دبي – وجهات|
في خطوة بارزة لتعزيز مجال بحوث السفر والضيافة، أعلنت شركة إنسايت آوت للاستشارات، الشركة الرائدة في مجال استشارات الضيافة والمعروفة بأبحاثها في منطقة الشرق الأوسط، عن تجديد شراكتها مع مؤسسة فوكس رايت الشركة العالمية الرائدة في أبحاث السفر.
يأتي هذا التعاون بهدف إجراء إنسايت آوت لبحث وإعداد التقرير السنوي الخاص بسوق السفر في منطقة الشرق الأوسط لهذا العام. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التعاون مستمر منذ عام 2012.
يسلّط هذا التقرير الضوء على أهم التغييرات الرئيسية في القطاع، ولا سيما نمو قطاع السفر في المنطقة، الذي من المتوقع أن يشهد نموا ملحوظا بنسبة 40% اعتبارا من عام 2022 حتى 2026، وتتصدر الإمارات والسعودية قائمة الوجهات التي تحقق أعلى معدلات النمو في صناعة السفر.
ويقدّم أحدث تقرير صدر من فوكس رايت نظرة شاملة عن سوق السفر في الشرق الأوسط بما في ذلك حجم السوق التفصيلي وتوقعاته، واتجاهات التوزيع، وتحليل قطاعات السفر الرئيسية، والتطورات الخاصة بقطاعات الطيران والفنادق وتأجير السيارات، وغيرها. كما ويركّز التقرير على أربعة أسواق سفر رئيسية في المنطقة، ألا وهي الإمارات والسعودية ومصر وقطر.
وقالت لي هوكينز، المدير الإداري لدى شركة إنسايت آوت للاستشارات: يستمر بحثنا، الذي أجريناه بالتعاون مع فوكس رايت في تقديم بيانات ورؤى ثمينة حول سوق الضيافة والسفر الذي يشهد نموا سريعا وتطوراً دائم في منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت: لا شكّ أن القطاع يمر حالياً بتحول كبير، إذ بات يتكيّف مع تطورات التكنولوجية الرقمية والبروز المتزايد لتعزيز تجارب السفر. في الواقع، لم تعد التجارب السياحية العامة كافية لإرضاء أذواق زوّار الشرق الأوسط، لذلك نراهم يسعون بشكل متزايد للحصول على تفاعلات أكثر عمقا وذات مغزى تعرض تاريخ المنطقة الغني وتقاليدها المتنوعة. ومن بين أبرز ما ورد في التقرير، فقد استطاعت دولة الإمارات أن تحقق نجاحاً في صناعة السفر والسياحة، حيث أصبحت واحدة من أولى الوجهات التي استعادت نشاطها بالكامل بعد الجائحة. وتمثل هذه الإنجازات خطوة هامة نحو استثمار الطلب المتنامي في قطاع السفر والسياحة، مما أعطى الإمارات مكانة مرموقة كأكبر سوق للسفر في منطقة الشرق الأوسط. وفي عام 2022، شهد سوق السفر في دولة الإمارات نموا استثنائيا، حيث ارتفع بنسبة مذهلة تبلغ 101% مقارنة بعام 2021. ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو بمعدل 10% بحلول عام 2023. ترجع هذه الزيادة إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة الإماراتية، حيث استثمرت مبالغ كبيرة وأطلقت مبادرات متنوعة، منها استراتيجية السياحة في الدولة.
تهدف هذه الاستراتيجية إلى جذب استثمارات بقيمة 100 مليار درهم إماراتي وزيادة قدرة الفنادق على استقبال 40 مليون ضيف بحلول عام 2031. على نحو آخر، يُعدّ قطاع الطيران في الإمارات من أكثر القطاعات تطوّرًا في العالم، فقد تم تصنيف طيران الإمارات والاتحاد وفلاي دبي ضمن أفضل 50 شركة طيران على مستوى العالم.
علاوة على ذلك، يشهد قطاع الضيافة في الامارات توسعاً كبيراً، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الغرف الفندقية 200 ألف غرفة بحلول عام 2030، وذلك بفضل العدد المتزايد للزوّار الذين يقصدون الامارات، وطلبهم للحجوزات في الفنادق الفخمة. إلى السعودية، التي تشهد حاليا أسرع معدلات نمو في سوق السفر داخل المنطقة، بحيث استعادت إجمالي الحجوزات نسبة تصل إلى 107% في عام 2022 مقارنة بعام 2021، ومن المتوقع أن تستمرّ نسب الحجوزات بالارتفاع بمعدل 65% إضافية بحلول عام 2026.
