صلالة- حمدان البادي | لكل بلد مطبخه الخاص وأكلاته المنوعة التي تدخل ضمن نسيجه الثقافي والاجتماعي وتصبح سمة تميزه وتجذب السياح للتلذذ بالطعم الأصيل حتى غدا هوية غذائية للبلدان فطعم البيتزاء في ايطاليا الذ من باقي بلدان العالم وطعم الدونر التركي لن تجد له مثيلا إلا في تركيا وأكلات بلاد الشام والمنسف الاردني وقس على ذلك الكثير من الأطباق المميزة والمتنوعة التي يحرص السائح ان يكتشفها ويستلذ بطعمها خاصة ان لكل بلد خصوصيته والاحساس بالطعم يبقى و”نحن لا نأكل لنعيش بل لنعرف ما هو إحساس تناول الطعام”.
يقول المثل إذا كنت ذاهباً إلى أمريكا، فاجلب طعامك الخاص لكن في صلالة الوضع مختلف وقائمة الطعام في المطاعم الشعبية تزخر بالأكلات المميزة والمتنوعة والتي بعضها لا تجده إلا في صلالة وهي تدخل ضمن النسيج الثقافي لمحافطة ظفار حتى وأن كانت بعض تلك الأكلات تتقاسمها المحافظة مع الجارة اليمن وبعض بلدان الخليج إلا أن في صلالة يجيد أصحاب المطاعم إعدادها حتى غدت سمة خاصة بمحافظة ظفار وضمن قائمة الأكلات التي يتميز بها المطبخ الظفاري ويحرص السياح ان يبدأون يومهم بها .
على اليمين باتجاه الجبل في سهل آتين المنبسط تصطف اكشاك المضابي وتتنافس في ما بينها لإعداد المضابي والمقاديد والمعاجين موفرة خيارات لحم الجمل والاغنام والبقر والدجاج يتم شيها امام السائح بالطريقة التقليدية ولعل المضابي أشهرها .
المضبي
“مضبيت ” في اللهجة الشحرية /الجبالية الفرن الذي يتم إعداده لشي اللحم حيث توضع على النار حجارة ملساء ومن ثم ترش بالحصى الصغير وحين يصل لدرجة حرارة مناسبة يتم وضع شرائح اللحم او كما تسمى في اللهجة الشحرية /الجبالية ( الرطح ) مع القليل من الملح فقط من دون أي اضافات ليحتفظ اللحم بطعمه الأصلي .
توفر مطاعم المضابي اللحوم بالكيلو او حتى ذبيحة كاملة يتم إعدادها بالكامل تحت نظر الشاري وتجهيزها ليستمتع بها في الجبل تحت الرذاد والضباب وبطريقة الطبخ التي يريدها فهناك المقلي والمضبي والمفور والمجلجل والقصابية والهبشة ولكل نوع طريقة وطعم .
واذا كان المضبي الوجبة الأشهر التى تجذب أهتمام السائح فهناك الهبشة التي يتم إعدادها من القطع المختلفة من الذبيحة من المصران والكبد والكرش والكلى مع بعض الاضافات والبهارات حسب الرغبة .
المعجين
اما المعجين فهي الوجبة الظفارية التي يتم إعدادها من اللحم المجفف مع الشحوم بعد أن يتم تقديدها وتقطيعها على شكل طولي تنشر على واجهه مطاعم المضابي لتتعرض لاشعة الشمش ليوم أو أكثر ويتم إعدادها كطبق شعبي في الاعياد والمناسبات تقدمها المطاعم وتحتفظ بطعمها الأصلي بعد إعادة طبخها .
كل هذه الوجبات يتم تقديمها مع الارز المطبوخ بأكثر من طريقة لعل المندي أشهرها والقبولي والبرياني والمكبوس والرز الابيض.
الكعك الظفاري
من جانب آخر تتميز محافظة ظفار بعدد من المخبوزات منها خبز الكعك (خبز بالقالب) وهو عبارة عن خبز يتم خبزه في التنور التقليدي ويشكل على شكل رقائق دائرية يابسة وحلوة المذاق وتقدم مع الشاي والحليب وتؤكل مع الحلوى أيضا وهي من أشهر أنواع الخبز في ظفار يتم إعدادها في المنازل إلى جانب أن بعض المخابز الحديثة التي تقدم هذه الأنواع من الخبز لكنها ليست بجودة الصناعة المنزلية والتي يحرص السياح وزوار المحافظة على طلبها من بعض المنازل المتخصصه في إعدادها وتسويقها للزوار وخاصة خلال فترة الخريف .
وقامت مؤخرا وزارة السياحة بتطوير وتجميل منطقة اكشاك المضابي على سهل آتين وبالتنسيق والتعاون مع بلدية ظفار واعدادها وفقا للاشتراطات الصحية وبشكل جمالي فالعين تعشق الطعم قبل ان تشم الإذن رائحته أحيانا، إلى جانب أن محافظة ظفار تزخر بمجموعة واسعة من المطاعم العالمية ومطاعم الوجبات السريعة والمطاعم الهندية والتركية والعربية والاسيوية بشكل عام، فهناك المطعم الصيني والمطاعم الباكستانية والمطاعم الدولية وجميعها تقدم قائمة منوعة من الطعام وبما يلبي حاجة زوار المحافظة.