وجهة جاذبة لقضاء إجازة عيد الفطر السعيد.. منطقة الحدة في جعلان بني بوعلي.. درة ساحلية على بحر العرب

جعلان بني بوعلي – سالم بن حمد الساعدي| 

 تشهد منطقة الحدة في ولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية تطورا متسارعا لتصبح وجهة سياحية متكاملة، مستفيدة من موقعها الساحلي المميز على بحر العرب، ومقوماتها الطبيعية والتراثية التي تجعلها خيارا مثاليا لعشاق السياحة البيئية والثقافية، ولقضاء فترة اجازة عيد الفطر السعيد، وتعكس هذه الجهود الرؤية الطموحة لسلطنة عمان في تطوير تنمية المحافظات وتعزيز الاقتصاد المحلي، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية تستند إلى الميزات التنافسية لكل منطقة.

 منطقة الحدة مزيج فريد من الطبيعة والتراث تقع منطقة الحدة وسط المناطق الساحلية الشمالية لولاية جعلان بني بوعلي، وتتميز بطبيعتها الخلابة وشواطئها الهادئة، مما يجعلها مقصدا مثاليا للباحثين عن الاستجمام والاستمتاع بجمال البحر ، واعتماد السكان على مهنة الصيد البحري التقليدي، يضفيان عليها طابعا ثقافيا فريدا يعكس ارتباط الإنسان العماني بالبحر كمصدر للرزق والتراث.  

مواقع تاريخية 

تزخر المنطقة أيضا بالمواقع التاريخية التي تعكس هويتها العريقة، ومن أبرزها برج الحدة الأثري، الذي لعب دورا استراتيجيا في الماضي كحصن دفاعي ومركز لمراقبة الطرق وتأمين القوافل التجارية، ورغم قيمته التاريخية يواجه البرج خطر الاندثار نتيجة عوامل الزمن، مما دفع الأهالي إلى المطالبة بترميم البرج وإدراجه ضمن خطة وزارة التراث والسياحة للحفاظ على الإرث العماني، وتحويله إلى معلم سياحي يعزز مكانة منطقة الحدة كموقع ثقافي بارز.

 مبادرات مجتمعية

 انطلاقا من الوعي المتزايد بأهمية تعزيز البنية التحتية وتحسين جودة الحياة، أطلق أهالي الحدة مبادرة مجتمعية بالتعاون مع بلدية جنوب الشرقية، تهدف إلى تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية جاذبة، تحت شعار “وطن لا نبنيه، لا نستحق العيش فيه”، وتشمل هذه المبادرة مشروع واجهة الحدة البحرية، والذي يهدف إلى إنشاء مرافق متكاملة تخدم السياح والسكان المحليين، بما في ذلك، مسار صحي للمشي والرياضة، متنزه شاطئ ومواقف عامة للزوار، جدار حماية ضد تآكل الشاطئ، منطقة ألعاب ترفيهية للأطفال، كما نظّم الأهالي حملات تطوعية لتنظيف الشواطئ بالتعاون مع المتطوعين، مما يعكس التزام المجتمع المحلي بالحفاظ على بيئته وتعزيز جاذبية المنطقة للسياحة المستدامة.

حزمة مشاريع 

 وفي إطار برنامج تنمية المحافظات، تستشرف محافظة جنوب الشرقية مستقبلا واعدا، حيث يتم تنفيذ حزمة من المشاريع التنموية التي تستند إلى الميزة التنافسية لكل ولاية، وتسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتحسين جودة الحياة. 

ويعد قطاع السياحة أحد أبرز المجالات التي تحظى باهتمام كبير، نظرًا لما تزخر به المحافظة من مقومات سياحية فريدة، تشمل الشواطئ الممتدة، والمحميات الطبيعية، والمواقع التاريخية. 

تطوير 

وتتجلى جهود محافظة جنوب الشرقية في تطوير واجهة الحدة البحرية كجزء من الاستراتيجية الشاملة لتعزيز السياحة في المنطقة، حيث تم اعتماد المشروع ضمن المحطات السياحية بالمحافظة، مما يعكس التوجه نحو الاستفادة من الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة، وتوفير فرص اقتصادية جديدة للأهالي. 

 كما يسهم برنامج تنمية المحافظات في ضمان استدامة المشاريع من خلال إشراك المجتمع المحلي في عمليات التطوير، مما يضمن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المدى الطويل، ويُتوقع أن يكون لهذه المشاريع أثر إيجابي كبير في تحفيز الاستثمار، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز النشاط السياحي، مما يسهم في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين.

 وجهة مثالية للسياحة العائلية والمغامرات 

 بفضل مشاريع التطوير الجارية، أصبحت منطقة الحدة وجهة مثالية للعائلات والمغامرين على حد سواء، حيث توفر بيئة طبيعية رائعة تجمع بين الشواطئ الرملية، والأجواء البحرية المنعشة، والبنية الأساسية الحديثة التي تلبي احتياجات الزوار، وتوفر المنطقة أيضًا مسارات للمشي، وملاعب رياضية، ومناطق مخصصة للاسترخاء، مما يجعلها مكانا مثاليا للنزهات العائلية والأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق. 

 كما يعزز موقع منطقة الحدة الاستراتيجي على الطريق الساحلي السياحي الذي يربط بين نيابتي الأشخرة ورأس الحد من سهولة الوصول إليها، مما يجعلها محطة سياحية رئيسية ضمن خطط التنمية السياحية في المحافظة.

 رؤية مستقبلية واعدة 

 تمثل منطقة الحدة نموذجا يحتذى به في التنمية السياحية المستدامة، حيث تجسد الجهود المشتركة بين المجتمع المحلي والجهات الحكومية رؤية طموحة تسعى إلى تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية متكاملة، ومع استمرار تنفيذ المشاريع التنموية ضمن برنامج تنمية المحافظات، يُتوقع أن تسهم هذه الجهود في: تحقيق التنويع الاقتصادي وتعزيز قطاع السياحة، دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز السياحة البيئية والثقافية في المحافظة، ورفع جودة الخدمات المقدمة للزوار وتحسين البنية الأساسية نحو مستقبل أكثر إشراقا إن تحويل منطقة الحدة إلى وجهة سياحية متميزة ليس مجرد مشروع تنموي، بل هو رؤية متكاملة تعكس التزام سلطنة عمان بتطوير المناطق ذات القيمة السياحية العالية، وتعزيز التنمية المستدامة التي تحقق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي. 

ومع استمرار الجهود الحكومية والمجتمعية، من المتوقع أن تصبح الحدة واحدة من أبرز الوجهات السياحية في جنوب الشرقية، تجذب الزوار من داخل السلطنة وخارجها، وتسهم في تعزيز الهوية العمانية والمحافظة على التراث الوطني.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*