حلقة عمل حول النيازك في عُمان ومكافحة الإتجار غير المشروع بها.. المحروقي: الاتجار بالنيازك يدر الملايين وهو الثاني بعد تجارة المخدرات عالميا 

نعمل مع شرطة عمان السلطانية والأجهزة الأمنية للحد من الاتجار غير المشروع للنيازك في السلطنة 

مسقط – يوسف بن أحمد البلوشي| 

اكد سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، على اهمية حلقة عمل ” النيازك في سلطنة عمان والتي تأتي ضمن الجهود للحفاظ على هذه الممتلكات الطبيعية ومكافحة الاتجار غير المشروع.

جاء ذلك على هامش الحلقة التي عقدتها الوزارة يوم أمس، مشيرا إلى اهمية الدور الذي تقوم به شرطة عمان السلطانية في جهودها للعمل على استدامة هذا التراث المعماري من حيث ضبط اية محاولات خارج نطاق القانون،  سواء من حيث سرقة المقتنيات أو البحث عنها في مناطق مختلفة حيث تتواجد فيها هذه النيازك في مواقع مختلفة أو محاولة اخراجها من سلطنة عمان بطريقة غير مشروعة. 

وقال المحروقي، انه من الاهمية بمكان معرفة اهمية وكينونة هذه النيازك مهم للغاية. مشيرا إلى ان الكثير منا لا يقدر أن يفرق بين الصخور العادية في الوديان أو النيازك التي تقدر قيمتها بعشرة ملايين دولار بما يعادل ثلاثة ملايين ريال عماني. واضاف: لقد تم في الماضي سرقة بعض القطع النادرة القمرية والمريخية قد تم سرقتها من السلطنة، في وقت كانت إمكانياتنا وقدراتنا على الرصد والمتابعة والبحث ما كانت على كفاءة عالية، لكن اليوم الوضع اختلف بشكل كبير من خلال تعاوننا مع الجهات المعنية سواء شرطة عمان السلطانية او الجهات الأمنية الأخرى حتى نعمل معا للحفاظ على هذه المقتنيات التي تعد الاتجار بها ثانيا بعد تجارة المخدرات عالميا. 

وقالت رياء بنت محمد الكندية مدير عام المتاحف: إن هذه الحلقة تأتي انسجاما مع البرامج والحلقات التي تنفذها المديرية العامة للمتاحف وتسهم في بناء القدرات الوطنية وتمكينها في اختصاصات الحفاظ على التراث الثقافي وإبرازه والتعريف به ومكافحة الإتجار غير المشروع به، وأشارت إلى أن الحلقة تسلط الضوء على برنامج مكافحة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، حيث قامت الوزارة خلال السنوات القليلة الماضية بجهود واضحة لضمان المراقبة والحد من هذه الظاهرة من خلال تفعيل اتفاقية اليونسكو 1970م المتعلقة بالتدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة.

من جهته، أكد المهندس حسين بن علي الغافري مدير دائرة التراث الجيولوجي بوزارة التراث والسياحة، أن الوزارة تضع حلقات عمل للتوعية والتعريف بعلوم النيازك في أولويات برامجها، من خلال التكامل والتنسيق الفوري مع الجهات ذات العلاقة في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالعينات النيزكية، ونشر الوعي بالأهمية العملية للنيازك في سلطنة عُمان والتعريف بالضوابط القانونية والتنظيمية المرتبطة بالنيازك وفقًا لقانون التراث الثقافي وقانون السياحة.

وأكد حرص الوزارة على تمكين العاملين في كافة المنافذ ومأموري الضبط القضائي بآلية مكافحة الإتجار غير المشروع بها والطرق المحتملة بالتهريب في المنافذ البرية والجوية والبحرية، وتعريف الشركات السياحية التي تستقطب أفرادًا وأفواجًا سياحية بأهمية النيازك علميًّا ومعرفيًّا وتنظيميًّا ومكافحة العبث والإتجار غير المشروع والممارسات غير القانونية، وتضمين برامج علمية تكمل جهود المتابعة والحماية في البحث والرصد والتوثيق.

وتضمنت الحلقة عددا من أوراق العمل العلمية، قدمها خبراء ومختصون عاملون في مجال النيازك من بينهم: البروفيسور بيدا هوفمان رئيس قسم علوم الأرض بمتحف التاريخ الطبيعي في بيرن بسويسرا، والبروفيسور إيدوين جنوس رئيس قسم علوم الأرض بمتحف التاريخ الطبيعي بزيورخ في سويسرا، اللذان يعملان ضمن الفريق العلمي العُماني السويسري لمشروع بحث النيازك في سلطنة عُمان والممتد لأكثر من 23 عاما، حيث تمكن الفريق من توثيق أكثر من 7340 عينة نيزكية.

وقُدمت أيضا عروض مرئية في مجال مكافحة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية والجوانب القانونية التي تحد وتضبط مثل هذه الممارسات.


وصاحب الحلقة إقامة معرض تعريفي مصغر عن النيازك وجهود الوزارة في تنظيم هذا الاختصاص وسبل التعريف به، ومكافحة الإتجار غير المشروع بهذا الإرث الوطني المهم، حيث تسعى الوزارة وفقًا لبرامجها المختلفة إلى إقامة المعارض التعريفية بالنيازك، وتنفيذ عدد من الإصدارات التعريفية والعلمية المتخصصة، إضافة إلى المخازن المجهزة وفقا لأفضل الممارسات العالمية.

وهدفت الحلقة إلى تمكين مختلف الشركاء القائمين بأعمال التفتيش الجمركي في المنافذ البرية والجوية والبحرية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الإرشاد السياحي والمهتمين والباحثين في مجال التراث الجيولوجي ومكافحة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، والشركات العاملة في مجال البريد والتخليص والإفصاح الجمركي، ومأموري الضبط القضائي وعدد من المعنيين في المتاحف.

وتأتي الحلقة استكمالا لبرامج الحماية والمتابعة لهذا الإرث الثقافي، حيث إن الوزارة نفذت مشروعا علميًّا بالتعاون مع عدد من المؤسسات العلمية الرائدة مثل متحف التاريخ الطبيعي ببيرن وبالتعاون مع جامعة كورتن في أستراليا وبدعم تقني من الشركة العُمانية للاتصالات “عمانتل” لرصد العينات النيزكية فور دخولها للمجال الجوي في سلطنة عُمان من خلال تركيب عدد من أجهزة الرصد المختلفة، وقد أُعلن عن باكورة النتائج في مطلع أكتوبر المنصرم والتي تتمثل في تمكن المشروع من توثيق ورصد أول عينة نيزكية حديثة السقوط “نيزك الخذف” الذي يعد أصغر عينة نيزكية توثق وتم رصدها عن طريق أجهزة الرصد.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*