توسع قطاع الطيران في الشرق الأوسط لمواكبة النمو العالمي  

دبي-وجهات | تعمل دول منطقة الشرق الأوسط بدافع من حرصها على الاستجابة للنمو المذهل في قطاعات الطيران لديها، والتي تتسم بأعداد متزايدة من المسافرين وبتوسع في أساطيل طائراتها، على ضخ مليارات الدولارات في توسيع مطاراتها الحالية وتشييد مطارات جديدة.
وسوف تسلط الدورة السادسة عشرة من معرض المطارات الضوء على عمليات التطوير الضخمة للمطارات والاستثمارات في البنى التحتية الجوية، حيث يعتبر هذا المعرض أهم ملتقى لأعمال صناعة المطارات.
وقال دانييل قريشي، مدير معرض المطارات ومنتدى قادة المطارات العالمية: “يعتبر قطاع الطيران في الشرق الأوسط ضمن أعلى أسواق العالم نمواً. وتنبع حتمية توسيع المطارات من توقع شركات الطيران في كافة أرجاء العالم أعداداً من المسافرين تربو عن 3.7 مليارات مسافر هذا العام، سف يكون للشرق الاوسط حصة معتبرة من هذه الأعداد. كما تؤمن توسعة المطارات وفرة في الفرص لمزودي خدمات ومنتجات صناعة الطيران، والقطاعات المرتبطة بها، وسوف يكون من شأن معرض المطارات تأمين المنصة المثالية التي تمكن اللاعبين في هذه الصناعة من استغلال فرص تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.”

وقد لحظ مركز المحيط الهادئ للطيران أن نشاطات تشييد المطارات في تصاعد، وكشف أن الإنفاق على مشاريع تشييد المطارات في العالم قد ارتفع إلى ما يزيد عن 441 مليار دولار. وقال المركز إن “تشييد المطارات قضية ساخنة”، حيث يشهد الأمر منحى تصاعدياً لا هوادة فيه، ومع وجود استثمارات في المطارات في دولة الامارات لوحدها بقيمة 32.7 مليار دولار هي قيد التنفيذ أو التخطيط، فإن تطوير المطارات في الشرق الأوسط في عداد أهم عاملين من شأنهما دفع الاستثمارات الإقليمية والعالمية بشكل كبير.

