تضمنت جلسة حوارية حول أهمية إدراج المواقع الأثرية في قائمة التراث العالمي.. سلطنة عُمان تحتفي بإرثها الثقافي في يوم التراث العالمي

يسرى الصبحية: التراث ليس فقط ما يُرى في الحجر بل ما يُعاش في الوجدان ويُغنّى في القلوب

مسقط – وجهات |

نظمت وزارة التراث والسياحة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم والمديرية العامة للإشراف التربوي احتفالاً بمناسبة يوم التراث العالمي، والذي أقرّه المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) استنادًا إلى اتفاقية التراث الثقافي والطبيعي التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في باريس عام 1972م.

وجاء هذا العام تحت شعار: “صمود التراث في وجه الكوارث والنزاعات”، بهدف تعزيز الوعي بقيمة التراث الثقافي والمحافظة عليه من التحديات التي تواجهه، سواء بفعل عوامل الطبيعة أو أنشطة الإنسان.

وهدف الاحتفال – والذي جاء تحت رعاية سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث بحضور الدكتور محمود بن عبدالله العبري أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم – إلى التعريف بالتراث الثقافي والتاريخي لسلطنة عُمان، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة، وإبراز الجهود المبذولة من قبل الجهات والمؤسسات المعنية في هذا المجال.

شواهد ناطقة 

وخلال الحفل ألقت المهندسة يسرى بنت خلف الصبحية، مدير عام الآثار بوزارة التراث والسياحة كلمة، أكدت فيها أن المواقع الأثرية، ليست أطلالا ساكنة، بل شواهد ناطقة على براعة الإنسان العُماني؛ من الحِرف الدقيقة التي ما زالت تُمارس حتى اليوم، إلى شبكات التجارة التي ربطت موانئ دبا، وصحار، وقلهات، وسمهرم بموانئ كوشين في الهند، وكانتون في الصين، وممباسا على السواحل الأفريقية. وقوافل النحاس التي انطلقت من دهوى والصفافير وبات وقميرة والميسّر إلى حضارة السند، وحضارات البحر المتوسط، ودلمون، وملوخا — في زمن كانت فيه الطرق تُرسم بالنجوم، وتتبع نجم سهيل، لا خرائط رقمية ولا GPS.

الإلتزام بالإرث الثقافي 

وقالت: يمثل احتفاء سلطنة عُمان باليوم العالمي للتراث الذي يصادف 18 من أبريل من كل عام فرصةً لتجديد الالتزام الوطني بالحفاظ على الإرث الثقافي والإنساني، ليس فقط كقيمة رمزية للماضي، بل كركيزة للتنمية المستدامة، ودافع لتعزيز السياحة الثقافية، وبناء جسور التفاهم بين الشعوب. وهذا الالتزام لا يتجلى فقط في صون الحجارة والنقوش، بل في حفظ الذاكرة الحيّة التي تتنفسها تفاصيل الحياة. فمن الحكايات الشعبية التي كانت تُروى على ضوء الفوانيس في حارات الطين إلى الطقوس التي تتناقلها الجدّات، ومن الأهازيج التي تُغنّى في مواسم الحصاد، ومغادرة السفن ميناء صور إلى المعمار الذي يحاور الشمس والريح

تؤكد سلطنة عُمان أن التراث ليس فقط ما يُرى في الحجر، بل ما يُعاش في الوجدان، ويُغنّى في القلوب.

عروض 

وتضمن برنامج الاحتفال عروضا لعدد من الفنون التقليدية العمانية، وفقرات مسرحية، ومعرضا فنيا قدّمها عدد من طلبة مدارس محافظتي مسقط والداخلية. كما تضمن الحفل جلسة حوارية أدارها حبيب بن حسين الرحبي معلم أول تاريخ، وشارك فيها كل من الدكتورة د. عالية بنت عبد الستار بن يعقوب الهاشم أستاذ مساعد في قسم الهندسة المدنية المعمارية بجامعة السلطان قابوس، وبدرية بنت محمد العريمية مُشرفة مادة الجغرافيا بوزارة التربية والتعليم، وأيوب بن شحلوب العوفي رئيس القسم الفني بدائرة موقع بسياء وسلوت الأثري بوزارة التراث والثقافة، وسالم بن عامر الحوقاني معلم أول تاريخ. 

اهمية الإدراج 

وتمحورت الجلسة الحوارية حول أهمية إدراج المواقع الأثرية ضمن قائمة التراث العالمي، والمعايير المعتمدة من قبل منظمة اليونسكو في إدراج أي موقع أثري في العالم ليكون ضمن قائمة التراث العالمي، وأهمية اختيار الأشكال الهندسية في بناء المُدن والمقابر قديما، وشواهد على النماذج من هذه المدن والمقابر التاريخية والأثرية حول العالم، وكذلك التحديات التي تواجه الموقع بعد إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي، وإمكانية استثمار هذا الموقع المُدرج في قائمة التراث العالمي من زاوية سياحية اقتصادية، وأحدث الآليات الرقمية المستخدمة في توثيق المواقع الأثرية وتطبيق هذه الآليات الحديثة في توثيق التراث العُماني، وكيف تسهم في حفظ الهوية الوطنية.

مواقع عُمانية على قائمة اليونسكو

جدير بالذكر أن سلطنة عُمان تمكّنت من إدراج عدد من المواقع العُمانية على قائمة التراث العالمي، وهي: قلعة بهلاء عام 1987، والمواقع الأثرية في بات والخطم والعين عام: 1988، وفي عام 2006 أدرجت نظام الري في عُمان والذي شمل خمسة أفلاج عُمانية، ومن ثم موقع أرض اللبان عام 2000، وأخيرا مدينة قلهات القديمة في عام 2018.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*