مسقط – العمانية – فانا |
للسياحة في قطر حكاية، تفاصيلها مدن تعانق مياه البحر في عشق أبدي، وصحراء مذهلة تبهر كل زائر، وتاريخ حاضر في أسواقها القديمة ومتاحفها وآثارها التاريخية، ومشاهد عمران حديث بناطحات تتسابق نحو السحاب، وملاعب رياضية لا تضاهى، وفنادق ومجمعات تجارية بنكهة قطرية خالصة، وحراك ثقافي غني بالهوية المحلية، مفتوح على ثقافات العالم، وأرض ملهمة تنعم بالأمان والسلام، وضيافة عربية أصيلة راقية تمنحك تجربة لا تنسى.
وفي غمرة هذا التطور والتحديث؛ لم تنس المدن القطرية عراقتها وتاريخها، فهي تمزج بشكل عجيب بين ماضيها التليد وحاضرها الفاتن، وللزائر الذي يسكن في احدى ناطحات السحاب أن يستمتع بزيارة بقايا القرى والقلاع القديمة في المدن القطرية، ويتأمل جانبا من معمارها ذي الطابع القطري العربي الإسلامي، دون أن ينسى متعة الأسواق الشعبية التي تبذل الدولة جهودا جبارة للحفاظ عليها، كونها تحكي فصولا مهمة من تاريخ قطر في العمارة والفن والتجارة والحياة القديمة بشكل عام.
وبين هذا وذاك، تتميز قطر بتنوع ثقافي هائل يمنح الزائر تجربة فريدة، فالعالم بثقافاته المتنوعة يقيم في مكان واحد، حيث تضيف الجاليات المقيمة في الدولة من مختلف أمم الأرض ألوانا من ثقافات الشعوب بما يجسد عمق التواصل والانفتاح على مختلف الثقافات.
وغير بعيد عن هذا التنوع الثقافي المذهل، تضيف المتاحف والمواقع الأثرية التي تزخر بها الدولة بعدا آخر للنشاط السياحي؛ حيث تعمل متاحف قطر، بشكل جاد وفعال على إثراء السياحة الثقافية، وتركز بشدة على إشراك المجتمع المحلي والزوار الأجانب ليدخلوا عالم الحياة الثقافية بتوفير جولات التوجيه الذاتي لهم باختلاف مراحلها، كما تمنح للزوار رحلة شخصية عبر المتاحف وصالات العرض التابعة لمتاحف قطر والمواقع التراثية.
وعلى سبيل المثال، تمنحك المواقع الأثرية إطلالة تاريخية على ماضي قطر والمنطقة بشكل عام، وتعد مدينة (الزبارة) التاريخية والواقعة على الساحل الشمالي الغربي، على بعد مائة كيلو متر عن مدينة الدوحة، من أهم المعالم التاريخية في دولة قطر، وتضم قلعة أثرية هي بحد ذاتها معلما يروي جانبا من تاريخ المدينة .
وقد كانت الزبارة، ذات يوم ميناءً مزدهرًا يعج بالصيادين والتجار، وكانت أحد أكبر مراكز التجارة بالمنطقة وتجارة اللؤلؤ بالتحديد. وقد سجلت المنطقة عام 2009 كمنطقة محمية كما سجلت في عام 2013 لجنة التراث العالمي موقع الزبارة الأثري على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، ويتألف الموقع المُدْرَج من ثلاثة أجزاء رئيسية أكبرها البقايا الأثرية للمدينة التي يعود تاريخها إلى 1760.
ومن قلعة الزبارة إلى قلعة أركيات التي شيدت في قلب الصحراء على بعد 110 كيلو مترات شمال غرب الدوحة، ويعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، وتضم في داخلها بئرا للمياه العذبة، كما توجد بقايا متناثرة من قرية قريبة من القلعة.
