وبعض الجاليات الإسلامية والآسيوية التي هاجرت واستوطنت تلك المدن ورغبتهم في إيجاد تجمعات توفر مستلزماتهم التي اعتادوها في بلدانهم وخاصة الطعام الحلال إلى جانب التجارة والمشاريع الحرة من مطاعم ومحلات تجارية متعدده توفر المنتجات التي أعتادوا استخدامها في بلدانهم أو تلك المنتجات القادمة منها.
واجهات المحلات المكتوبة باللغة العربية والباعة العرب الذين يتصيدون المارة بكلمات عربية وأجنبية والموسيقى الصاخبة للأغاني العربية التي يغلب عليها طابع أغاني “الهشك بشك ” والتي تصدح من مكبرات الصوت المنتشرة في المطاعم وروائح الشيشة بنكهاتها المختلفة كلها ملامح رسمت هوية الشارع العربي والتي بالطبع لا تحمل أي تسمية رسمية من تلك البلدان كشوارع خاصة بالعرب.
وبمرور الوقت أصبحت شوارع العرب مزارات سياحية تستقطب السياح العرب بالرغم مما تتسم به من إجتماع كل الأضداد والتناقضات والسلوكيات بخيرها وشرها والباعة الذين يمارسون سلوكياتهم وإلحاحهم على المارة عارضين خدماتهم المختلفة والمتنوعة وهنا لسنا في موضع تقييم هذه الشوارع ومدى الثقافة التي تعكسها عن العرب بشكل عام خاصة أن هذه الشوارع تختلف من مدينة إلى أخرى بحسب سلوكيات وتوجهات القائمين عليها، وأيضا نظرة مرتاديها من العرب أنفسهم تختلف من زائر إلى آخر والتي غالبا ما تأتي مبنية على ما يجدونه وما يوفره القائمين في هذا الشارع من خدمات غير محدودة فهناك من يراها أفضل اختيار وهناك من يشطبها من قائمة خياراته.
تتعدد الأسباب والأهداف بالنسبة للأعداد الكبيرة من السياح العرب الذين تستقطبهم شوارع العرب في المدن الأجنبية والإقامة بجانبها وارتيادها في أغلب الأوقات خلال مدة سفرهم القصيرة وهذا لا يعني أنهم يفتقدون لبيئتهم وأسواقهم والأغلب يعللون ذلك بحاجتهم للكثير من الضروريات ولا يجدوها إلا في هذا الشارع حتى وأن كانت نصائح خبراء السفر والسياحة ودعوتهم المتكررة للسياح إلى إكتشاف ثقافات وجماليات وجهتهم السياحة والانغماس فيها والاقتراب من الإنسان صاحب الأرض والمكان خاصة أن السياح أيامهم محدودة في وجهتهم السياحية والسائد أن السياح العرب في ترحالهم يميلون للابتعاد عن بني جنسهم ويسعون لأكتشاف الآخرين يتعرفون على نمط وسلوك حياتهم بعيدا عن شارع العرب وتطفل الباعة على الحياة الخاصة بسمسرتهم على كل شيء وبطريقة مزعجة أصبحت مع مرور الوقت طابعا وسلوكا خاصا بالعرب.
