الحجري: جهود لاستقطاب المستثمرين مع التركيز على تجربة الزائر للمحافظة واستدامة النشاط السياحي
تطوير وتأهيل الخدمات في مسفاة العبريين وواحة بهلا لتعزيز السياحة التراثية
نزوى – العُمانية|
تشهد محافظة الداخلية نهضة تنموية ملحوظة تعكس التزام الحكومة بتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين مع نقلة نوعية في المشروعات الخدمية بالطرق والحدائق والأسواق والميادين والمماشي الصحية.
وأشارت الإحصاءات الأخيرة إلى أنه تم تنفيذ 79 مشروعا بمحافظة الداخلية بتكلفة تقديرية تبلغ 10 ملايين و997 ألف ريال عُماني؛ لتسهم في رفد البنية الأساسية للمحافظة وخدمة جميع الجوانب المجتمعية بها.
68 مشروعا
كما يجري حاليًّا تنفيذ 68 مشروعا بالمحافظة بتكلفة تصل إلى 30 مليون و593.4 ألف ريال عُماني، حيث ستقدم دورا حيويًّا في تحسين جودة الخدمات المقدّمة للمجتمع التي تشمل تحسين شبكة الطرق والمماشي الصحية والحدائق، بالإضافة إلى 36 مشروعا في مراحل إجراءات التعاقد بتكلفة تقديرية تبلغ 19 مليونا و867.4 ألف ريال عُماني.
وأكّد سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الدّاخلية على أن هذا العدد الكبير من المشروعات تشير إلى الجهود المبذولة لتطوير مشروعات جديدة تلبّي احتياجات المواطنين، مع التركيز على تسريع عملية التعاقد لضمان التنفيذ في أقرب وقت وفق المعطيات التعاقدية.
تنمية مستدامة
وقال: إن محافظة الداخلية تسعى إلى تنفيذ 14 مشروعا جديدا خلال المرحلة القادمة بتكلفة إجمالية تتجاوز 13.4 مليون ريال عُماني تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وتحسين مستوى المعيشة، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تسهم هذه المشروعات في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين الخدمات الأساسية.
وأضاف: أن الاستراتيجية التي تعمل عليها المحافظة ترتكز على النهوض بالمقومات الطبيعية والتراث الثقافي والطبيعي وتحقيق شراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص من أجل إيجاد فرص استثمارية تسعى من خلالها إلى تحقيق عائد اقتصاديّ وتنمويّ وتعزيز القيمة المضافة، مضيفًا أن المحافظة تسعى إلى تفعيل الإدارات المحليّة للولايات من خلال إشراكها في إعداد خطط وفرق العمل المشتركة.
وأشار إلى أن المحافظة تسعى خلال المرحلة القادمة لتعزيز البنية الأساسية بالولايات التابعة لها لاستقطاب المستثمرين مع التركيز على تجربة الزائر للمحافظة واستدامة النشاط السياحي على مدار العام، موضّحا أن المحافظة أطلقت العديد من المشروعات التي توفر فرصًا للمستثمرين من بينها مشروع تطوير مدخل ولاية نزوى الذي تم الانتهاء من تنفيذه خلال هذا العام، ومشروع حديقة نزوى العامة وتم الشروع في تنفيذه وفق البرنامج الزمني.
بوليفارد الداخلية
كما تنفذ المحافظة حاليًّا مشروع حديقة الجبل الأخضر العامة ومشروع ميدان الداخلية “بوليفارد الداخلية” الذي وصل إلى مرحلة نهائية في الإسناد والبدء في تنفيذه ومشروع واجهة جبل شمس “جراند كانيون”، حيث وقّعت المحافظة على عقد تنفيذ الخدمات الاستشارية للمشروع ومشروع “محطة النقل العام التكاملية بولاية نزوى” الموقّع عليه مع أحد المطورين العقاريين لتنفيذه كأول محطة للنقل العام في سلطنة عُمان (بنظام الاستثمار)، ومشروع” أصالة في بهلا”.
وقد سعت المحافظة إلى تعزيز السياحة التراثية في بعض ولايات المحافظة لرفع كفاءة البنية الأساسية والخدمات العامة في تلك المواقع، حيث تُنفذ المحافظة حاليًّا مشروع ترميم سور حارة العقر ومشروع تبليط الممرات بالحارة، كما أعلنت عن مناقصة تطوير وتأهيل الخدمات في مسفاة العبريين بولاية الحمراء ومناقصة تطوير وتأهيل واحة بهلا، وتأمل المحافظة من خلال هذه المشروعات تحقيق ورفع المؤشرات السياحية بالمواقع التاريخية والتراثية، إضافة إلى الفعاليات والمهرجانات المختلفة مثل صيف الجبل الأخضر والفعاليات الشتوية ومنها سباق “همم” للجري الجبلي ومهرجان سمائل وغيرها من الفعاليات في الحدائق والمنتزهات.