ولعلّ أحد العوامل الرئيسية خلف هذا النمو هو تعاون الحكومة السعودية مع القطاع الخاص بهدف تطوير المشاريع الضخمة مثل مشروع البحر الأحمر ونيوم، الذي من المتوقع أن يجذب ملايين من السياح إلى المملكة في السنوات المقبلة.
وقد كشفت المملكة مؤخرا عن خططها للاستثمار بمبلغ يصل إلى 800 مليار دولار في قطاع السياحة على مدار السنوات العشر القادمة. وكجزء من جهودها لتحقيق رؤية 2030، قامت الحكومة باستثمار مبالغ ضخمة في تعزيز البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المطارات والطرق والفنادق، كما ساهمت في تسهيل متطلبات الحصول على تأشيرات الدخول للمملكة، ما حقق زيادة كبيرة في عدد السياح الذين يزورون السعودية لغرض الترفيه.
أما في قطر، فقد شهد قطاع السياحة انتعاشا ملحوظا في عام 2022، وذلك بفضل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، والتوسع المستمر في البنية التحتية، فضلا عن الشعبية المتزايدة للدولة كوجهة ترفيهية. علاوةً على ذلك، يهتم المجلس الوطني للسياحة بالاستثمار في قطاع السياحة في قطر، واضعا نصب عينيه هدفًا يتمثل في استقبال ما بين ستة وسبعة ملايين زائر سنوياً بحلول عام 2030. ويسعى المجلس جاهدا لتحقيق هذا الهدف من خلال وضع خطط لتطوير فنادق جديدة وإنشاء مناطق جذب سياحية بالإضافة إلى تقديم تجارب ثقافية فريدة.
على نحو آخر، تلعب الخطوط الجوية القطرية دورا بارزا في تحقيق هذه الرؤية من خلال توسيع وجودها العالمي وتعزيز دعم قطاع السياحة في البلاد. أخيراً إلى مصر، التي لا تزال مستويات السياحة فيها أقل مما كانت عليه قبل الجائحة. ولا يمكننا أن ننكر التحسّن الملحوظ الذي شهدته البلاد منذ عام 2020. وتعود هذه التطورات إلى عدة عوامل، بما في ذلك انخفاض قيمة الجنيه المصري والجهود التي تبذلها الحكومة للترويج لمصر باعتبارها بلدا سياحيًا آمنًا وجذّابًا.
وقد شهدت السياحة الداخلية في مصر ارتفاعا في السنوات الأخيرة، لا سيّما مع تزايد اهتمام المصريين باستكشاف بلدهم. وقد كان للمعالم التي تزخر بها مصر دور في جعلها وجهة مثالية للسياحة. وحول أحدث التوجهات في مجال التحول الرقمي في قطاع الضيافة والسفر: فقد زادت حجوزات السفر عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط في عام 2022 بنسبة 103% مقارنة بالعام السابق.
يرجع هذا النمو إلى ازدياد عدد المسافرين الذين يستخدمون التكنولوجيا ويعتمدون على إجراء حجوزاتهم إلكترونياً، عبر استخدام روبوتات الدردشة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الهاتف المحمول وبرامج الولاء. بالإضافة إلى سهولة إتمام الحجوزات من خلال استخدام مواقع وكالات السفر الالكترونية. حيث يشهد سوق الحجوزات الالكترونية السياحية للطيران والفنادق توسعاً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط بسبب التطور التكنولوجي السريع. من المتوقع أن تشهد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ارتفاعا كبيرا في نسب حجوزات السفر عبر الإنترنت بحلول عام 2026، لتصل إلى 50%.
لذلك من الضروري أن تواصل الشركات العاملة في هذين البلدين العمل على تحسين وصيانة أنظمتها التكنولوجية، وأن تولي أهمية كبيرة لتجربة الضيوف وتعزيز الكفاءة التشغيلية، نظرًا للنمو اليومي السريع والتنافسي في سوق السفر. في الختام، يوضح تقرير فوكس رايت حال سوق السفر في منطقة الشرق الأوسط من عام 2022 إلى عام 2026، ويبرز بعمق مختلف اتجاهات قطاع السفر بالمنطقة. ويتناول التقرير التحليل الإحصائي ودراسات الحالة ويقدم توصيات عملية.