ويعني اسم أركيات “بئر” باللغة العربية، وبالتالي يُعتقد أن القلعة بنيت لحماية مصادر المياه الأساسية بالمنطقة، فهي مثال نموذجي للقلاع الصحراوية حيث تحوي ثلاثة أبراج مستطيلة وبرجاً مستديراً. وحول الجوانب الثلاثة الفناء المركزي تصطف غرف ضيقة بلا نوافذ ولا أبواب، مفتوحة على ضوء الفناء الشاسع.
ومن القلاع التاريخية في دولة قطر؛ التي يمكن زيارتها على الساحل الشمالي الغربي قلاع في فريحة، والرويضة، واليوسفية ،وبئر الحسين، والثغب وزكريت، وعلى الساحل الشرقي، قلاع في الحويلة، الزرقاء والعذبة، وفي مناطق حول الدوحة في الكوت، وأم صلال والوجبة التي تعد أقدم قلعة في قطر . إلى جانب الأبراج التاريخية الأثرية التي تربط القطريين بحياة أسلافهم وأهما أبراج برزان في أم صلال محمد وأبراج مدينة الخور. وبدورها تصنع الأسواق الشعبية في قطر للزائر تجربة لا تنسى، ولعل من أهم الأسواق القديمة سوق واقف الدوحة، وسوق واقف الوكرة، اللذين أعيد ترميمهما في سبيل الحفاظ على هذه المعالم التاريخية، ولتشكل متنفسات للمواطن والمقيم والزائر ولكن بطعم التاريخ والثقافة القطرية.
وأصبح سوق واقف الدوحة الذي يتميز بممراته المتعرجة المعبدة بالأحجار، ومطاعمه المتنوعة التي تقدم أطباقا شتى من الشرق والغرب؛ مركزا للباحثين عن التذكارات والهدايا الخاصة التي تعبق بروح المكان، أولعشاق السجاد والمنسوجات البدوية وأباريق القهوة العربية ومشاعل البخور، والأدوات النحاسية التقليدية، وعلب المجوهرات المرصعة، ونماذج مصغرة للمراكب الشراعية والمشغولات الحرفية والفنية.
وليس ذلك فحسب، فسوق “واقف الدوحة” تحول إلى ساحة فنية تحتضن مهرجانات غنائية في مواسم مختلفة من العام، من “ربيع سوق واقف” إلى مهرجان “عيد الفطر” و”عيد الأضحى” ، وغيرها من المهرجانات الغنائية التي يحيبها الفنانون العرب، فضلا عن باقات متنوعة من الفعاليات التراثية والترفيهية للأسر والعائلات. وتضم مدينة “الوكرة” الكائنة جنوب العاصمة سوقها التقليدي (سوق واقف الوكرة)، الذي يشبه في تصميمه ومطاعمه المتنوعة سوق واقف الدوحة، كما يوجد سوق قديم بالدوحة اشتهر باسم السوق العماني، يحوي منتجات تقليدية، وزراعية مثل الفقع والتمور إلى الأعشاب المعالجة للمواشي، وغيرها.
وغير بعيد عن التاريخ والآثار، تشكل المتاحف في دولة قطر عمقا سياحيا آخر، ووجهة أخرى للزائرين الباحثين عن عبق الماضي، بكل تجلياته، بصخبه وهدوئه، وفنه وجماله، وروعته ليس في قطر فحسب؛ بل والعالم. ويمثل متحف الفن الإسلامي في العاصمة الدوحة أهم متحف من نوعه في العالم، ويحوي مقتنيات وروائع تعود إلى مجتمعات مختلفة، جمعت منازل الأمراء والملوك والناس العاديين، وعلى الرغم من أن القطع الموجودة ضمن مقتنيات المتحف مرتبطة قبل كل شيء بالإسلام، إلا أن العديد منها يعكس نمطا آخر من الفن.
