بقلم:يوسف البلوشي/
جُبلنا نحن العمانيين منذ نعومة اظفارنا، أن نبني هذه الأرض بأيدينا، وعرف العالم أن إنسان عمان، لا يترفع عن عمل ما، وكنا ومازلنا مثال للإنسان الخليجي المثابر بتواجده في كل مكان عمل يؤمن لقمة عيش هنية، لكن يبدو أن القطاع الخاص السياحي يغرد خارج السرب، في جعل عمان بجانب أنها وجهة سياحية مهمة، وأن من يدير شركاتها السياحية عمانيون بشكل حقيقي ، لكن ما نراه واقعا اليوم في مشاركاتنا الدولية كم من الآسيويين الذين يستيدون مناصب عليا في الشركات السياحية وبالتالي أصبحوا هم واجهة عمان في تلك المعارض.
ففي كل معرض دولي نشارك فيه، للأسف نجد المدير “الوافد” في الواجهة وهو من يعّرف بعُمان ويدير شركاتها السياحية الخاصة، بينما أصحابها نائمون فوق أسّرة مخملية مكتفين بالمدخول الشهري أو السنوي الذي تدر شركته التي قد أو لا يعرف عنها شيئا سوى ربحها السنوي.
نحن في السلطنة كانت لنا تجربة ثرية في عملية التعمين سواء في القطاع البنكي أو حتى في المؤسسات الحكومية عموما، ونجحنا بشكل كبير حتى أصبحنا مثالا لدول الجوار في التعمين حتى لو كان إلزاميا.
وحقيقة، يبدو أننا لا يمكننا أن نحقق استراتيجياتنا الناجحة إلا عبر الإلزام، وهنا يجب أن نلزم القطاع السياحي الخاص بأهمية وضرورة تعمين القيادات العليا في شركاتهم حتى لا نرى أنفسنا من يروج لنا كما هو حاصل الان، بابو وراجو وكريشنا وكريستن، خاصة في خلال مشاركة تعتبر واجهة لعمان.
ولكن حينما تجد جناح السلطنة مملوء بهكذا وجوه وأسماء تصاب بالدهشة والإحباط، وهي صورة غير حضارية نقدمها للعالم، في وقت أن جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- وضع منهاج عمل واستراتيجية يجب ألا نحيد عنها في كل قطاعاتنا، فالتعمين في القطاع المصرفي مثال يجب ان ينطبق على القطاعات كافة، خاصة في قطاع كقطاع السياحة، الذي يشكل واجهة عمان أمام العالم، وفي وقت نحّمل القطاع الخاص مسؤولية ما يجري في هكذا تصرف، فبلا شك وزارة السياحة تتحمل جزءا كبيرا، في الأمر، بحيث ترفض أن يشارك غير عماني في هكذا معارض، وان تفرض على أي شركة تود المشاركة ان توفد عماني مؤهل، وهم كثر، إذا ما أعطوا الثقة، لتمثيل بلادهم، ويكفي القطاع الخاص السياحي، ضحكا على الذقون، فكلنا يعرف خبايا الأمور، ويجب أن نقف صفا واحدا في حب عمان وجلالة السلطان، الذي أراد أن يجعل من عُمان دولة عصرية بكل معنى الكلمة، وليس بشركات أصحابها من العمانيين ورقيا، ويديرها وافدون على أرض الواقع، فحان الوقت أن نلزم مثل هذه الشركات بقوانين الزامية حتى نضع النقاط على الحروف، وتكون واجهة عمان في المعارض الدولية بوجه عماني يعرف كيف يروج للارث الحضاري والتاريخي.