يكتبه: حمدان البادي|
كنت أتابع فيلم “القبطان فليبس” الذي يحكي قصة اختطاف سفينة أمريكية قبالة سواحل الصومال، يبدأ الفيلم بصورة عامة للسفينة وهي في ميناء “سلالا ” كما كُتِبَ في الترجمة العربية التي كان من المفترض أن من قام بها إنسان عربي مثقف ومطّلع، وليس الذكاء الاصطناعيّ أو تطبيقات الترجمة في بداية انتشارها، مع يقيني بقدرة الآلة على ترجمة الكلمة وكتابتها بشكل صحيح، لم يكن ذلك خطأ مطبعيا فقد تكرر الأمر في مشهد آخر وهم يشيرون إلى “سلالا ” العمانية في الخارطة، وهو -بالطبع – ليس خطأ متعمدا بقدر ما هو تدقيق لغوي وأيضا دقة في المعلومة.
لم أستغرب الأمر، فالأمية الجغرافية موجودة، وصلالة مشهورة حتى إن عبلة كامل ذكرتها في أحد مسلسلاتها، وشهرة صلالة مستمدة من كونها واحدةً من المدن الموجودة على خارطة السياحة العربية خلال فصل الصيف لذا الخطأ في كتابتها يفترض أن يكون غير وارد.
ومع ذلك يعد الأمر أقل غرابة وكثيرا ما نسمع في نشرات الأخبار العربية نطق غريب عما اعتدنا عليه لأسامي الولايات العمانية التي ترد في الأخبار .
والغريب أن هناك من لا يعرف النطق الصحيح لكلمة “عُمان” و ممن نحسبهم على الثقافة ويفترض أن يكونوا ملمين ومطّلعين على بعض التفاصيل الصغيرة التي تشكل هوية البلدان، فبدلا من أن يقال عُمان بضم العين وهي الضمة التي ترد دائما على الاسم ينطقونها بالشدة ويقال عمّان أو العمّاني وهم لا يدركون أنهم بذلك يشيرون إلى بقعة جغرافية أخرى، يحدث هذا من قبل إعلاميين ومثقفين يتصدرون الشاشات العربية والمؤتمرات ويتحدثون في الشأن العُماني أو العمّاني كما ينطقها البعض .
عُمان من الأسماء القديمة، اسم من التاريخ كان ولايزال حاضرا طوال الوقت في تاريخ المنطقة، وكانت عُمان في القدم موطنا للقبائل العربية التي قدمت إليها حسب ما يشير إلى ذلك موقع البوابة الإعلامية لسلطنة عُمان حيث ورد فيما يخص سبب التسمية أنه يرتبط بهجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عُمان في اليمن كما قيل إنها سميت بعُمان نسبة إلى عُمان بن إبراهيم الخليل – عليه السلام – وقيل كذلك إنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم.