مقال| الدبلوماسية السياحية وصناعة الفرص 

يكتبه: د. رجب العويسي| 

في ظل ما تحظى به سلطنة عُمان من تقدير عالمي واحترام دولي لسياستها الخارجية ومواقفها الداعمة لقضايا الامن والسلام والتنمية والحوار والتعايش، والميزة التنافسية النسبية التي تتميز بها سلطنة عمان في ظل موقعها الجيوسياسي وموانئها على طريق التجارة العالمي؛ وما تشكله المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والمناطق الاقتصادية الحرة في صلالة وصحار وغيرها من بيئات سياحية لها حضورها في الخريطة السياحية العمانية. 

على أن ما رافق هذه الميزة التنافسية السياحية من أبعاد امنية وثقافية واجتماعية عززت من بناء السياحة الثقافية والتراثية ، لما تزخر به سلطنة عُمان من مواقع أثرية وتراثية وحضارية وموروث حضاري مادي وغير مادي متفرد، وقيم وعادات التسامح والتعددية والمشتركات، والتي أصبحت تمثل مرتكزات أساسية لبناء سياحة مستدامة، فإن ما اتخذته سلطنة عُمان من توجهات نحو تعزيز السياحة الوافدة والإجراءات التنظيمية والعملية لتسهيلها وتعظيم حضورها الإيجابي مع ضمان المحافظة على الثوابت الوطنية والسمت العماني، محطات أعطت الدبلوماسية السياحية بما تمثله من تبادل وجهات النظر وأفضل الممارسات السياحية وتعزيز التبادل الثقافي والتجارب السياحية الصيلة الثقة في ضمان الانطلاقة نحو سبر عمق هذا المجال وتوفير الممكنات لدعمه. ولعل ما يجسد الدبلوماسية السياحية العمانية هو جهود سلطنة عُمان المتواصلة نحو الترويج للسياحة العمانية والخيارات والميزة التنافسية والفرص الاستثمارية المتاحة، ومسار التنوع الثقافي والسياحة التراثية، وحضورها في مختلف المنصات واللقاءات السياحية العالمية، ومنها معرض بورصة برلين الدولي للسياحة في مارس لعام 2024 وغيرها من معارض السياحة الأخرى الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، الامر الذي قدمت فيه الجهات المعنية بالسياحة وبالتعاون مع سفارات سلطنة عُمان وقنصلياتها حول العالم، محطات نوعية إعلامية وترويجية في التعريف بالسياحة الثقافية والتراثية والفرص المتاحة لتعزيز اقتصاد السياحة العمانية. 

لقد شكلت السياحة أحد أهم اجندة العمل الوطنية سواء في لقاءات جلالة السلطان المعظم وزياراته الخارجية ومنها لزيارته لجمهورية سنغافورة في ديسمبر من عام 2023، كما شكلت السياحة كلغة اقتصادية واعدة، أجندة عمل وطنية في جهود الدبلوماسية العمانية، والبيانات المشتركة للقاءات الشراكات الاقتصادية مع دول العالم الشقيقة والصديقة، فإن ما يمكن أن تقدمه السياحة الدبلوماسية اليوم من فرص، وتوفره من خيارات وبدائل اكثر من حصرها في مجال سياحي معين، لتبقى السياحة مفتاح الحديث الاقتصادي وخيوط اتصال ممتدة في مجالات الاستثمار الواعد وبناء اقتصاد وطني متوازن ومستدام يصنع من الفرص السياحية قوة استمراريته ومدخلات نجاحه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*