ويحيي المتحف فعاليات ثقافية متنوعة ومعارض طوال العام، وتمتدّ الأنشطة خارج المبنى الرئيسي إلى الحديقة المجاورة التي تعدّ مكانا إجتماعيا لا يخلو من الأنشطة على مدار السنة بما في ذلك عروض الأفلام والنشاطات الرياضية وورش العمل الفنية وغيرها من الفعاليات التي تقام بالتزامن مع المعارض المنظمة داخل المتحف. وللزائر لمتحف الفن الإسلامي أن لا ينسى التوجه عبر الحديقة إلى منحوتة “7” للفنان ريتشارد سيرا، وليستمتع كذلك بالمشهد الرائع لأفق مدينة الدوحة.
وإلى متحف آخر هو المتحف العربي للفن الحديث (متحف)، الذي يضم آلافا من الأعمال الفنية الفريدة التي تنتمي للفن الحديث والمعاصر للقرنين العشرين و الحادي والعشرين، تم جمعها من العالم العربي والشرق الأوسط ومناطق جغرافية أخرى في أفريقيا وأسيا وأوروبا ذات صلة تاريخية بقطر وشبه الجزيرة العربية. ويحتفي هذا المتحف بالفن بطريقة إبداعية مبتكرة، فهو يعرض مجموعات فنية تضم أعمالاً من قطر والشرق الأوسط وقطعا من إبداع العرب حول العالم، وفي الوقت ذاته تتحول قاعاته إلى فضاء زوار للتعلم والتدريب والحوار والحديث حول الفن، والفن وحده. وتنتظر قطر بشغف متحفها الوطني (متحف قطر الوطني)، الذي يجري تجديده حاليا ليتمكن من نقل التراث القطري بروح جديدة تواكب التحديث السريع، ليتحول إلى إيقونة ثقافية سياحية جديدة في دوحة الأصالة والمعاصرة.
والمبنى الجديد للمتحف الذي صممه المهندس المعماري الشهير جان نوفيل، يشكل بحد ذاته عملا فنيا بديعا يخطف الأبصار، حيث صمم على شكل أقراص متشابكة، تحاكي ودرة الصحراء، وقد شيّد هذا المبنى حول القصر القديم للشيخ عبداللّه بن جاسم آل ثاني والذي كان منزل عائلته ومقر الحكومة لمدة 25 عاما. وسيضم المتحف الجديد؛ صالات عرض دائمة ومؤقتة، وقاعة محاضرات، ومقهيين ومطعمًا ومتجرًا للهدايا، ومرافق منفصلة لمجموعات المدارس والشخصيات المهمة، ومركزا للأبحاث التراثية، ومختبرات للترميم وأماكن لتجهيز وتخزين المقتنيات.
وسيلقي المتحف الضوء على تاريخ قطر، وطبيعة الحياة فيها، وعملية التحديث والتطوير المستمرة، وذلك من خلال المعارض التي ستجمع بين القطع والمقتنيات التاريخية والتأثيرات المعاصرة، ليشكل نقطة تواصل مع الجماهير والزوار من خلال إعطاء صوت لتراث قطر والإحتفال بمستقبل الدولة في الوقت نفسه. ويؤكد القائمون على المتحف، أن هذا الصرح الثقافي الكبير سيضم تقنيات عرض مبتكرة تثير انتباه الجماهير وتدفع بالمتاحف إلى أبعد الحدود ولتتحول جدران بكاملها إلى شاشات سينمائية كما ستعمل أجهزة نقالة على توجيه الزوار.
وللرياضة في قطر متحف، فمتحف قطر الأولمبي والرياضي يجسد بلا شك علاقة قطر بالرياضة. وحتى قبل افتتاحه، شرع المتحف بتنظيم المعارض المؤقتة التي تقدم الرياضة بروح ثقافية ..ومن المتوقع أن يشكل المتحف مركزا وطنيا ودوليا لنشر المعرفة وتشجيع الأبحاث الأكاديمية وتسليط الضوء على تاريخ الرياضة وتراثها.
