ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 2862 شخصا.. المغرب تواصل جهودها في مواجهة تداعيات الزلزال


المغرب – وكالات |

وفقا لآخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة الداخلية المغربية، فإن الزلزال القوي الذي وقع في البلاد ليلة الثامن من هذا الشهر، أودى بحياة ألفين وثمانمئة واثنين وستين شخصا وإصابة ألفين وخمسمئة واثنين وستين شخصا بجروح شخصا.

ووفقا لتقارير وسائل الإعلام المحلية، تضررت أكثر من ثماني عشرة ألف أسرة في مقاطعة إقليم الحوز باعتبارها مركز الزلزال. وفي الوقت الحاضر، تكثف الحكومة المغربية جهود الإنقاذ، لكن بعض القرى والبلدات المتضررة بشدة تقع في مناطق جبلية نائية ولا يمكن الوصول إليها، حيث تواجه عمليات الإنقاذ تحديات. 

وقال وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، إن الأضرار المحددة الناجمة عن الزلزال لا يمكن حصرها، وإن أولوية الحكومة هي انقاذ الأرواح، كما اتخذت الحكومة تدابير وقائية للتعامل مع الهزات الارتدادية، ودعا الناس إلى عدم الاقتراب من المباني القديمة في المناطق المتضررة.

تواصل السلطات المغربية جهودها لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد مساء يوم الجمعة الماضي وسط ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 2862 قتيلا و2562 جريحا.

وقالت وزارة الداخلية المغربية في بيان نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء “إن عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية بلغ 2862 شخصا … فيما وصل عدد الجرحى إلى 2562 شخصا”.

وتابعت أنه تم دفن 2854 من القتلى، مشيرة إلى تسجيل هذه الحصيلة حتى الساعة السابعة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي المغربي.

وسجل إقليم الحوز أكثر من نصف عدد القتلى بـ 1604 قتلى، وفق البيان.

وأشار البيان إلى تسجيل 976 قتيلا بإقليم تارودانت، وحالة واحدة بإقليم الصويرة، في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة في كل من عمالات وأقاليم شيشاوة وورزازات ومراكش وأزيلال وأكادير إداوتنان والدار البيضاء الكبرى واليوسفية وتنغير.

وبعد مرور ثلاثة أيام على وقوع الزلزال تواصل السلطات العمومية المغربية جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى وفتح الطرق بكل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة.

وفي إطار هذه الجهود عقدت اللجنة الوزارية المكلفة بوضع برنامج عاجل لإعادة تأهيل وتقديم الدعم لإعادة بناء المنازل المدمرة، اجتماعا اليوم برئاسة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بحسب الوكالة.

ونقلت الوكالة عن أخنوش قوله في تصريح صحفي عقب الاجتماع، إن اللجنة بصدد وضع تصور بشأن إعادة بناء المناطق المتضررة وتعويض المتضررين الذين فقدوا مساكنهم.

وتابع، أنه سيتم الإعلان رسميا عن هذا التصور في الأيام المقبلة بعد تدقيقه خلال الأسبوع الجاري.

وأكد رئيس الحكومة المغربية أنه يتم العمل في الوقت الراهن على إيجاد حلول لإيواء السكان.

وأشار أخنوش إلى أن وزارة الداخلية وكافة المصالح الأخرى تبذل مجهودات كبيرة وتشتغل بقوة خلال هذه الظرفية العصيبة.

وتتركز جهود المصالح المغربية على إنقاذ الأشخاص في وضعية صعبة ودفن الموتى وتقديم المواد الغذائية ووسائل الإيواء، وفق أخنوش.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس، قد أعطى ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت خلال جلسة عمل السبت الماضي تضمنت تشكيل ﻠﺟﻧﺔ وزارﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻹﻋﺎدة ﺗﺄھﯾل وﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم ﻹﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣدﻣرة ﻓﻲ أﻗرب اﻵﺟﺎل، واﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﺻﻌﺑﺔ، ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﯾﺗﺎﻣﻰ واﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ھﺷﺔ.

وفي مسعى لتفعيل التعليمات الملكية، صادقت الحكومة المغربية على مشروع مرسوم بإحداث “الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية” قبل أن يتم تقديمه للبرلمان.

وبحسب الإعلام الرسمي، سيخصص هذا الصندوق لتلقي مساهمات الهيئات الخاصة والعامة والمواطنين داخل وخارج البلاد، وتحمل النفقات المتعلقة بالبرنامج الاستعجالي لإعادة تأهيل وتقديم الدعم لإعادة بناء المنازل المدمرة.

كما سيخصص للنفقات المتعلقة بالتكفل بالأشخاص في وضعية صعبة وتشجيع الفاعلين الاقتصاديين للاستئناف الفوري للأنشطة ونفقات تشكيل احتياطات ومخزون للحاجيات الأولية وجميع النفقات الأخرى المرتبطة بتدبير أثار هذا الزلزال.

وبجانب هذه الإجراءات الحكومية، تعمل السلطات الغربية ميدانيا على فتح الطرق المقطوعة أمام حركة المرور لتسريع إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة.

ويقع مركز الزلزال في منطقة جبال الأطلس المعزولة، ما أدى إلى انجرافات في التربة وتساقط كتل صخرية جراء الزلزال.

وأظهرت صور جرافات وشاحنات تعمل على رفع الأنقاض والحطام لفتح الطرق.

ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن المدير الإقليمي للتجهيز والماء بتارودانت عبد الرحمان بنموسى، قوله إن المديرية تدخلت بشكل فوري وعاجل لتسهيل وتسريع فتح العديد من المحاور الطرقية التي عرفت انهيارات صخرية بسبب الزلزال.

وأكد بنموسى أن العمل جاري على قدم وساق وبشكل متواصل من أجل تسهيل نقل المساعدات عبر الطرق.

وبالإضافة للجهود الحكومية، تسابق فرق الإنقاذ الزمن للبحث عن ناجين.

وبحسب تقارير، فإن رجال الإنقاذ يكافحون للوصول إلى المناطق الأكثر تضررا.

وقالت كارولين هولت، مديرة إدارة الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يوم الأحد، إن الوضع على الأرض يشكل تحديا كبيرا لجهود البحث والإنقاذ، مشيرة إلى أن “إدخال الآلات الثقيلة إلى تلك المناطق النائية” يعد “أولوية”.

وأظهرت صور نشرتها وكالة أنباء ((شينخوا)) منقذين يعملون بالقرب من مركز زلزال الحوز في أزرو بالمغرب، وآخرين يوزعون إمدادات ومساعدات، فيما ينقل فريقا ثالثا شخصا مصابا.

وضرب زلزال بقوة 6.8 درجة المغرب مساء يوم الجمعة الماضي على عمق 18.5 كيلو متر بمنطقة تبعد 70 كيلو مترا جنوب غرب مدينة مراكش.

وتعد هذه هي المرة الأولى منذ قرن، التي يسجل فيها هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل في المغرب، وفق رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جابور.

وأعلن الديوان الملكي المغربي مساء السبت الماضي عن ﺣداد وطﻧﻲ ﻟﻣدة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم في المملكة، وذلك ضمن تعليمات ملكية لمواجهة تداعيات الزلزال المؤلم. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*