تشتهر بالشواطئ والخلجان الجميلة التي تعد من أهم مقومات الجذب السياحي
حفرة إذابة طوي أعتير أكبر حفر الإذابة في العالم وهي من المعالم السياحية الطبيعية
كهف “طيق” يبلغ حجمه حوالي 170 ألف متر مكعب ويعد ثاني أكبر الكهوف في العالم
مرباط – وجهات |
تعد ولاية مرباط التي تبعد عن مدينة صلالة بنحو 74 كيلومترا إحدى المدن التاريخية الهامة بمحافظة ظفار وتقع في سهل جبل سمحان وتطل على ساحل بحر العرب.
وقد سميت مرباط بهذا الاسم نسبة إلى مربط الخيل حيث اشتهرت في القرن التاسع الميلادي بتربية الخيول وتصديرها إلى العديد من الموانئ والمدن العربية والاسلامية بالإضافة إلى تجارة اللبان والمنتجات الحرفية المختلفة.
وتشتهر الولاية بالعديد من المواقع السياحية الطبيعية والمعالم التاريخية والمباني ذات الطابع المعماري القديم أبرزها حصن مرباط الذي يعد من أهم المعالم التاريخية والأثرية بالولاية ويطل على ساحل ميناء مرباط القديم ويعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع الميلادي.
ويعتبر حصن مرباط من أهم المعالم التراثية في الولاية، ويتكون من دورين وبرجين، ويعد موقعه في ولاية مرباط موقعا مميزا، حيث يطل على الميناء والسوق، وذكرت بعض المصادر التاريخية أن بناءه يعود لأواخر للقرن التاسع عشر الميلادي وتحديدا في عام 1806م.
وأظهرت بعض أعمال التنقيب الأثري أن هناك آثارا تدل على أن بناء الحصن قد يعود لفترات قديمة، وأنه تم تشييد الحصن على آثار قديمة موجودة، ويكتسب الحصن أهميته التاريخية كمقر للوالي وإدارة شؤون الولاية فترات طويلة، وفي عام 1994 تم افتتاح الحصن بعد ترميمه تزامنا مع عام التراث العماني، كما تم تحديثه في عام 2011 ليكون مهيأ لاستقبال الزوار، وتم تجهيز الحصن ليكون على شكل متحف تعرض من خلاله المقتنيات الأثرية المختلفة، وينقسم الحصن المكون من دورين إلى عدد من الغرف والقاعات تتناول تاريخ مرباط قديما والحرف التقليدية والأزياء ومكونات البيت الظفاري قديما، وكذلك صور توضح وتشرح عملية جني اللبان وطرق استخراجه والتي تشتهر بها الولاية.
ويوجد بالحصن مرشد آلي يوفر المعلومات للزائر بتسع لغات وكما يوجد أمامه عدد من المدافع القديمة التي كانت تستخدم قديما للدفاع عن الحصن وعن الولاية من ناحية البحر.
ووقعت وزارة التراث والسياحة مؤخرا اتفاقية لإدارة وتشغيل وتوظيف حصن مرباط لإحدى الشركات بهدف اعادة استثماره وتشغيله مع فرضة الجمارك بالولاية.
ويأتي التوقيع على الاتفاقية بعد التجربة الناجحة التي قامت بها الوزارة في استحداث فرص استثمارية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتوظيف التراث الثقافي بما يضمن استدامته وتعظيم الاستفادة منه، وهي ضمن سلسلة من الأعمال والاتفاقيات التي تمّ التوقيع عليها تحقيقًا للخطة التنموية العاشرة وبرامجها الاستراتيجية.
كما يعد بيت “سيدوف” من أهم المعالم الأثرية والتاريخية ذات البناء المعماري الفريد التي تجسد العمارة العربية التقليدية ويعود تاريخ بنائه إلى نحو 200 عام وقد تم بناؤه من الأحجار الرسوبية والطين والأخشاب ويعرف البيت كذلك باسم ”نزوى”.
ويعتبر سوق مرباط القديم الذي يقع بالقرب من حصن مرباط من أقدم الأسواق التاريخية لبيع السلع والبضائع المستوردة من الهند وشرق افريقيا وموانئ البصرة وعدن كالتمور والجلود والأقمشة ومختلف المنتجات المحلية التي كانت تصل عن طريق ميناء مرباط القديم بالإضافة إلى اللبان العماني الذي كان السلعة الاساسية في هذا السوق.