كما يعدّ متحف المستشرقين في قطر الأول من نوعه، وهو مكرس للاستِشراق الذي يشكل حقبة مهمة في تاريخ الفن حيث يعكس انطباعات الفنانين الغربيين حول الحضارات الشرقيّة. وتعكس كل هذه المتاحف وغيرها المفهوم الجديد والهدف الذي تسعى إلى تحقيقه هيئة متاحف قطر؛ وهو أن تكون محفزا ثقافيا لجيل جديد من المبدعين، وتتم ترجمة ذلك من خلال الأنشطة الثقافية، والمعارض الفنية الدولية، فضلا عن استضافة أعمال فنانين دوليين تعرض أعمالهم للمرة الأولى في قطر. وإلى مطافئ الدوحة (مقر الفنانين) أحد أهم الصروح الثقافية في قطر والذي يعد رافدا سياحيا مهما، وقبلة للفنانين من مختلف أنحاء العالم، فهو محطة ونقطة إنطلاق مثالية للإبداع، ومركز جذب للزوار .
وإلى جانب هذه الصروح الثقافية، والمعالم الأثرية، تتميز الدوحة بفضاء ثقافي آخر، يتمثل في الحي الثقافي “كتارا”، الذي أصبح من المعالم البارزة لمدينة الدوحة، بموقعه المتميز على ضفاف الخليج، وتصميمه الفريد الذي يحاكي بتصميمه الأحياء القديمة ، وفعالياته الثقافية والفنية التي تجمع العالم بثقافاته وحضاراته. ويعد اسم “كتارا” الذي أطلق على الحي الثقافي، أقدم اسم أطلق على شبه الجزيرة القطرية منذ عام 150 للميلاد.
وقد تحول هذا الحي منذ إنشائه قبل ما يقرب من عقد من الزمان، إلى وجهة سياحية وثقافية لكل من يقيم على هذه الأرض، ولزوارها من مختلف أنحاء العالم، الذين تعج بهم أزقة وساحات الحي، بشاطئه الجميل، وشوارعه الضيقة المعبدة بالحجارة، ومطاعمه المتنوعة التي تعكس ثقافات العالم. يتميز السوق بأبراج الحمام عند مدخله، والتي أصبحت معلما للسوق تضاف إلى معالم أخرى مثل المسارح؛ كالمسرح الروماني والمسرح المكشوف ومسرح دراما إستديوهات كتارا للفن، ومؤسسة الدوحة للأفلام، وأكاديمية قطر للموسيقى، وأوركسترا قطر الفلهارومونية، والمتحف العربي للطوابع، ومركز الفنون البصرية، والجمعية القطرية للفنون التشكيلية، ومجلس الشعراء، بالإضافة إلى جامع كتارا الكبير الذي يعدّ تحفة فنية معمارية.
وهذا الحي، لا يتوقف نبضه طوال العام، وتعج ممراته بالزائرين، الذين تستهويهم فعالياته الأدبية والفنية العالمية مثل “جائزة كتارا للرواية العربية” و”جائزة كتارا لشاعر الرسول”، و” مهرجان التنوع الثقافي”، إلى جانب البطولات والفعاليات التراثية منها “مهرجان قطر الدولي للصيد والصقور”، وبطولة “القلايل”، للصيد التقليدي.
كما يقيم الحي الثقافي “كتارا” معارض دولية لها ارتباط بالثقافة القطرية والخليجية مثل معرض كتارا الدولي للصيد والصقور ” سهيل ” و”مهرجان كتارا للمحامل التقليدية”، وغيرها من المسابقات الفنية والأدبية والتراثية . وغير بعيد عن الثقافة والفن، تحتضن الدوحة وعبر مؤسسة الدوحة للأفلام واحدا من أهم المهرجانات المخصصة للشباب وهو مهرجان أجيال السينمائي الدولي والذي يقام سنويا بمشاركية أفلام من عدة دول حول العالم، لتتحول قطر إلى مقصد للفنانين العالميين والنقاد ونجوم العالم في مجال صناعة السينما.
