السلطنة تختتم مشاركتها في اجتماعات منظمة السياحة العالمية في الصين

دعوة الدول المشاركة لحضور المؤتمر العالمي الثاني عن

السياحة والثقافة الذي ستستضيفه السلطنة في ديسمبر المقبل

تشنغدو “الصين” – وجهات

اختتمت السلطنة مشاركتها في اجتماعات الدورة 22 للجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية المنعقدة خلال الفترة من 11 حتى 16 سبتمبر الجاري في مدينة تشنغدو بجمهورية الصين الشعبية، وترأس وفد السلطنة أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، بحضور أكثر من 1100 مسؤول يبحثون قضايا السياحة يمثلون 132 بلدًا حول العالم وبحضور أكثر من 75 وزيرًا.

وسبق الافتتاح الرسمي لأعمال الجمعية العمومية للمنظمة عقد عدة  اجتماعات للجان المنبثقة تحت مظلتها، حيث شاركت السلطنة في اليوم الأول بتاريخ 11 سبتمبر 2017 في اجتماع لجنة السياحة والاستدامة، وناقشت اللجنة التحديات التي تواجه القطاع السياحي وسبل التغلب عليها بما لا يضر بالتنمية المستدامة والمقومات الطبيعية التي تنفرد بها كل دولة عن الأخرى وسبل خلق فرص عمل متجددة في القطاع السياحي، وتعد التنمية السياحية احدى أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة للدول لما لها من قدرة على خلق فرص مدرة للدخل للشعوب وخاصة من ذوي الدخل المحدود، فضلاً عن المساهمة في تحسين أسلوب ونمط الحياة الاجتماعية والثقافية لعموم أفراد المجتمعات المحلية.

وفي اليوم الثاني بتاريخ 12 سبتمبر 2017 عقد الاجتماع الـ 43 للجنة الشرق الأوسط بحضور 17 وفدا، وقد ناقشت اللجنة المشاريع الخاصة بالدول الأعضاء في منطقة الشرق الأوسط، وترجع أهمية هذه اللجنة إلى كونها أحد أهم اللجان الرئيسية في المنظمة والتي تضع وتشرف على تنفيذ كافة أعمال المنظمة في دول الشرق الأوسط وتعقد اجتماعاتها بشكل دوري.

وعلى هامش اجتماعات اليوم الثاني للمنظمة التقى وزير السياحة مع علي أصغر مونسان – مساعد الرئيس الإيراني ورئيس منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث جرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون بين البلدين في المجال السياحي وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الصديقين، مشيداً معالي الوزير الإيراني بما تشهده السلطنة من تطور في مختلف المجالات ومنها المجال السياحي، كما التقى المحرزي مع حسن الإبراهيم رئيس قطاع التنمية في الهيئة العامة للسياحة القطرية بحضور السفير القطري المعتمد لدى جمهورية الصين، تضمن اللقاء تبادل وجهات النظر حول عدد من الموضوعات التي تعزز التعاون السياحي بما يخدم المصلحة المشتركة للشعبين والبلدين الشقيقين.

وفي يوم الأربعاء بتاريخ 13 سبتمبر 2017 عُقد حفل الافتتاح الرسمي لأعمال الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية برعاية حكومة جمهورية الصين وذلك بحضور تشانج قاو لي- نائب رئيس مجلس الوزراء الصيني والدكتور/ طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية وبحضور عدد كبير من أصحاب المعالي رؤساء الوفود الرسمية والمختصين والخبراء والدارسين من حول العالم.

وبعد حفل الافتتاح عقدت الجلسة الأولى لأعمال الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية بحضور وزاري رفيع المستوى، وسبق ذلك أخذ صورة جماعية لرؤساء الوفود المشاركين، وناقشت الجلسة موضوع السياحة وأهداف التنمية المستدامة –إقامة الشراكات في سبيل التنمية ومثال مبادرة طريق الحرير، ومناقشة تقرير المجلس التنفيذي الذي تم رفعه الى الجمعية العمومية للمنظمة، وإقرار المبادئ التوجيهية لمشروع الاتفاقية الإطارية لمنظمة السياحة العالمية لآداب السياحة وتعيين لجنة متخصصة لإعداد المشروع النهائي، وتحقق هذه المبادئ التوجيهية الخاصَّة هدفين اثنين: أولًا: توفير الصبغة القانونية فيما يتعلّق بالجدول الزمني وعمليّة وضع الصيغة النهائية لنصّ هذه الاتّفاقية الدولية وإمكانيّة اعتمادها، وثانياً: اقتراح إطار عملي يتّسم بكفاءة إدارة الوقت تعتمده الجمعية العامة لدى النظر في أيّ ملاحظات أو تعديلات مقترحة من قبل الدول الأعضاء على نصّ مشروع الاتّفاقية .

وقد أكَّد الدكتور طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية على أن هذا الاجتماع يعد فرصة فريدة لجمع أهل القطاع حول الهدف المشترك القاضي بجعل السياحة محركًا فعليًا يدفع عجلة التنمية المستدامة بما يساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وسيحدّد خطوات المنظمة للفترة 2018 – 2019، مؤكدًا أن الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية تشكّل المناسبة المثلى لجمع قادة القطاع السياحي في العالم، لذا لا بدّ لنا من أن نستثمر هذه الفرصة لبحث سبل تمكين قطاع السياحة من أداء أدواره في التنمية والاقتصاد والتعايش بين الشعوب والأمم. وأضاف أن انعقاد هذه الجمعية فرصة متاحة لنا لتعزيز القطاع في ظلّ التغيّرات اولتي يواجهها.

