السياحة البحرية في عُمان أحد الروافد النوعية المهمة في ظل مقومات جغرافية وطبيعة بحرية
مسقط – تقرير “وجهات”: يوسف بن أحمد البلوشي|
شاركت سلطنة عُمان ممثلة في وزارة التراث والسياحة في معرض الغوص والذي يقام في ألمانيا خلال الفترة من 25 – 29 سبتمبر الجاري.
وتهدف المشاركة للترويج عن سياحة الغوص التي تتمتع بها سلطنة عُمان في ظل المقومات السياحية المتعددة لمثل هذه السياحة. وقام المختصون بالتعريف بالمواقع والمناطق التي تزخر بها عُمان لمثل هذا النوع من السياحة، إضافة إلى الترويج لمواقع الجذب السياحية الأخرى.
وتشهد السياحة البحرية في عُمان إقبالاً كبيراً بتعدد أشكالها وأنواعها؛ إذ أصبحت أحد روافد السياحة النوعية المهمة وذلك لما تزخر به السلطنة من مقومات جغرافية وطبيعة بحرية، وتشكّل مساحة الشواطئ في السلطنة 3165 كيلومترا مربعا من مساحتها، وهو ما يجعلها واحدة من البلدان المهيأة لاستضافة الرياضات البحرية، إذ تتعدد أشكال الرياضات والمناشط البحرية والمائية وتعتبر من أهم مناشط الترفيه التي يُقبل عليها السياح بكثرة، ومن أبرزها الغطس السطحي ورحلات مشاهدة الدلافين والغوص للأعماق ومشاهدة الغروب، وتوجد بالسلطنة مؤسسات تعنى بالسياحة البحرية وتروّج لها كما توجد مؤسسات فندقية ومطاعم راقية تلبي حاجة السياح وتوفر مناخًا من المتعة والترفيه
ًوتدعم وزارة التراث والسياحة كل ما يحقق للسلطنة القيمة المضافة والسياحة البحرية هي واحدة من الروافد السياحية النوعية والتي توليها الوزارة اهتماما كبيرا إذ تتمتع السلطنة بشواطئ وأماكن جميلة لممارسة هذا النوع من السياحة، كما تعمل الوزارة على استقطاب السياح للاستمتاع بجمال عمان واكتشاف البيئة البحرية فيها
ويوجد في السلطنة العديد من الأماكن لممارسة هذا النشاط وهي فرصة لاستكشاف هذه الأماكن وجعلها وجهة للسياحة في المستقبل، إذ تتمتع السلطنة بثروة كبيرة من الشعاب المرجانية وتنوع الأحياء البحرية المبهرة تتضمن الكائنات البحرية الصغيرة وأيضا الكبيرة كالدلافين وأسماك القرش والحيتان وسط مناظر آسرة للعين والعقل.
وتزخر السلطنة بأماكن كثيرة لممارسة نشاط الغوص الرائج بين أوساط السياح الأجانب ويختلف كل موقع بطبيعته عن الآخر إذ إن بعضها لا تتطلب مهارات كثيرة للغوص فيها، ويتسم الغوص في محافظة مسقط بالسهولة وذلك لأن العمق ليس كبيرًا كما أن التيارات المائية قليلة جدًا، وكذلك هناك بعض الأماكن التي تحتاج إلى بعض المهارات للغوص فيها، كما أن بعضها تتطلب التدريبات الخاصة والتقنيات العالية لممارسة الغطس فيها، حيث إن لكل مكان تجربته الخاصة وجماله وسحره ويبعث الحماس في النفس لسبر أغوار هذا المكان واستكشاف أسراره.
وتعد محمية جزر الديمانيات ومحمية بندر الخيران وشاطئ السوادي وجزر الحلانيات وجزيرة مصيرة وجزيرة الفحل من أشهر الأماكن لممارسة الغوص في السلطنة إذ إن الغواص ينبهر لما يجده بداية من صفاء المياه وتنوع الكائنات البحرية الصغيرة منها والكبيرة والسلاحف البحرية المنتشرة
وتعد محمية جزر الديمانيات واحدة من أجمل الأماكن التي يرتادها محبو السياحة البحرية؛ وذلك لوجود العديد من الطيور والأحياء البحرية وروعة شواطئها ذات الرمال الناعمة وجمال بيئتها وجزرها الخلابة والتي حافظت بقدر كبير على طبيعتها البكر، وهي تعد من المحميات ذات التراث الطبيعي والغنية بمكونات الجمال وهي تقع ضمن مشروع الحاجز المرجاني الأعظم، كما تضم الجزر عدة مواقع للغوص مقسّمة على مختلف الجزر ما يجعلها المكان المثالي للغواصين الذين لا يملكون المهارة الكبيرة.
وتتميز جزيرة مصيرة في محافظة الوسطى – أكبر جزر السلطنة – بكونها من أفضل الوجهات لعشاق الرياضات البحرية وخاصة ركوب الأمواج وركوب الدراجات المائية والتزلج على الماء والغوص وغيرها من الأنشطة التي يمكن ممارستها في الجزيرة، كما تقام فيها مسابقات الطيران الشراعي على الأمواج، وتشتهر الجزيرة بوجود مختلف أنواع الطيور فيها وكذلك الأحياء البحرية المتنوعة والنادرة.
وتنفذ هيئة البيئة بالتعاون مع وزارة الدفاع بيم حين واخر مشروعا لإغراق المعدات العسكرية الخارجة عن الخدمة لإنشاء متحف تحت الماء وبيئة ملائمة لنمو الشعاب المرجانية وتكاثر الكائنات البحرية، وذلك بمحمية الديمانيات الطبيعية.
ويهدف المشروع إلى تأهيل وزيادة مساحات الشعاب المرجانية وتعويض المفقود منها بفعل التأثيرات الطبيعية والبشرية، وإيجاد نظام بيئي جديد يضاهي الشعاب المرجانية الطبيعية، ويتوقع أن يجذب الموقع الكثير من الكائنات البحرية بمختلف الأحجام، وهو فكرة مبتكرة لإنشاء متحف معدات عسكرية تحت الماء، ودعم السياحة البيئية عبر إنشاء مزار سياحي مميز ومبتكر للسياح ولهواة الغوص يدعم الحركة السياحية لسلطنة عمان بشكل عام، وتخفيف ضغط الزوار على مواقع الشعاب المرجانية الطبيعية في محمية جزر الديمانيات.