لم تنته حكاية السياحة في قطر بعد، فللسياحة فصل آخر؛ عنوانها الرياضة، ونبدأ من حيث ينبغي أن تكون البداية، كأس العالم، التي نالت قطر شرف تنظيمها 2022، ليتذوق العالم طعما آخر لهذه اللعبة، كما تجذب قطر العالم إليها، من خلال تنظيمها لأكبر الأحداث الرياضية، واستضافة العديد من البطولات الكبيرة، مثل بطولات التنس والأسكواش والراليات، ودورة الألعاب الأسيوية بالدوحة عام 2006، وكأس الأمم الأسيوية 2011، ونجحت في تنظيم كلاسيكو العالم بين البرازيل وإنجلترا 2009. وهو الأمر الذي تكرر لكن بديربي أميركا اللاتينية بين البرازيل والأرجنتين. كما احتضنت بطولة العالم لكرة اليد للرجال لعام 2015، وغيرها العديد من البطولات العالميّة والإقليميّة، الأمر الذي جعلها وجهة الرياضيين وعشاق الرياضة في العالم كله.
ويحفل التقويم السنوي في قطر بفعاليات عديدة مرتبطة بالبطولات التي تستضيفها، وتتضمن هذه الفعاليات: بطولة الأساتذة لبنك قطر التجاري السنوية ( غولف)، وبطولة قطر إكسون موبيل المفتوحة للتنس، وجولة قطر (ركوب الدراجات)، ورالي قطر الدولي ( السيارات)، وبطولة جراند بري البنك التجاري (الدرّاجات النارية)، وبطولة قطر توتال المفتوحة للتنس، وبطولة العالم لقوارب إف ون الآلية التابعة للاتحاد الدولي للقوارب الآلية والدوري الماسي لألعاب القوى.
وتنظم قطر أيضا مسابقات الفروسية على مستوى عال من الحرفية، سواء القفز الاستعراضي أو دورة سباقات الخيل الكاملة خلال أشهر الشتاء وتستضيف الدوحة نحو20 منافسة رياضية خلال الربع السنوي الواحد، وهي في أغلبها فعاليات عالمية؛ مما يجعلها تشكل جزءاً مهماً من قطاع الفعاليات والاجتماعات المزدهر في قطر الذي يشهد استضافة 60 مؤتمراً كل عام. وتحتضن قطر كذلك واحداً من أهم المراكز الرياضية في العالم والمتمثلة بـ”مدينة قطر الرياضية” وهي مجمع عالمي المستوى للرياضة والترفيه والاستجمام واللياقة الصحية، وقد سبق أن تدرب فيه فريق المنتخب الإنجليزي لكرة القدم ويعد معرض ومؤتمر “اسباير فورسبورت” الذي دأبت الدوحة على تنظيميه – الحدث الرياضي – الوحيد من نوعه في المنطقة، إذ يتيح لصناع القرار الرياضي في منطقة الشرق الأوسط والعالم عموماً منصة فريدة للتواصل واغتنام الفرص الاستثمارية الحقيقية في عالم الرياضة، ويستقطب نخبة من أبرز المستثمرين الرياضيين. وإلى جانب ذلك كله، تشكل المؤسسات التعليمية القطرية بتميزها العالمي، لا سيما المدينة التعليمية التي تضم نخبة من جامعات العالم في مختلف التخصصات، وجهة أخرى للجذب السياحي سواء للطلبة من مختلف دول المنطقة، أو عبر فعالياتها ومؤتمراتها الأكاديمية والبحثية والعلمية المستمرة طوال العام.
كما تاتي السياحة الطبية والاستجمام والترفيه العائلي مساحة هامة في الخارطة السياحية لدولة قطر بما تمتلكه الدولة من مرافق عالمية في هذا الجانب، ورؤية واضحة طموحة توجت مؤخرا بإطلاق “استراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة 2030” والمستلهمة من رؤية قطر الوطنية 2030 .
وتعد الفنادق أحد آليات الجذب الأساسية للسائحين القادمين إلى الدوحة من مختلف دول العام، فضلا عن أنها ستخدم استيعاب الأعداد الكبيرة للزائرين المتوقع قدومهم إلى دولة قطر في ظل تواصل الاستعدادات لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وكشف تقرير صدر مؤخرا عن الهيئة العامة للسياحة أن قطاع الضيافة شهد نموا ملموسا في ظل تواصل الاستعدادات لاستضافة دولة قطر لفعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث سجل عدد الغرف نموا بمعدل 9 بالمائة، مشيرا إلى وجود 117 منشأة فندقية قيد التشغيل توفر ما يقرب من 23 ألف غرفة. كما أوضح التقرير أن إجمالي عدد الغرف الفندقية التي لاتزال قيد الإنشاء بلغ 20580، منها 8433 غرفة خمس نجوم ما يشكل 41 بالمائة من إجمالي الغرف و3476 غرفة أربع نجوم ما يمثل 17 بالمائة، بالإضافة إلى 1132 غرفة ثلاث نجوم.
ووفقا للتقرير فقد شملت الغرف الفندقية التي هي قيد الإنشاء 2063 شقة فندقية فاخرة تمثل 10 بالمائة من إجمالي العدد، و529 شقة فندقية قياسية تشكل 3 بالمائة، بجانب 100 غرفة فندقية فئة النجمة والنجمتين. وأشارت هيئة السياحة إلى أن عدد الغرف الفندقية المتاحة حاليا فئة الخمس نجوم تبلغ 10365 غرفة والتي تشكل 45 بالمائة، و8021 غرفة فندقية فئة الأربع نجوم تمثل 35 بالمائة، بالإضافة إلى 2268 غرفة ثلاث نجوم و 254 فئة النجمة والنجمتين، وأكثر من 2000 شقة فندقية فاخرة وقياسية.
وتشهد فنادق الدوحة نسب إشغال كبيرة تصل إلى أكثر من 90 بالمائة في العديد من الأوقات مدعوما بما تنظمه الهيئة العامة للسياحة وغيرها من فعاليات وأنشطة ترويجية تخدم ليس فقط استقطاب الزائرين من دول الخليج والعالم وإنما أيضا كل من يعيش على أرض قطر من مواطنين ومقيمين، فضلا عن التسهيلات التي يحظى بها الزوار القادمون إلى الدولة.
وأكملت الهيئة العامة للسياحة الخطط ودراسات الجدوى اللازمة لتطوير العديد المشروعات السياحية وذلك تمهيدا لطرحها كفرص استثمارية بما تتضمنه من خطط تطويرية تشمل مراكز زوار وأنشطة خارجية مثل المشي وركوب الدراجات والتخييم وقوافل الإبل والتجديف، وغيرها من الأنشطة.
وأيضا تتمتع دولة قطر بالعديد من المولات التجارية التي تهدف إلى توفير كافة سبل الجذب للمواطنين والمقيمين والزائرين والسائحين، حيث تضم الكثير من وسائل الترفيه إلى جانب أكبر وأفضل العلامات التجارية العالمية. وتتوزع المولات والمجمعات التجارية في العديد من المناطق بدولة قطر وذلك بغرض التنوع والتسهيل على من يعيش على هذه الأرض أو يحل ضيفا على أهلها.
ولم تنته حكاية السياحة بعد، فلدولة قطر موعد آخر مع قصص نجاح جديدة، عبر خطط طموحة، ومشاريع نوعية، من المؤكد أن تغير مفهوم السياحة في المنطقة، لاسيما بعد أن قررت إعفاء مواطني 80 دولة من التأشيرة، في مسعى لجذب ملايين السياح، الذين سيعيشون رفاهية حقيقية، وتجربة استنائية في قطر المحبة والسلام.