يكتبه: د. رجب العويسي|
يرصد المتابع لخريف ظفار نتاجا فكريا ثريا، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أو الاعلام الرسمي والخاص وجملة البرامج واللقاءات التي تتناول خريف ظفار بشكل خاص أو السياحة في سلطنة عمان بشكل عام .
وبالتالي كفاءة التعامل مع الملاحظات ووجهات النظر والأفكار التي يطرحها السائح وتعبر عن طموحاته أو رغباته أو هواجسه بعد زيارته للخريف، عبر صفحات المنصات والحسابات الشخصية، والمواقع الالكترونية، وما يؤسسه ذلك من رفع سقف المنتج الفكري الذي يتناول الخريف بكل تفاصيله ومحطاته بوسائط مختلفة وأساليب متنوعة وأدوات متعددة لتشكل جميعها محطات تقييمية وتشخيصية ترصد أنشطة الخريف وفعالياته والفرص والمقومات والتحديات التي تشكل بدورها مائدة تقييمية مهمة، ومحطة لالتقاط الانفاس وفرصة لقياس الرأي العام والرجع الميداني لأنشطة الخريف، والاجابة عن التساؤلات التي تضمن تحولا نوعيا في مسيرة موسم خريف ظفار وكفاءته الإنتاجية السياحية والاقتصادية.
إن هذا الرصد من شأنه أن يضع الجهات المعنية أمام مسؤولية الإجابة عن التساؤلات: أين نحن؟. وما الذي نحتاجه لتطوير الخريف؟، وما الذي ينقصنا في خريف ظفار؟ وما الفرص المتاحة التي يمكن البناء عليها؟. وما الذي يحتاجه موسم الخريف سواء على مستوى الخدمات السياحية أو البنية الأساسية أو الإجراءات والاليات أو في البيئة الاسكانية والخدمية وتنوع خيارات النقل (تطوير النقل العام، توفير الميترو ، سكة الحديد التي تربط ظفار بمسقط) والتي ستقدم إضافات نوعية ومائدة تطويرية للخريف في الأعوام القادمة.
ومعنى ذلك أن المنتج الفكري والمعلوماتي ووجهات النظر والتعددية في الآراء وتنوع الوسائط، سوف توفر خبرات تراكمية نوعية تتكامل في ظل تنوع مصادرها وخصائص السياح النفسية والفكرية والاجتماعية وغيرها؛ بما يؤكد الحاجة إلى وجود مختبر رصد تحليلي لقياس نواتج موسم خريف ظفار على الاقتصاد والسياحة، فهو يرصد مستوى الجاهزية القبلية للمؤسسات من واقع البيانات والمؤشرات؛ والبعدية في مستوى التفاعل الذي تبديه المؤسسات لما يطرحه السائح، والحس السياحي الذي يلازم الأخير في ظل شعوره بأن أفكاره وأراءه يُنظر إليها ويُستفاد منها ويُؤخذ بها وتحظى بالمزيد من المتابعة والدراسة، لتشكل مصدر انطلاقة للخريف في نسخته القادمة.