وكانت أنجيلا غيتنز، المدير العام لمجلس المطارات العالمي، وهو الجهة العالمية المسؤولة عن المطارات، قد قالت في وقت سابق: “إن المطارات بتعبير بسيط هي أعمال شديدة الاستثمارات، وتعتمد بشكل كبير على اقتصاديات الوفرة. ويتوجب على المطارات الاستثمار حتى في فترات الكساد، بغية تأمين القدرة اللازمة للمسقبل. وسوف ينطوي المستقبل بالتأكيد على تحديات ستواجه المطارات. وسوف ينمو قطاع الطيران بالتأكيد، وسيكون هناك رابحين وخاسرين، إلا أن النمو مسألة حتمية.”
ويندرج مطار آل مكتوم الدولي في دبي ضمن أبرز مشاريع المطارات في المنطقة، مع استثمار بقيمة تربو عن 8 مليار دولار. وقد انتهى هذا المطار الذي يتمتع بطاقة استيعاب سنوية متوقعة تبلغ 12 مليون طن من الشحن، وما بين 160-260 مليون مسافر، من تشييد مبنى مسافرين مساحته 66,000 متر مربع، ومواقف تسمح بركن 64 طائرة، ومدرج بطول 4.5 كيلومتر.
ويعمل مطار دبي الدولي على برنامج بقيمة 7.8 مليار دولار لتوسيع المطار والمجال الجوي، وذلك بهدف تعزيز القدرة الاستيعابية لمطار دبي الدولي من 60 مليون إلى 90 مليون مسافر بحلول العام الحالي. وتتضمن الخطة تشييد مباني مسافرين ومناطق كونكورس إضافية على مساحة مبنية تبلغ 675,000 متر مربع. ومن المتوقع أن تنمو أعمال الشحن لتصل إلى 4.1 مليون طن بحلول العام 2020.
ومن المتوقع أن يتم إنجاز مشروع مطار عجمان الدولي الذي تبلغ تكلفته الاستثمارية 600 مليون دولار في العام 2018، حيث سيقوم المطار بتخديم ما يزيد عن مليون مسافر سنوياً.
ومن المنتظر أن يحظى مطار أبو ظبي في العام 2017 بمجمع مباني جديد، حيث من المتوقع أن يضاعف المشروع الذي تبلغ قيمته 2.9 مليار دولار، من القدرة الاستيعابية لمقر طيران الاتحاد، لتصل إلى 30 مليون مسافر سنوياً. ويعتبر مبنى المسافرين الذي تبلغ مساحته 700,000 متر مربع واحداً من مشاريع البنى التحتية الرئيسية التي يتم تنفيذها في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، وسوف يكون قادراً بشكل مبدئي على التعامل مع 27 مليون مسافر سنوياً.
أما مطار الملك عبد العزيز الدولي في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، فقد شرع في تنفيذ عملية تطويره ثلاثية المراحل، التي تبلغ الميزانية المرصودة لها 1.5 مليار دولار، حيث يهدف المشروع للتعامل مع ما يزيد عن 30 مليون مسافر سنوياً. وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع مجمع مباني برجي، وبرج مراقبة، وطرق ومرافق تبلغ مساحتها 400,000 متر مربع. أما المرحلتان الثانية والثالثة فسوق تعززان قدرة المطار إلى العام 2035 حيث سيتمكن من التعامل مع 85 مليون مسافر.
وقد شرعت سلطنة عُمان بتنفيذ مشاريع طيران تمتد لخمسة أعوام قادمة بتكلفة 6.1 مليار دولار، وهي تتضمن عمليات تطوير جوهرية للمباني في مطاري مسقط وصلالة الدوليين، وإنجاز أربع مطارات إقليمية جديدة في صحار، ورأس الحد، والدقم، وأدم. وفيما تم تخصيص 8% من أصل المبلغ الإجمالي البالغ 6.1 مليار دولار لإنجاز المطارات الإقليمية الأربعة، فإن نسبة 92% المتبقية قد خصصت للمطارين الرئيسيين في مسقط وصلالة. وسوف يقوم مطار مسقط الدولي في عُمان الذي ينتظر أن يتم إنجازه هذا العام، بخدمة ما يزيد عن 12 مليون مسافر سنوياً، وسوف يحصل على توسيع إضافي يمكنه من التعامل مع 48 مليون مسافر سنوياً.
وتعمل البحرين على تنفيذ مشروع قيمته 1.1 مليار دولار لتوسيع مطار البحرين الدولي، بحيث تصل قدرته الاستيعابية إلى 13.5 مليون مسافر سنوياً. وسوف تشهد عملية التوسيع تشييد مبنى جديد للمسافرين تزيد مساحته عن 150,000 متر مربع، إضافة لأبنية أخرى، حيث سيتضمن العمل كافة الأعمال العامة بما فيها الهندسة المدنية، والأعمال الميكانيكية والكهربائية والأعمال الصحية، مواقف الطائرات، ومواقف السيارات، إضافة إلى الأعمال الداخلية والخارجية وأعمال أخرى ذات صلة، والتي من المقرر أن تنتهي بحلول العام 2018.
وما يزال مطار الشارقة الدولي في انتظار إنجاز الخطة الرئيسية 2030. ويرجع الفضل في جل النمو الذي حققته الشارقة في العقد الماضي إلى العربية للطيران، وهي أول شركة منخفضة التكلفة في الخليج. وسوف يعمل مطار الشارقة على مراجعة خطته التوسعية كل خمسة أعوام حتى العام 2030، وقياس مدى استجابتها للنمو.
ومن المنتظر قيام ما يزيد عن 300 من كبرى الشركات العالمية بعرض نطاق منتجاتها وحلولها وخدماتها المتطورة أمام لاعبي صناعة المطارات الإقليمية، وذلك في معرض المطارات ومنتدى قادة المطارات العالمية، اللذان سيحظيان بحضور متوقع يصل إلى 7,000 شخص، إضافة إلى 150 مشتري مستضاف، وما يزيد عن 60 هيئة طيران إقليمية. وسوف تقام الدورة السادسة عشرة من معرض المطارات فوق مساحة إجمالية تبلغ 15,000 متر مربع، وسوف تقدم للحضور ثلاث منصات تشبيك.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*