بروكسل – العُمانية|
أظهرت بيانات الاتحاد الأوربي المتمثلة في خدمة كوبرنيكوس للتغير المناخي (سي ثري إس)، أن يوم 22 يوليو 2024، كان اليوم الأكثر سخونة الذي تم تسجيله على وجه الأرض، على الإطلاق حتى الآن.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية للفترة بين عامي 2030 و2050، إلى أنه إذا لم يتم اتخاذ تدابير ضد التغير المناخي، فإنه من المحتمل حدوث 250 ألف حالة وفاة مبكرة إضافية سنويًّا بسبب الظواهر الجوية القاسية والمتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة، وسوء جودة الهواء، وانعدام الأمن الغذائي، والأمراض المعدية.
وأوضح مدير خدمة كوبرنيكوس، كارلو بونتيمبو، أن أوروبا شهدت ارتفاعًا في درجات الحرارة على مدار العقود القليلة الماضية، بواقع مرتين مقارنة بالمعدل العالمي.
وأرجع بونتيمبو ذلك إلى عوامل مختلفة، أحدها القطب الشمالي – تم تضمين جزء منه في تعريف المعهد لقارة أوروبا- والذي ربما يمثل إحدى أسرع مناطق العالم التي ترتفع فيها درجات الحرارة.
وهناك سبب آخر، يتمثل في ذوبان الجليد والثلوج في الجبال، وفي سهل وسط أوروبا.
وأضاف بونتيمبو أن موجات الحر في أوروبا أصبحت أكثر تكرارًا وقوة، وأن ذلك سوف يستمر لفترة أطول من ذي قبل، مضيفًا: “هذا أمر يجب أن نعتاد عليه”. زيادة معدل الظواهر الجوية الحادة في أوروبا وتمثل موجات ارتفاع الحرارة، واشتعال الحرائق نتيجة لذلك، خطورة على السكان في أنحاء القارة، وعلى سبل معيشتهم، وعلى الحيوانات والمحاصيل الزراعية، ما يخلف خسائر تقدر بملايين اليورو.
وفي نهاية يوليو، كانت جميع مناطق إسبانيا، عدا جزر الكناري، في حالة “تأهب باللون البرتقالي”، مع تحذيرات من أن درجات الحرارة القصوى سوف تصل إلى 39-40 درجة مئوية، بحسب ما ذكرته وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية “ايميت”.
وأدت موجة الحر إلى ارتفاع معدلات الحرارة في جنوب فرنسا. وقالت خدمة الأرصاد الجوية الفرنسية: إن من المنتظر أن تشتد الحرارة بشكل كبير، في أجزاء واسعة من جنوب فرنسا، وقد تتجاوز أربعين درجة في بعض المناطق.
وأعلنت منطقة باريس يوم الاثنين الماضي، تفعيل خطة مواجهة موجة الحر في منطقة إيل دو فرانس، حيث ستكون “جودة الهواء سيئة”، بحسب مرصد “إيرباريف” المعني بقياس نقاء الهواء في العاصمة. وتتضمن الخطة الإقليمية توزيع أكثر من 5ر2 مليون زجاجة مياه في وسائل النقل العام، وما يقرب من 200 ألف قبعة ومروحة وزجاجة مياه على جمهور الفعاليات الأولمبية.
وفي الوقت الذي تعرضت فيه مناطق شمال إيطاليا لعواصف وأمطار غزيرة، نجم عنها فيضانات وانهيارات أرضية، خلال الأسابيع الأخيرة، يواجه الجزء الجنوبي من إيطاليا موجة جفاف واسعة. وحذرت الرابطة الوطنية لمجلس مياه الزراعة في إيطاليا، الأسبوع الماضي، من أنه في غضون ثلاثة أسابيع “لن تكون هناك مياه للزراعة” في وسط وجنوب البلاد.
وفي جزيرة صقلية، تتصاعد الاحتجاجات بسبب قلة إمدادات المياه، وأدى الجفاف إلى نقص بواقع 60 بالمائة في خزانات المياه، ما دفع السلطات المحلية إلى تقنين استخدام المياه في مدينة باليرمو الرئيسية، وفي 50 بلدية أخرى.
وضربت فيضانات واسعة سلوفينيا العام الماضي، وخلفت خسائر تقدر بمليارات اليورو، ولا تزال عملية إعادة الإعمار جارية.
ومرة أخرى، تسببت الأمطار الغزيرة هذا الصيف في فيضانات وانهيارات أرضية في المناطق الأكثر تضررًا.
وأدى عدم سقوط أمطار إلى حرائق غابات في منطقة كراس الجنوبية الغربية، منتصف يوليو الماضي، وهي المنطقة نفسها التي تعرضت لأكثر الحرائق تدميرًا في تاريخ سلوفينيا، عام 2022.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، يانيز ليناريتش، إن المفوضية الأوروبية تتوقع صيفًا آخر من الظواهر الجوية القاسية، حيث يواجه جنوب أوروبا درجات حرارة مرتفعة، ويواجه وسط وشمال أوروبا أيامًا من الأمطار الغزيرة.
وفي حين أن أعمال الحماية المدنية اختصاص وطني، تستطيع السلطات المحلية، في حالات الطوارئ، طلب دعم عبر آلية الحماية المدنية بالاتحاد الأوروبي.
وتشارك كافة الدول الأعضاء الـ27 بالاتحاد الأوروبي، وعشر دول غير أعضاء، في الآلية التي أنشئت عام 2001. ويقدم مركز تنسيق الاستجابة لحالات الطوارئ التابع للاتحاد الأوروبي، العون، في التعامل مع طلبات المساعدة.
وفي بلغاريا، أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى اندلاع حرائق. وفي يوليو الماضي، شارك أكثر من 1430 فردًا في إطفاء الحرائق بأنحاء بلغاريا.
وقدمت إسبانيا وفرنسا وجمهورية التشيك الدعم لبلغاريا عبر آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي.
كما طلبت مقدونيا الشمالية مساعدة عاجلة لمكافحة حرائق الغابات القوية، وهرعت صربيا وسلوفينيا وتركيا وكرواتيا ورومانيا لتقديم العون. وفي الفترة من يناير إلى يونيو الماضيين، شهدت مقدونيا 73 من حرائق الغابات.
وشهدت ألبانيا موجة حارة، وحرائق غابات الجنوب، في يوليو الماضي وقد تلقت مساعدات من اليونان في إطار آلية الحماية المدنية الأوروبية.
كما تواجه اليونان نفسها حرائق غابات. وتكافح جزيرة إيفيا، ثاني أكبر جزر البلاد، حرائق الغابات منذ يوم الاثنين الماضي، حيث يعمل مئات من رجال الإطفاء في الموقع.