مقال| السلوك السياحي الآمن بعد الأنواء المناخية

يكتبه: د. رجب العويسي|

في ظل ما تعيشه سلطنة عمان من انواء مناخية ماطرة، جعلها الله أمطار خير وبركه وعم بنفعها البلاد والعباد، ونظرا لما صاحب هذه الانواء من جريان الأودية والشعاب وارتفاع منسوب المياه في السدود المائية، والفرص المتحققة من ذلك في ارتفاع منسوب المياه في الابار والافلاج، فإنه في الوقت نفسه فرصة لإنتاج وتنشيط الحركة السياحية الداخلية وتوليد سياحة طبيعية خاصة في مناطق الاودية والعيون المائية والأماكن المنخفضات، بما تقدمه من متعة التنزه وفرص الاستجمام والسباحة فيها، ورغبة السكان من المواطنين والمقيمين في الاستمتاع بمناظر الاودية وشلالات المياه.

 ومع ذلك فإن السلوك السياحي الآمن بعد هذه الانواء المناخية الماطرة يجب أن يتجه إلى مزيد من الحرص على أن يكون حاضرا في ثقافة السائح والأسر وأولياء الأمور، ورفع درجة الانتباه والحذر والرقابة الوالدية على الأبناء وبخاصة الأطفال منهم، في ظل استمرار جريان الاودية بغزارة، ووجود مسارات عميقة وبرك مائية غير مدركة من قبل مستخدمي الأودية.

 إن تحقيق سلوك سياحي آمن يستدعي اليوم أن يسلك أولياء الأمور والأسر مسلكا آمنا يقوم على التقيد بالتعليمات التي تصدرها الجهات المعنية، وعدم تعريض أبنائهم للخطر، وإدراكهم للمخاطر التي قد تنتج عن غياب الأبناء عن أنظارهم أو تركهم في هذه الأودية بدون توجيه أو رقابة عليهم. 

وعليه يأتي استخدام أدوات السباحة كأحد الموجهات لبناء سلوك سياحي آمن بما يحافظ على حياة الأبناء ومستخدمي هذه الاودية والبرك المائية والأماكن العميق من الغرق، ما يؤكد اليوم على أن ثقافة السباحة يجب أن تكون حاضرة في مسارات التعليم وبرامجه، واحد الأنشطة السياحية والاقتصادية والاستثمارية التي يجب توجيه ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة إليها وفق الضوابط والقوانين والتشريعات المنظمة لها، لما في رياضة تعليم السباحة واتقان مهاراتها من فرص إيجابية في التقليل من حالات الغرق، ومساعدة مستخدميها على اكتشاف مدى خطورة هذه الأماكن للسباحة، وفي الوقت نفسه فرصة لمزيد من الوعي المجتمعي في ادراك أهمية استحضار أدوات السباحة باعتبارها جزء من السلوك السياحي الأمن في المنخفضات والأودية والبرك  المائية والشواطئ.

أخيرا فمع مزيد من الوعي والحرص، واستشعار عظمة نعمة الأمطار وحاجتنا إليها، والقيمة المضافة التي تحققها للسياحة في بلادنا، نستطيع أن نكون جزءا من صناعة هذا السلوك الآمن، وتحويل فرص جريان الاودية وامتلاء السدود إلى ميزة تنافسية عنوانها، البهجة والفرح والاستمتاع.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*