كما تشتهر ولاية مرباط بالشواطئ والخلجان الجميلة التي تعد من أهم مقومات الجذب السياحي نظرا لجمالها وثرواتها البحرية النادرة حيث تشهد حركة سياحية نشطة على مدار العام خصوصا في إجازة نهاية الأسبوع للتمتع بالصيد ومشاهدة الشعاب المرجانية.
ويوجد بولاية مرباط العديد من المصائد البحرية النادرة أشهرها “الصفيلح” أو (أذن البحر) و”الشارخة” اللذانِ يعدان من أغنى المصائد البحرية حيث ينحصر وجود ثروة “الصفيلح” في الشواطئ الواقعة بين ولاية مرباط ونيابة شربثات بولاية شليم وجزر الحلانيات.
ويعتبر ميناء مرباط من المواقع التي يقصدها السياح وزوار الولاية حيث تشكل السفن التي ترسو على الميناء منظرا جميلًا وقامت وزارة الثروة الزرعية والسمكية وموارد المياه بطوير وتوسعة الميناء وإنشاء مرافق للصيادين والزوار.
ويمثل جبل سمحان مقصدا سياحيا باعتباره من أهم السلاسل الجبلية في محافظة ظفار ويبلغ أقصى ارتفاع له ” 100ر2 ” متر، حيث تنتشر فيه أنواع مختلفة من النباتات الطبيعية مع وجود بعض أشجار السمر واللبان ويشتهر سمحان بوجود عدد من الحيوانات البرية كالنمر العربي والغزال العربي والثعالب والوعل النوبي.
ويوجد على قمة جبل سمحان كهف “حيور” الذي يعد أحد أهم الأماكن السياحية نظرا لموقعه الجبلي المطل على ولاية مرباط حيث قامت وزارة السياحة بتمويل من شركة صلالة للميثانول بتطوير الكهف من خلال توفير أماكن للجلوس داخل الكهف بالإضافة إلى إنشاء ممر للمشاة حيث تتضمن المرحلة الثانية للتطوير إنشاء ممرات ومظلات جلوس إضافية حول الموقع وتوسعة مواقف السيارات وإنارتها فضلا عن إنشاء منطقة للتخييم ومنصات مزودة بتلسكوب لمشاهدة الحياة البرية بوادي سمحان.
كما تعد حفرة إذابة طوي أعتير المعروفة باسم “بئر العصافير” من المعالم السياحية الطبيعية في الولاية ويبلغ عمقها حوالي 112 مترا ويتراوح قطرها بين 130 – 150 مترًا حيث تعتبر من أكبر حفر الاذابة في العالم وتقع على مسافة قريبة من شمال المركز الاداري بناية طوي اعتير ويوجد طريق معبد الى الموقع ومواقف للسيارات.
ويوجد في نيابة طوي اعتير بولاية مرباط كهف “طيق” الذي يبلغ حجمه حوالي 170 ألف متر مكعب ويعد ثاني أكبر الكهوف في العالم وبه ما لا يقل عن 6 مداخل اكبرها المدخل والجدار الغربي الذي يمكن مشاهدته من أعلى حفرة طيق ويمكن الوصول إليه عبر مسالك صغيرة وضيقة حيث يبعد الكهف عن نيابة طوي اعتير قرابة 14 كيلومترا ويوجد طريق معبد إلى المنطقة المحيطة به الى جانب مواقف مخصصة للمركبات.
كما تعد منطقة “الجاذبية” بنيابة طوي اعتير بولاية مرباط من المواقع السياحية التي تجذب الزوار لوجود ظاهرة غريبة ونادرة تدفع البعض لخوض التجربة بالسيارة التي تصعد للأعلى بدلا من النزول للأسفل حيث تقع المنطقة في بداية عقبة “حشير” على الطريق المتفرع من الطريق العام المؤدي إلى مدينة مرباط.
وقد حظيت ولاية مرباط كغيرها من ولايات السلطنة بالعديد من المشاريع التي تخدم الحركة السياحية والاقتصادية حيث افتتح مشروع ازدواجية طريق (طاقة – مرباط) امام الحركة المرورية بطول 36 كيلومترا حيث يربط الطريق المزدوج مع طريق طوي اعتير وكذلك الطرق المؤدية إلى الأماكن والمعالم السياحية بالمنطقة، حسب موقع وزارة الإعلام.