تعاون
وبيّن محافظ الداخلية، أن هناك تعاونا وثيقا بين المحافظة ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني كونها أحد أهم الشركاء المعنيين بالتخطيط الحضري، نتجت عنه العديد من المشروعات والمبادرات مثل مشروع المخطط الهيكلي لـ (نزوى الكبرى) الذي تم الانتهاء من المرحلة الأولى من إعداد المخطط الهيكلي بالتعاون مع قطاعات مختلفة مثل التعليم العالي والبحث العلمي والخدمات التجارية وقطاع السياحة الطبيعية والتراثية، ومن أبرز المشروعات الإسكانية التطويرية مشروع الواجهة الجبلية بولاية الجبل الأخضر ومشروع حصن الزين بولاية بدبد الذي يهدف إلى إيجاد بيئة سكنية مستدامة لسكان المحافظة، ومشروع واجهة جبل شمس (جراند كانيون) في ولاية الحمراء على ارتفاع 3 آلاف متر عن سطح البحر وبمساحة إجمالية تبلغ 148 ألف متر مربع، واختيرَ أفضل مشروع إنمائي ضمن منافسة المحافظات لعام 2024م تنفيذا للتوجيهات السامية في تنمية المحافظات ومواءمة برامجها مع مستهدفات رؤية “عُمان 2040” بالإضافة إلى مشروعات الأحياء السكنية حيث أُنْشِئ عددٌ من الأحياء السكنية في (ردة البوسعيد) بولاية نزوى.
تجديد حضري
وأوضح أن محافظة الداخلية نالت نصيبها في مشروعات التجديد الحضري في ولاية الحمراء وتتمثل في مشروع (تجديد حارة الحمراء القديمة) عبر مزج تاريخ الحمراء الغني واحتياجات الاقتصاد الحديث، ما يضمن الحفاظ على التراث المعماري الفريد لسلطنة عُمان وإرساء الأساس للنموّ المستقبلي، ومن المتوقع أن تصبح الحارة القديمة نموذجًا للتجديد الحضري المستدام.
وأشار إلى أنه هُيِّئَ عددٌ من المواقع ذات الأهمية لجعلها أماكن نابضة بالحياة لإبراز مقوماتها الحضرية بما يلائم تطلعات وزارة التراث والسياحة لتصبح واجهة سياحية رائدة تخدم الأهالي وأبناء المحافظة بشكل عام، مؤكدًا على أنه ما زالت هناك دراسات وبحوث تخطيطية قيد الإجراء لاستحداث مواقع استثمارية جديدة في محافظة الداخلية سيتم الإعلان عنها لاحقًا وفق سياسات الاستراتيجية العُمرانية الشاملة ورؤية “عُمان 2040”.
تطوير المواقع السياحية
وفيما يخص القطاعين السياحي والتراثي، بيّن الحجري أن محافظة الداخلية ركزت على تحسين وتطوير المواقع السياحية بمختلف ولاياتها بالتعاون مع إدارة التراث والسياحة بالمحافظة والتنسيق المشترك لإقامة مهرجانات سياحية في المواسم الصيفية والشتوية، كما تم طرح مناقصات ومزايدات في مجال تطوير قطاع الحدائق والتشجير، مشيرًا إلى أن المحافظة تعمل على تهيئة الطرق لتسهيل الوصول للمواقع السياحية إضافة إلى تهيئة المواقع الأثرية أمام الحركة السياحية.
وأكد على أن المحافظة تولي اهتماما كبيرا بالقطاع السياحي لما تتميز به من مقومات سياحيّة متفرّدة ومعالم طبيعيّة وتاريخيّة وثقافيّة فهي مقصد للسياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها طيلة العام، ومن هذه المواقع قلعة نزوى، وقلعة بهلا التي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي، وحصن جبرين، وحصن سمائل، وفلج دارس وفلج الخطمين وفلج الملكي التي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي.
وقال: إن المحافظة تشتهر بالعديد من الأسواق التقليدية مثل أسواق نزوى وبهلا وفنجا، إضافة إلى الحارات القديمة، والنزل السياحية التي تمتاز بها المحافظة وتوفر تجربة استثنائية تُعرف بأصالة الحضارة العُمانية، مشيرا إلى أن الجبل الأخضر يعد أحد أهم المزارات السياحية بفضل مناخه المعتدل وجمال مفرداته الجيولوجية حيث تم تطوير قرية السوجرة بالجبل الأخضر لتكون رافدا سياحيًّا خاصة لمحبّي سياحة المغامرات إضافةً إلى المواقع السياحيّة الأخرى مثل جبل شمس وقرية مسفاة العبريين في ولاية الحمراء، وكهف الهوتة وغيرها.
وأضاف أن “متحف عُمان عبر الزمان” بولاية منح بمحافظة الداخلية يمثل أيقونة عمرانية تعرّف الزوار بتاريخ سلطنة عُمان ونهضتها والنقلة النوعية بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها.