مسقط – العُمانية|
أقيمت اليوم الجمعة محاضرة بعنوان “كنوز من محافظة الظاهرة” في المتحف الوطني، نظمتها محافظة الظاهرة ضيف شرف معرض مسقط الدولي للكتاب، واستعرضت عددًا من الكنوز التي يضمّها المتحف ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الــ 28.
واستضافت المحاضرة يونس بن سيف الشهومي أخصائي تفسير متحفي بالمتحف الوطني الذي تحدث عن هذه الكنوز التي يضمها المتحف وهي كنز السلمي وكنز الوقبة وكنز الصَّفَا، إضافة إلى موقع بات وما يضمه من آثار تاريخية مهمة، وقال إنه قد عُثر على كنز السلمي في موقع البرجين بمنطقة السلمي الصحراوية بمحافظة الظاهرة وهو عبارة عن كنز ضخم من المصنوعات المعدنية المخبّأة في مدفن متهدّم يعود للألفية الثالثة قبل الميلاد، كما عثر فيه على أكثر من 500 سلاح معدني، بالإضافة إلى 82 آنية من الحجر والخزف ليصبح بذلك أكبر كنز أثري من نوعه في الشرق الأوسط ومن أهم المواقع الأثرية في سلطنة عُمان.
وذكر أنه تم اكتشاف كنز الوقبة في بلدة صدامة بقرية الوقبة ويتضمن 409 دراهم فضيّة تعود للفترات الإسلامية المبكرة ويعطي هذا الكنز نظرة شاملة عن القوى التي كانت تسيطر على منطقة الخليج آنذاك، وعن النقود المعدنية التي تم تداولها في سلطنة عُمان خلال تلك الفترة.
كما أشار إلى كنز الصفا الأثري المكتشف حديثا في رمال الربع الخالي على بعد حوالي 50 كيلومترًا جنوب غرب ولاية ضنك، و70 كيلومترًا غرب ولاية عبري، وهو عبارة عن موقع صناعي مفتوح للتعدين على مساحة تبلغ 8 هكتارات، ولا يوجد موقع مشابه له في العالم القديم، وبه حوالي 600 قطعة أثرية و200 فرن اُستخدمت لإنتاج الفحم وصهر البرونز، مؤكدًا على أن الموقع لا يزال طور الدراسة. ومن المتوقع أن يوفر معلومات جديدة عن تاريخ التعدين في شبه الجزيرة العربية.
وقال يونس بن سيف الشهومي في حديثه عن موقع بات الأثري إنه يضم سبعة أبنية أثرية يُعتقد بأنها بقايا أبراج وهي دائرية الشكل كمعظم أبراج العصر البرونزي في سلطنة عُمان، ويوجد البعض منها على قمم التلال والآخر على الأراضي المسطحة ما يؤكد الاستخدام المتنوع لها، مشيرًا إلى أن برج مطرية هو أقدم برج معروف في موقع بات، إضافة إلى وجود قصر الخفجي وطوب يحتوي على طبعة ليد أحد البنائين.
كما استعرض ختمًا اسطوانيًّا تم العثور عليه في موقع بات مصنوعًا من الحجر الصابوني في أحد المدافن، ويحتوي على نقش لصفّين متقابلين لحيوان من فصيلة البقريات بقرون طويلة وهي أشبه بالمها العربية، الأمر الذي يدل على أن هذا الختم محلي الصنع.