وفي الجلسة الثانية لأعمال الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية التي عقدت يوم الخميس بتاريخ  14 سبتمبر 2017م، تم الإعلان عن اختيار الأمين العام الجديد للمنظمة وهو زوراب بولوليكاشفيلي من جمهورية جورجيا الذي حصل على أعلى نسبة من الأصوات واجماع وتوافق جميع الأعضاء خلال جلسة خاصة، وبذلك سيكون الأمين العام الجديد لمنظمة السياحة العالمية خلال الفترة الممتدة من عام 2018-2021 خلفاً للدكتور/طالب الرفاعي -الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الحالي والذي ستنتهي فترة رئاسته للمنظمة نهاية عام 2017م.

أما في يوم الجمعة  بتاريخ 15 سبتمبر 2017م عقدت أعمال الجلسة الثالثة للجمعية العمومية، حيث تم مناقشة برنامج العمل العام للفترة من 2016-2017م، ومناقشة التقرير حول السنة الدولية 2017م للسياحة المستدامة في سبيل التنمية، والحديث حول اتفاقية منظمة السياحة العالمية لحماية السائح وحقوق وواجبات مقدمي الخدمات السياحية، ومناقشة الجهود التي قامت بها المنظمة الدولية للسياحة المستدامة والقضاء على الفقر ST-EP، كما تم تسليط الضوء على الحسابات الإدارية التي تم مراجعتها للفترة من 2014 -2015 والوضع المالي للمنظمة وتقرير مرحلي لما بعد تطبيق المعايير المحاسبية الدولية للقطاع العام ووضع الموارد البشرية للمنظمة والإشارة الى الاتفاقيات التي أبرمتها المنظمة مع دول العالم خلال نفس الفترة والتي تجاوزت مائتي اتفاقية.

وفي الجلسة الرابعة تم مناقشة عدد من الموضوعات المهمة بالقطاع السياحي، كما تم الحديث عن يوم السياحة العالمي الذي يصادف 27 سبتمبر من كل عام والأنشطة والبرامج التي ستصاحب هذه المناسبة، كم تم اعتماد الشعارات وتحديد البلدان المضيفة لعام 2018 -2019، كما تم الإعلان عن أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة وتسليط الضوء على تقرير اللجنة العالمية لآداب السياحة والحديث عن مسودة اتفاقية منظمة السياحة العالمية الإطارية لآداب السياحة، كما تم استعراض واعتماد مشاريع قرارات الدورة الثانية والعشرين للجمعية العامة، كما تم الإعلان عن استضافة الاتحاد الروسي للدور الثالثة والعشرين للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية في مدينة سانت بطرسبرغ في النصف الثاني من عام 2019م بعد سحب جمهورية الأرجنتين قرار ترشحها لاستضافة الدورة القادمة، والحديث حول التحضيرات للاحتفالات الرسمية بيوم السياحة العالمي 2017 المزمع عقده بدولة قطر، وستتضمَّن الاحتفالات ملتقًاً فكرياً رفيع المستوى وجلسات ومؤتمراً يتناول الركائز الخمس للسنة الدولية 2017 وهي: النمو الاقتصادي المستدام، الدمج الاجتماعي وتوليد فرص العمل والحدّ من الفقر، كفاءة استخدام الموارد وحماية البيئة والتغيّر المناخي، القيم والتنوّع والإرث الثقافي، التفاهم المتبادل والسلام والأمن.

كما تم الحديث خلال الاجتماع حول المؤتمر العالمي الثاني حول السياحة والثقافة الذي تستضيفه السلطنة خلال شهر ديسمبر القادم، وتم توجيه الدعوة من قبل الأمين العام والمختصين بالمنظمة إلى كافة الدول وصناع القرار والمختصين والباحثين والمهتمين بالقطاعين من كافة دول العالم للمشاركة في فعاليات المؤتمر، حيث سيسلط الضوء على العديد من القضايا المهمة للوصول إلى رؤية مشتركة لخدمة القطاعين السياحي والثقافي وبناء خارطة طريق لمستقبل القطاعين خلال الفترة القادمة، وقد أبدت الكثير من الدول رغبتها بزيارة السلطنة والمشاركة في فعاليات المؤتمر خلال الفترة من 11-12 ديسمبر 2017م.

جدير بالذكر أن السلطنة ممثلة بوزارة السياحة تحرص على المشاركة في اجتماعات المنظمة والاستفادة من خبراتها المتعددة في مجالات الدعم الفني والإحصاءات السياحية والتدريب والتخطيط الاستراتيجي المستدام لقطاع السياحة والترويج والاستثمار في المجال السياحي بما يخدم الأهداف المنشودة للرقي بهذا القطاع  المهم في السلطنة، وقد قامت المنظمة بدور فعّال بالمساعدة في التحضير والإعداد للاستراتيجية العمانية للسياحة والتي تمتد حتى عام 2040م والتي تم الانتهاء منها مؤخراً.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*