جمعية البيئة العُمانية تحتفل بإنجاز مشروعها للحدِ من الإضاءة الاصطناعية وحماية السلاحف البحرية

مسقط – وجهات|

 نظمت جمعية البيئة العُمانية مؤخراً حلقة عمل في جزيرة مصيرة تحت عنوان “حلقة مجتمعية حول مكافحة التلوث الضوئي” وذلك في إطار جهودها المتواصلة للحفاظ على أعداد سلاحف الريماني البحرية. 

ركزت الحلقة على الدور المهم الذي يلعبه المجتمع المقيم على السواحل في مصيرة في التخفيف من تأثير التلوث الضوئي على السلاحف البحرية، حيث وافقوا على المشاركة في مشروع رائدٍ يتضمن إعادة تجهيز المنازل الموجودة على شواطئ تعشيش السلاحف بمصابيح كهربائية صديقة للسلاحف وذلك بالتعاون مع هيئة البيئة وشركة بحار المستقبل بتمويلٍ خارجي. وبدعمٍ من هيئة البيئة، وشركة بحار المستقبل، أقيمت “حلقة العمل المجتمعية حول التلوث الضوئي” برعاية الشيخ عبد الحميد بن علي العبري، نائب والي مصيرة رئيس المكتب التنفيذي للجزيرة الصحية، وبحضور المُكرم الدكتور عامر المطاعني، وعدداً من مسؤولي الجهات الحكومية بما في ذلك وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، ووزارة الزراعة والثروة السمكية، وبلدية جنوب الشرقية، مما يبرز الدعم المميز لحلقة العمل التي ركزت على حماية هذه الكائنات المهمة. 

وتقضي السلاحف البحرية أغلب حياتها في المحيطات المفتوحة ثم تعود الإناث إلى الشواطئ ليلاً لتضع بيضها طوال موسم التعشيش. وفي غضون ذلك، فإن الأضواء الاصطناعية الساطعة تشكل مصدر إزعاج للإناث إذ تحد من قدرتها على إيجاد طريق العودة إلى البحر بعد عملية التعشيش. كما تمنع هذه الأضواء صغار السلاحف من التوجه إلى البحر، وغالباً ما يوجد الكثير منها بجوار أضواء الشوارع أو المنازل السكنية.

 يصدُر التلوث الضوئي من الأضواء الاصطناعية الموجودة على الطرق والمنازل وغيرها من البنى الأساسية القريبة من الشواطئ التي تفضلها السلاحف للتعشيش. في عام 2021، أطلقت جمعية البيئة العُمانية مشروعها الرائد للتخفيف من تأثير التلوث الضوئي وتحديث العقارات السكنية باستخدام مصابيح كهربائية صديقة للسلاحف. وقد شاركت سبعة منازل تطوعياً في هذه المبادرة، ومن المتوقع أن يشارك المزيد منها قريباً.

 هدفت حلقة العمل التي عقدت مؤخرا إلى تكريم أصحاب المنازل على مشاركتهم وتشجيع أفراد المجتمع المتبقين على أن يحذوا حذوهم. ‎

وقال المُكرم الدكتور عامر المطاعني، رئيس مجلس إدارة جمعية البيئة العُمانية: تم إدراج السلاحف الريماني في شمال غرب المحيط الهندي على أنها مهددة بالانقراض ضمن القائمة الحمراء للأنواع الصادرة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة. وعلى الرغم من أن هذا النوع يتغذى ويتحرك في شمال غرب المحيط الهندي، إلا أنه يعشش بشكل رئيسي في جزيرة مصيرة وأي إزعاج لعملية التعشيش يكسر حلقة في دورة حياته. ولذا، من واجبنا الحفاظ على هذه الكائنات في جزيرة مصيرة من خلال عملنا مع المجتمع للحد من التلوث الضوئي من خلال تجهيز بعض المنازل ببدائل الإضاءة الصديقة للسلاحف. 

وأضاف: نعتز بكل من شاركنا هذه الجهود البيئة القيّمة والشكر موصول لجميع الجهات الحكومية نظير دعمهم المستمر والمثمر.

 وقال الدكتور الدكتور أندرو ويلسون، المدير المؤسس لشركة بحار المستقبل: لا تقتصر الدعوة إلى الحدّ من تأثيرات الإضاءة على السلاحف على مجتمع جزيرة مصيرة فحسب بل يمتد الأمر ليشكل تحدي عالمي يتعلق بالتهديدات التي تتعرض لها الحياة الفطرية من خلال انتشار الإضاءة الاصطناعية وخاصة إضاءة LED الجديدة. ويهدف هذا التعاون إلى إيجاد حلول تم تطويرها خصيصاً لمواقع تعشيش السلاحف المهمة الأخرى وتحديد الحلول التي تناسب كلاً من المجتمع ومجموعة السلاحف البحرية المهددة بالانقراض.

وستواصل جمعية البيئة العمانية العمل على نتائج ورشة العمل لتطوير وتوسيع هذا المشروع الرائد في الجزيرة. وقد نشرت جمعية البيئة العُمانية مؤخراً رسماً بيانياً باللغتين الإنجليزية والعربية حول تعشيش السلاحف البحرية في مصيرة، والذي يوضح أهمية الجزيرة كموطن تعشيش ويقدم معلومات قيّمة عن هذا النوع. يمكن الوصول إلى هذه الرسوم البيانية مجاناً عبر صفحة الموارد على الموقع الإلكتروني لجمعية البيئة العُمانية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*