الجبل الأخضر – وجهات |
أخيراً دقّ موسم الحصاد أبواب الجبل الأخضر في عمان، بفَيض من الأشجار المثمرة وبساتين اللوز والإجاص والتين والرمان والدرّاق وكروم العنب، ليرسم مشهداً مذهلاً بألف لون ولون. فمن أغسطس وحتى أكتوبر، يستطيع الضيوف المقيمون في منتجع أنانتارا الجبل الأخضر التنعّم بالمناظر الأخاذة فيما يستمتعون بنزهات بين أحضان الطبيعة أو ركوب الدراجات الهوائية على الطرقات الجبلية، ناهيك عن مجموعة من التجارب الاستثنائية. كما أنّ علاجات السبا ووجبات الطعام الشهية المحضّرة بمكونات موسمية طازجة تسخّر خيرات محيط المنتجع، لتمنح الضيوف سبباً إضافياً لزيارة عمان في موسم الخريف.
يقع هذا المنتجع على ارتفاع 2000 متر عن سطح البحر، ويتمتع بمناخ خاص حيث تقلّ الحرارة نحو 15 درجةً مئوية عن بقية أنحاء المنطقة. وفيما ينسّم الهواء العليل على الجبل، ويروي نظام الري القديم بالأفلاج ظمأ الأرض، تدبّ الحياة في المساحات الخضراء التي تضم بساتين كثيفة من أشجار الجوز، وأوراق الأغصان المحمّلة بالرمان الأحمر الوردي، وغابات تزخر بكروم العنب الأسود الحلو والشهي. وبوجود أكثر من 7000 شجرة و250 شجيرةً مزروعة في حدائق المنتجع، يشهد أنانتارا الجبل الأخضر تحوّلاً ساحراً خلال موسم الحصاد. قامت هايلند إدغار درايفر، وهي شركة هندسة المناظر الطبيعية الحائزة على عدّة جوائز، بتنسيق الحدائق المبهرة التي يزداد جمالها جمالاً بفضل الطبيعة الخلابة المحيطة بالمنتجع. فهي تحاكي الأهمية الرمزية الثقافية التقليدية لهذه المنطقة الجبلية. وحرصاً على تنسيق المناظر بطريقة تراعي البيئة، تُستخدَم المياه المعاد تدويرها للري بهدف الحد من الآثار السلبية على البيئة وضمان الاستدامة، إلى جانب اعتماد الممارسات المعمارية القديمة. كما أنّ المدرّجات الخضراء الغنّاء التي تحاكي شكل المنحدرات الجبلية تضمّ حديقة أعشاب ومشتلاً في آن معاً، وهي تنعكس في تصميم الأراضي لتربط بين المنتجع والجبل.
وهنا سيجد محبو تسلّق الجبال ضالّتهم، إذ يستطيعون مرافقة المرشد المحلي الخاص بالمنتجع، وهو خبير ملم بالجبال، لاستكشاف الأراضي الصخرية، والتوقّف لقطف ثمار التوت البري وتأمّل فصائل الفراشات المتعددة التي تنجذب إلى الشجيرات المزهرة. يستطيع الضيوف أيضاً مشاهدة المزارعين يجمعون محاصيلهم، مستخدمين في أغلب الأحيان أساليب تقليدية على غرار العربة المجرورة بالحمير، قبل زيارة القرى المجاورة الرائعة كالعين، والعقر والشريجة، حيث ما زال أسلوب الحياة قديم العهد صامداً بينما يجني سكان القرى ثمار الموسم. ويمكن للضيوف أيضاً زيارة مدينة نزوى القديمة في أسفل الجبل، حيث يعرّجون على أكشاك الشارع لشراء ثمار الجوز اللذيذة، ويتعرّفون على أسلوب الحياة المحلي فيما يتجوّلون في الأسواق ويتحدثون مع البائعين لشراء محاصيل طازجة.
تنمو أكثر من 23000 شجرة رمان غضّ وخفيف وحلو وغني بمضادات الأكسدة، على قمة الجبل وتُعتبر مصدر الدخل الأقدم والأهم للمزارعين في المنطقة. تجدر الإشارة إلى أنّ ثمار الرمان التي يشتهر بها الجبل الأخضر، قد دخلت في مروحة من التجارب المميزة في المنتجع، بدءاً من علاجات السبا وصولاً إلى الكوكتيلات والمأكولات. بالتالي، بوسع الضيوف الراغبين في تجديد شبابهم التوجّه إلى سبا أنانتارا الشهير عالمياً واختيار “رحلة الرمان المنشّطة” التي تسخّر خصائص الرمان المغذّية والمجدّدة للبشرة مع الملح في إطار علاج منشّط لتقشير الجسم، يكمّله التدليك العربي فضلًا عن علاج لتنظيف القدمين بالحليب وخلطة التوابل الشرقية.
كما تستخدَم ثمار الرمان والتوت البري والتين واللوز في باقة من الأطباق التي تقدَّم في مطاعم المنتجع الستة، بقيادة الطاهي التنفيذي الجديد غاسباري غريكو. يستطيع الضيوف التلذذ بطبق من الفواكه الطازجة مع الزبادي على وجبة الفطور، بينما يتنعّمون بأشعة شمس الصباح الدافئة في مطعم “الميسان”. فيما يقدّم مطعم “القلعة” الفاخر مأكولاتٍ عمانيةٍ مبتكرةً ومحضرةً بواسطة محاصيل طازجة من البساتين والحقول المجاورة، بما فيها حديقة الأعشاب الخاصة بالمنتجع، حرصاً على تزويد الضيوف بأطباق أصيلة تدغدغ براعم الذوق. علاوةً على ذلك، يستطيع الضيوف المشاركة في صفوف الطهي “سبايس سبونز” التي تتيح لهم فرصة اكتشاف المنتجات المتوفرة في الجبل، من خلال زيارة حديقة الشيف في المنتجع لقطف تشكيلة رائعة من الخضار، والفواكه، والأعشاب والتوابل قبل أن يتمّ إطلاعهم على أسرار تحضير المأكولات التايلاندية والعمانية خلال صف طهي تفاعلي بامتياز.
وسواء كنتَ تتجول بين أحضان البساتين الخلابة، أو تتلذذ بالنكهات الطازجة، أو تستكشف التقاليد العريقة، كن أكيداً أنّك ستجد السكينة بعيداً عن صخب المدينة لتتنعّم بسحر الطبيعة بين ربوع منتجع أنانتارا الجبل الأخضر الذي تدبّ فيه الحياة خلال موسم الحصاد.