يكتبه: حمدان البادي|
أين يسكن الأغنياء والمشاهير أثناء سفرهم؟. قد يبدو السؤال غريبا، لأن إجابته ببساطة وجهتهم ستكون الفنادق ذات التصنيف العالي والنجوم السبع التي لا يسكنها عموم الناس أو في أملاكهم الخاصة.
ولمن لا يملك نزله الخاص ولا يرغب أن يكون حاله من حال عموم الناس، أو قد لا تكون له استثمارات في عدة فنادق حول العالم ، فإن بعض الفنادق لديها شيء يناسب هذه الفئة حيث يوجد ببعض الفنادق أجنحة خاصة بأسعار خيالية، وهناك فنادق اكتسبت شهرتها من ثروة روادها مثل برج العرب في دبي وهي فنادق في الغالب لا يتم الإعلان عنها في تطبيقات الحجوزات عبر الهاتف، كما أن بعض الفنادق تقوم بتصميم أجنحة أو فلل خاصة لتناسب فئة معينة من السياح أو الضيوف، على سبيل المثال سمعنا عن الدور الخاص في قصر البستان وحتى العاملون في الفندق غير متاح لهم الوصول إليها، وعن الفيلا في أحد فنادق الجبل الأخضر، ومثلها في صلالة حيث يتم تداول أسعارها الكبيرة وتكلفة حجز الليلة الواحدة في الواتس اب من باب الغرابة.
أتيحت لي دعوة مقدمة من إحدى شركات الطيران والمكاتب السياحية لزيارة أشهر معالم تركيا وفنادقها في وقت سابق بصحبة بعض الزملاء الصحفيين وممثلي مكاتب السفر والسياحة في مسقط وذلك ضمن برنامج سياحي مشترك بين عدة أطراف الهدف منه استعراض البرامج السياحية والخيارات المتاحة للسائح العماني.
ومن الأشياء الملفتة لزيارتنا لفنادق بها اجنحة خاصة لا يسكنها إلا الأغنياء تصل سعر الليلة الى 18 ألف ريال عماني والعهدة على مرشدنا السياحي من أهل الفندق، فكان من الطبيعي وأنا المعتاد على أرخص النزل التي لا تخضع لتصنيف سياحي كان من الصعب أن أصدق هذا المبلغ لولا الحجج والأمثلة التي ساقها المرشد السياحي، والزملاء من المكاتب السياحية عن طلبات تصلهم بميزانيات مفتوحة.
وحسب تفسير أصحاب الفنادق، فإن هذه الأجنحة تشكلت وفقا لرغبات فئة محددة من الزوار ويتم معاملتهم معاملة خاصة وخدمة خاصة حيث يمكن لطائرة عمودية “الهيلوكوبتر” أن تنزل في السطح المقابل للجناح، وجميعها تخضع للخصوصية التي ينشدها بعض المشاهير والاثرياء.
يفعلون ذلك من باب شراء راحتهم، وقد ذكر كاظم الساهر في مقابله تلفزيونيّة بعد “كورونا” أن الكمام كان بالنسبة له نعمة حيث استطاع الحركة بحرية في الأسواق والساحات العامة من دون أن يتعرف الناس عليه.
لهذا قد يكون واحدا من الأسباب التي تجعل من الأثرياء والمقتدرين البحث عن راحتهم. ولولا وجود طلب على الإقامة الفاخرة لما اهتمت بها الفنادق. وبالطبع هذه قاعدة ليست عامة، لأن بعض الأثرياء والمشاهير يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، والبعض يبالغ في الحرص على “البيسة” وهناك بعض الأثرياء بخلاء وبعض المشاهير أعتادوا على “البلاش” وبالتالي يرضون بأي إقامة توفر لهم مجاناً.