مقال| سياحة الأعراس 

يكتبه: حمدان البادي| 

 قدر لي أن احضر أعراسا في مصر وتونس والقدس وشانلي أورفا التركية، ضمن برامج سياحية لم يكن مدرج في أجندتها الأعراس، لولا أننا نبحث عما لا يمكن إدراكه في دروبنا اليومية من عادات وتقاليد شعبية تتفق في معناها الشعوب وتختلف في تقديمها. 

 في الأعراس يكون الفرح سيد اللحظة التي يتشارك فيها الصغير قبل الكبير وهم يشهدون ولادة حياة بين روحين أتلفتا ليتشاركا بقية العمر، لحظة ينتشي بها الحضور قبل المعاريس على إيقاع الأهازيج الشعبية التي تمنح لتلك الليلة حضورها في لحظة يراد لها أن تظل في الذاكرة، وتضيف لنا الحضور تجربة اجتماعية إلى التجارب التي تزدحم بها ذاكرتنا. 

 وإذا كان الدافع الرئيسي للزواج هو إرادة الحياة الساعية لبقاء النوع، كما قال أحد الفلاسفة، فإن الفرح مدخلا باعثا لهذه الحياة، حيث يتشكل المشهد العام للفرح مع إيقاع الموسيقى والناس التي تأنقت بكل ما توفر لديها لتبدو أجمل من المعتاد وهم يتذوقون طعم الحلوى والقهوة التي تحلّي تلك الليلة.

ولأن الموسيقى هي العنصر المشترك في الأعراس فإن لكل قوم موسيقاهم التي يصنعون بها الفرح، ومن يحركهم إيقاع الصوت الذي يؤديه الناس في مكان ما، قد لا يحرك جماعات اخرى تعتمد على الآلات الموسيقية والدفوف، والبساطة التي تتخذها بعض الشعوب لا تفسد الفرح حتى وإن كان التكلف والبذخ هو المحرك الاساس للأعراس عند البعض للتعبير عن فرحهم.

 العرس لحظة عابرة للتأمل وواحداً من البرامج الذي أخذ يتشكل في فضاءات سياحية مفتوحة بدعوة من بعض الدول التي تشجع على سياحة الأعراس أو حفلات الزفاف عبر تهيئة الأماكن الاثرية والمعالم السياحية المميزة لاستيعاب حفلات الزفاف وحضورها مقتصر على المدعوين فيما يتاح للسياح الاستمتاع بذلك وفقا لما يتيسر لهم من رؤية.

وفي سلطنة عُمان، ومنذ سنوات تشهد بعض الفنادق في العاصمة مسقط حجوزات للقادمين هم وضيوفهم بعاداتهم وتقاليدهم من  خارج السلطنة، لإقامة أعراسهم خارج بيئتهم في لحظة يراد لها أن تظل في الذاكرة، لحظة باعثة على الحياة بين شخصين تألفت أرواحهم. 

 وموقع أكتشف عُمان الإلكتروني المعني بالترويج والتسويق السياحي يطرح هذا السؤال “ما الذي يمكن أن يكون أكثر سحراً من إقامة حفل ليلة العمر في هذا البلد الرائع؟”. أي سلطنة عُمان وبالطبع يشير في ذلك لحفلات الزفاف ولما يسمى بشهر العسل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*