المتحف الوطني الأردني.. 3 آلاف عمل فني لـ 800 مبدع حول العالم

عمّان – العُمانية|

على مساحة تتوسط جبل اللويبدة بالعاصمة الأردنية عمّان، تتربع مباني المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، يحيط بها العمران التراثي القديم، والحدائق الخضراء، ونباتات الياسمين التي تتعربش على الأسوار، في مشهد يجمع بين القديم والحديث ويستعيد الماضي بعيون الحاضر.

يحتوي المتحف الذي تأسس عام 1980، زهاء ثلاثة آلاف عمل فني تنتمي للفن الحديث والمعاصر في المنطقة، وتتنوع بين اللوحات والمطبوعات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية والإنشاءات الفنية والمنسوجات والسيراميك والطباعة وفن الفيديو، وتحمل تواقيع أكثر من 800 فنان من59 دولة حول العالم.

يضم المتحف الذي يهدف إلى عرض وإظهار التنوع الثقافي في المنطقة، ثلاثة مبانٍ يعود تاريخ إنشاء أقدمها إلى الخمسينات من القرن الماضي، وحديقة تتوافر على مسارح خارجية وألعاب ومنحوتات فنية ومساحات خضراء متنوعة.

ويمكن للزائر مشاهدة عدد من المعارض الزائرة والمحلية وأعمال المجموعة الدائمة للمتحف في المبنيين الأول والثاني للمتحف، إذ تتوزع الأعمال على أربعة طوابق في كل مبنى، ويوفر هذان المبنيان رؤية بانورامية عن المقتنيات المتنوعة في أساليبها الفنية وطريقة عرضها والثقافات التي أنتجتها.

ويحتوي الطابق الأخير من المبنى الثاني على مكتبة واسعة تضم كتبًا متخصصة بالفنون والعمارة، إضافة إلى مجموعة من الدوريات بلغات عدة، ويتيح “ركن الهدايا” المقام في الطابق نفسه للزائرين اقتناء الكتب والمنشورات والبطاقات والملصقات الفنية والصور الفوتوغرافية والمنتوجات الحرفية واليدوية التي قام بتصميمها وإنتاجها تشكيليون محليون. وإلى جوار المتجر يقع مقهى المتحف الثقافي الذي يطل بشرفاته على حديقة المتحف وعلى مناظر خلابة من جبل اللويبدة، حيث البيوت العتيقة تتعانق مع شجيرات الياسمين والأشجار الخضراء والورود على أنواعها.

ويتكون المبنى الثالث للمتحف من طابقين وحديقة، يضم الطابق الأول محترفًا متخصصًا للفن الجرافيكي، مجهّزًا بقاعات خاصة لورش العمل وبمطبعة حديثة، حيث يمكن لطلبة الفنون والمحترفين من الفنانين استخدامها، ويفتح المحترف أبوابه للفنانين الذين يرغبون بعقد دورات تدريبية في فنون الطباعة، أما الطابق الثاني فمخصص لإقامة الفنانين، وتتوفر فيه مساحات وخدمات تساعدهم على إنجاز أبحاثهم ومشروعاتهم الفنية المختلفة.

ومنذ تأسيسه، ينظم المتحف معارض محلية ودولية، ويشارك كذلك في معارض عربية وعالمية، وله إسهامات بارزة في العديد من الحلقات الدراسية والندوات والملتقيات والمؤتمرات.. وهو ينظم زيارات لطلبة المدارس والمعاهد والجامعات، بهدف تعريفهم على أشكال الفنون المختلفة وربط الفن بالحياة كجزء أساسي من عملية التنمية الإنسانية بكل تجلّياتها.

ويعد مشروع “المتحف المتنقل” الذي أُطلق عام 2009، تجسيدًا لهذه المساعي، حيث يجهز المتحف شاحنة أشبه ما تكون بصالة عرض مصغرة تحتوي على أعمال فنية بصرية، وتتنقل هذه الشاحنة لتزور المدن والقرى البعيدة عن العاصمة، وتستهدف المراكز الثقافية والتجمعات الشبابية ومراكز التنمية الاجتماعية، ويتم خلال جولاتها التعريف بالمجموعة الخاصة للمتحف وعقد ورشات عمل فنية متخصصة في الرسم والتصوير.

ويقيم المتحف أيام السبت ضمن مشروعه “نادي الحوار الفني” لقاءات فنية وعروض أفلام ومحاضرات وندوات وأمسيات موسيقية وقراءات سردية وشعرية. وفي عام 2018، أطلق المتحف مشروع منصة “مصنع” الرائد، الذي يهدف إلى فتح المجال للطاقات الشابة واستيعاب تطلعاتها عبر برامج تكاملية ومشروعات تشاركية، تركز على مختلف مجالات الفنون التشكيلية والبصرية، إلى جانب الموسيقى والمسرح والأدب والرقص المعاصر والفنون الأدائية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*