دبي – وجهات |
مع توقع وصول أعداد المسافرين في الشرق الأوسط إلى 429 مليون مسافر هذا العام، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 5.4% عن أرقام 2019، اجتمعت نخبة من أبرز خبراء الطيران في سوق السفر العربي أمس لمناقشة كيفية تغير السوق، وتحديد توقعاتهم لمستقبل السفر الجوي.
وقد أدار الجلسة، التي حملت عنوان “التطلع نحو الأفق للابتكار: كيف تُحدث التكنولوجيا تحولاً في قطاع الطيران”، خبير السفر مارك فراري، وضمت متحدثين من شركة سيريوم والاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، وأفييشن إكس لاب وطيران الرياض.
تظهر الأبحاث التي أجراها اتحاد النقل الجوي الدولي أن حركة الركاب الدولية زادت بنسبة 20٪ في شهر مارس 2024 مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وبهذه المناسبة، قال كاشف خالد، المدير الإقليمي لإفريقيا والشرق الأوسط للاتحاد الدولي للنقل الجوي: إن الابتكار بات عاملاً ضرورياً لتمكين الصناعة من استيعاب هذا النمو الكبير في الحركة الجوية.
وأضاف خالد قائلاً: بدون الابتكار، سيكون المستقبل صعباً للغاية، حيث لا يمكننا الاستمرار في بناء بنية تحتية أكبر بمستوى الركاب الذي نتوقعه، لذلك يتعين علينا أن ننظر إلى كيفية إدارة الركاب والبضائع بشكل مختلف من خلال الحلول الرقمية والابتكار.
وعلى أرض الواقع، هناك عدد من الابتكارات التي تعمل عليها الصناعة، ليس فقط لجعل الطيران أكثر استدامة، ولكن لاستخدام البنية التحتية بشكل أكثر كفاءة. أحد هذه الحلول هو One ID، حيث نقوم برقمنة الرموز المميزة للركاب، مما يمكننا من تسهيل الركاب بسلاسة، لذا فإن الطريقة التي نستخدم بها البنية التحتية التقليدية للمطارات سوف تتغير بشكل كبير.
إياتا One ID هي مبادرة هوية رقمية تهدف إلى تبسيط وتعزيز سفر الركاب، يقوم هذا النظام الرائد بدمج مجموعة متنوعة من وثائق السفر، مثل جوازات السفر والتذاكر وبطاقات الصعود إلى الطائرة، في رمز رقمي واحد، مما يلغي الحاجة إلى مستندات مادية متعددة، حيث تعمل مبادرة إياتا One ID على تعزيز الأمان وتبسيط عمليات تسجيل الوصول وتسهيل السفر عبر المطارات من خلال توفير حل موحد وفعال لإدارة الهوية وإضفاء طابع رقمي على تجربة المسافرين في المطارات من خلال العمليات التي تعتمد على القياسات البيومترية اللاتلامسية.
وخلال جلسة النقاش، صرح كيفن هايتاور، نائب الرئيس لشؤون المنتجات في شركة سيريوم، أن مشاركة البيانات هي المفتاح لزيادة الكفاءة في مجال الطيران ومساعدة الصناعة على استيعاب الطلب المتزايد.
وقد صرح هايتاور قائلاً: ما يمكن قياسه يمكن تحسينه، وبينما نشارك المزيد من البيانات عبر الحدود، سنبدأ في رؤية الفوائد والنتائج الفعلية اليوم، وفي حين كان اتخاذ القرار يستغرق ساعات، فإن تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي تمكننا من اتخاذ القرارات في ثوانٍ معدودة.
وسيتم إطلاق طيران الرياض، الناقل الوطني السعودي الجديد، في عام 2025 وستكون أول شركة طيران محلية رقميا، وفقا لـ آبي ديف، نائب الرئيس للشؤون الرقمية والابتكار في طيران الرياض.
وقد صرح ديف قائلاً: لقد ازداد بشكل كبير تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في السنوات القليلة الماضية، وبالتالي ارتفعت توقعات العملاء، لذلك لدينا فرصة فريدة لتقديم تجربة مميزة للضيوف مدعومة بالتكنولوجيا لم يسبق لها مثيل من قبل.
وأوضح ديف أيضا أن طيران الرياض ستوفر منصة قوية للشركات الناشئة للتعاون مع شركة الطيران، مما يوفر المزيد من الفرص للابتكار، حيث تعتبر “أفييشن إكس لاب”، وهي جزء من مجموعة الإمارات، حاضنة متخصصة في مجال الطيران مقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي لها بالفعل تأثير كبير في هذا المجال.
يجمع أفييشن إكس لاب بين نخبة من أبرز قادة الصناعة والشركات الناشئة والخبراء للتعاون في حل التحديات الرئيسية وتحفيز الابتكار في قطاع الطيران من خلال التركيز على الاستدامة والسلامة وتجربة الركاب والكفاءة التشغيلية، حيث تهدف أفييشن إكس لاب إلى تحويل مستقبل السفر الجوي من خلال التقنيات المتطورة والشراكات التعاونية.
من جهتها، قالت آمنة الرضا، مديرة شركة أفييشن إكس لاب: عندما ننظر إلى تجربة السفر، فإننا ننظر إلى رحلة الركاب بشكل كلي ونحاول تحديد نقاط الاتصال المختلفة حيث يمكن للتكنولوجيا والابتكار تحقيق التطور والتقدم المنشود.
وأضافت آمنة قائلة: لا يمكننا التحدث عن المستقبل دون التركيز على الاستدامة، حيث لم يعد الأمر يتعلق بأن نكون الأسرع والأكبر بعد الآن؛ بل بات يتعلق الأمر بشركات الطيران التي ستعمل بطريقة مستدامة.