في ظل الجدب وقلة أماكن التسلية وخصوصاً في الولايات، كان لابد أن يكون هناك حلٌ يوجد المخرج للأهالي والراغبين في الاستمتاع من كل مكان. من هنا كانت فكرة تحويل المزارع الى نزل خضراء سياحية والتي باتت توفر دخلا لابأس به لأصحاب تلك المزارع.
وفي ظل التحول البشري العالمي من القطاع الزراعي والنزوح نحو المدنية وتحول سكان الأرياف لنمط حياة جديد؛ شهدت الاستراحات السياحية او ما تعرف بالنزل الخضراء نمواً مطرداً في جميع ولايات السلطنة.
تطورت هذه الاستراحات من ملاذ طبيعي زراعي بسيط وحوض سباحة الى مواقع متكاملة من أساليب الترفية المتنوعة والمناسبة لجميع الأعمار والأذواق، وتطور الابداع بها حتى أصبح بعضها تحوي حدائق للحيوانات وملاهٍ مائية وصنوف أخرى من الألعاب الرياضية والمناشط المتنوعة.
كل هذا بمجهودات فردية من أبناء المجتمع وهنا يلح السؤال: إذا استطاع المواطن العادي توفير كل هذه الامكانات وتسخيرها في مناطق بعيدة عن المدن وبمجهودات بسيطة، فأين دور الجهات الحكومية المعنية وماهي الصعوبات التي تواجهها، وهل فعلاً تعمل الوزارات المعنية نحو تغيير وضع السياحة الداخلية أم انها مجرد شعارات شكلية لاتمت للواقع بصلة.
عندما نذكر السياحة في بلادنا فإننا نتغنى بالامكانات الطبيعية المتوفرة أصلاً بلا أي جهد منا، ولكن العمل لتطويرها يوافقه طموح عالٍ جدا، طموح يوقف العمل ويعرقله، وأقصد بذلك صور المنتجعات العالمية والفنادق التي يفتخر بأنها هي صناعة السياحة في عُمان. ولكن السؤال هل هذا كل شيء؟ وهل هذه المنتجعات والفنادق عالية المستوى هي الجواب الوحيد لشكل السياحة المتوقعة في البلاد! بالطبع لا. لذلك فالنظرة السياحية ينبغي ان تدرك ان الثراء السياحي متعدد الصور والأوجه وكل الصور فيه سواء في الأهمية ولها إضافتها الايجابية على الصورة العامة للسياحة في السلطنة.
وأخيراً فإن الاستراحات السياحية او النزل الخضراء الزراعية هي اثبات على نجاح الافكار البسيطة التي يمكن ان تؤثر على القطاع السياحي بفاعلية عالية وتطور المحافظات وتحسن من الجذب وتحرك عجلة الاستثمار الصغير والمتوسط للمواطنين في هذا القطاع بل وتنشط حركة السياحة الداخلية من المواطنين بما يضمن تواجد المال داخلياً وانتفاع اكبر عدد من المواطنين به.
Info@wejhatt.com